الناجية من المحرقة النازية مدام روزا (صوفيا لورين)، التي تعيش مربية أطفال في بلدة ساحلية إيطالية، ترعى صبي الشارع مومو البالغ من العمر 12 عاماً، والذي سرق منها محفظة. يحمي الشخصان بعضهما البعض ويصبحان مرساة لعائلة غير تقليدية بعد مناظرات وتجاذبات مضنية. كتب العديد من كبار السينمائيين والنقاد عن عودة صوفيا للفيلم بالقول: يمكن مشاهدة أيقونة السينما الإيطالية صوفيا لورين مرة أخرى في فيلم روائي دولي بعد عقد من الزمان. واحتفلت هي بعودتها بقولها "لديك حياة أمامك"! وفي ترجمة د. علي عبدالأمير لكتاب "حياتي... أمس واليوم وغداً"، يتناول يوميات النجمة السينمائية الساطعة صوفيا لورين، من النسب الإشكالي، إلى الفقر حيث النشأة مروراً بمآسي الحرب، ثم البزوغ العبقري لنجمة، حتى آخر فيلم لها. حنين صوفيا لورين حتى في سن 86 للسينما ودورها في فيلم "لديك حياة أمامك"، يمكنها الآن فرصة للفوز بجائزة الأوسكار الثالثة لأفضل ممثلة في هذا السن. صوفيا لورين - هذا الاسم وحده هو الإثارة الحسية الخالصة. ابنة عامل نشأت في حي فقير في نابولي، وبالكاد أصبحت ممثلة سينمائية أسطورية في القرن العشرين. كان للورين جمالا غريبا يجمع بين الأناقة الخالصة والتفوق الأنثوي. اليوم تبلغ من العمر 86 عاما. وأي شخص يراها في فيلمها الجديد "لديك حياة أمامك" من 13 نوفمبر/تشرين الثاني على "نت فلكس"سيظل مفتونا بنعمتها الخالدة. قبل كل شيء، سوف يواجه ممثلة أتقنت حرفتها الرائعة. في الدراما المؤثرة "لديك الحياة أمامك"، تقدم صوفيا لورين أداء رائعاـ وتلعب دور "مدام روزا"، إحدى الناجيات من الهولوكوست والعاهرة السابقة التي استقرت في جنوب إيطاليا. تعتني بأطفال البغايا من صديقاتها العاملات في الجنس وترعاهم بصفتها مربية أطفال وأحيانا كأم بديلة في بلدة باري الساحلية. ولما كانت قد استقبلت بالفعل ولدا وفتاة في شقتها الصغيرة، ولا تريد ابن عاهرة "ثالث". وكانت في البداية غير متحمسة لأخذ الطفل السنغالي اليتيم مومو (إبراهيما غوي) البالغ من العمر 12 عاما تحت جناحها، بعد أن سرق منها في أحد الأسواق حقيبة يد. لكن صديقها دكتور كوين (ريناتو كاربنتيري) أقنعها على مضض بإن مومو فتى جيد، يبحث عن رابطة عميقة، وهكذا سمحت لنفسها بانتشاله والحصول على عمل له في متجر صغير، وانتقل إليها فأصبحا الاثنان صديقين، وبينما تحاول السيدة روزا إبعاد التاجر الصغير من حين لآخر عن الشارع، يتعين على مومو أيضاً أن يتعلم تحمل المسؤولية تجاه شخص آخر. لأن روزا، التي تغلب عليها شياطين الماضي المظلم، تبتعد بشكل متزايد عن السيطرة على حياتها. "لديك حياة أمامك" أحد تلك الأفلام التي تبدو وكأنها عمل عاطفي، ولكن يتبين أنه عكس ذلك تماماً، ويرجع ذك أساساً إلى دور لورين كممثلة رائعة. تؤدي دور العاهرة السابقة الناجية من الهولوكوست، كامرأة ذات جمال يكافح الشيخوخة - بمشاركة رائعة مع الممثل الشاب الصاعد إبراهيما غوي - والفيلم مقتبس عن رواية "أمامك حياة" للكاتب الفرنسي رومان جاري (1914-1980) ومن إخراج نجل لورين إدواردو بونتي، من زوجها المنتج السينمائي كارلو بونتي (1912-2007). أثناء استراحة طويلة تقول صوفيا في مقابلة مع صحيفة "بيلد": "عندما أختار فيلماً جديداً، يجب أن تكون القصة ملهمة ومحفزة". وإنها - تقول - تبحث عن نصوص "تحبها حقاً". وإنها في فيلم "لديك حياة أمامك" كانت "غارقة في الحمى"، لأن التصوير بالنسبة لها "كالحمى، مثل شغف متوهج". كان التركيز في الفيلم على الشاب مومو، الذي ينقل حبكة الأحداث الدرامية في الرواية من فرنسا في السبعينيات إلى إيطاليا اليوم، لكن قبل كل شيء، صورة لامرأة في سن الشيخوخة، تجاوزتها صدمة محرقة "آوسشفيتز" الألمانية، ولا شك فإن الفيلم عودة رائعة، للممثلة صوفيا لورين، التي شوهدت فيها آخر مرة قبل ستة أعوام في الفيلم القصير "صوت الإنسان". ويرى خبراء صناعة الأفلام الأميركيون في عودتها الطريق لجائزة أوسكار جديدة. إذا حصلت على ترشيح في سباق الأوسكار هذا العام عن فيلم "لديك الحياة أمامك"، فيمكنها تحطيم رقمين قياسيين. بعد إن كان ترشيحها آخر مرة لجائزة الأوسكار عن فيلم "الصبي الذهبي" عام 1962. وفوزها في فئة "أفضل ممثلة" عن أدائها في فيلم "ومع ذلك يعيشون" عام 1960. سيكون ذلك للورين رقماً قياسياً للمرة الثالثة، أيضاً كأكبر مرشحة في فئة "أفضل ممثلة" في تاريخ حفل توزيع جوائز الأوسكار في عمر يناهز الــ 86 عاماً. وللتعليق على هذه التقديرات والتنبؤات، قالت الممثلة: "الشيء الجميل في الأوسكار" أنه "اعتراف بأنك قمت بعمل ممتاز". وإذا ما فازت صوفيا بالجائزة مرة أخرى، فهذا يعني الكثير بالنسبة لها. إنه "شيء مميز للغاية". كما إنها سوف لن تكون أكبر فائزة بجائزة الأوسكار في فئتها فحسب، بل ستكون أيضا أكبر شخص سناً في جميع فئات التمثيل ينال هذا الشرف. سننتظر إذن إلى أن يتم الإعلان عن الترشيح لجوائز الأوسكار في منتصف مارس/آذار القادم، وإلى أن يتضح ما إذا كان وباء كورونا سيؤجل الدورة 93 لحفل توزيع الجوائز في 25 أبريل/نيسان 2021!؟ وقد أتاحت لنا شركة "نت فلكس" للأفلام فرصة الاستمتاع بمشاهدة هذا الفيلم ابتداءً من 13 نوفمبر/تشرين الثاني. وهي شركة إعلامية أميركية تتعامل مع البث المدفوع وإنتاج الأفلام والمسلسلات. تأسست من قبل ريد هاستينغز ومارك راندولف في عام 1997 في لوس جاتوس (كاليفورنيا) وعملت في البداية كمخزن فيديو عبر الإنترنت مع توزيع الأفلام على أقراص "دي في دي" و"بلو راي" لمشتركيها. في عام 2007، دخلت في مجال الفيديو عند الطلب وجعل المحتوى متاحاً للمشتركين عبر البث. بحلول مارس/آذار 2020، كانت الخدمة الإعلامية قد قدمت ما يقرب من 3000 برنامج سينمائي وتلفزيوني. اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2020، كان لديها 195.15 مليون اشتراك مدفوع، بما في ذلك 73.08 مليون في الولايات المتحدة وكندا. في عام 2020، تجاوزت القيمة السوقية لأسهم الشركة أقل قليلاً عن 195 مليار دولار قيمة شركة والت ديزني للمرة الأولى. في عام 2006، أطلقت "نت فلكس" مسابقة تبلغ تكلفتها مليون دولار لمعرفة ما إذا كان بإمكان أي شخص تحسين النظام الرقمي الإلكتروني بنسبة 10 %، وهي خوارزمية للتنبؤ بتفضيلات فيلم الفرد استنادا إلى بيانات التأجير. بعد ثلاث سنوات، مُنحت الجائزة إلى فريق "الفوضى البراغماتية" التابع لشركة "بل كور"، وهو فريق مكون من سبعة علماء رياضيات وعلماء كمبيوتر ومهندسين من الولايات المتحدة وكندا والنمسا. في عام 2013 مع المسلسل الدرامي "بيت من ورق"، قدمت الشركة محتوى فيديو تم إنتاجه خصيصا لخدمة البث. أصبح محط تركيز رئيسي للشركة، وبحلول نهاية عام 2018 قدمت ما يقرب من 1000 عنوان أصلي. تضمنت مسلسلات بارزة "غير قابلة للكسر ـ كيمي شميدت" و"التاج" و"ناركوس" و"أشياء غريبة"، كما أنتجت العديد من الأفلام - لا سيما "روما" 2018، الذي فاز بثلاث جوائز أكاديمية، بما في ذلك أفضل فيلم بلغة أجنبية.
مشاركة :