عواصم - وكالات - أوقفت ألمانيا إعادة طالبي اللجوء السوريين الى الدولة التي دخلوا منها أراضي الاتحاد الاوروبي، وعلّقت عملياً تطبيق «اتفاقية دبلن» التي تنص على إعادتهم، كما اعلن المكتب الفيديرالي للهجرة واللاجئين أمس، على حسابه على «تويتر». وأكد المكتب الفيديرالي: «اتفاقية دبلن: لن نتبعها عمليا بالنسبة للمواطنين السوريين في هذه المرحلة». وعلقت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية في بروكسيل، ناتاشا بيرتو، أمس، بالقول: «نرحّب بخطوة التضامن الاوروبية هذه. بالنسبة للمفوّضية هذا يشكّل اعترافاً بأنه لا يمكن ترك الدول الاعضاء الواقعة على الحدود الخارجية تواجه وحدها هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء الساعين للوصول الى اوروبا». وتنص الاتفاقية على أنه «لا يمكن للاجئين تقديم طلب اللجوء إلا في الدولة التي وصلوا إليها أولاً». واعتبرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، أمس، ان اوروبا تواجه «وضعا لا يليق» بها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين. وقالت ميركل في لقاء نقل عبر الانترنت مع مواطنين من مدينة دويسبورغ الصناعية حيث تقيم مجموعة كبيرة من المهاجرين ان «اوروبا هي في وضع لا يليق باوروبا. يجب قول ذلك بكل بساطة». وفي ما يتصل بتدفق طالبي اللجوء، كررت المستشارة «علينا ان نعيد الى بلدانهم من ليس لديهم على الارجح اي فرصة للحصول على لجوء». واضافت «انه امر صعب، لكن صربيا والبانيا وكوسوفو ليست بلدانا تشهد حاليا حربا اهلية». وتابعت ميركل «من يحق لهم اللجوء، مثل السوريين، ينبغي توزيعهم في شكل عادل في اوروبا». وقالت ايضا ان «بلدا مثل المانيا، اقوى اقتصاديا من بلدان اخرى، عليه ان يأخذ حصة اكبر، لكن ثلاثة او اربعة بلدان من اصل 28 لا تستطيع وحدها تحمل هذا العبء: ليس هذا الاتحاد الاوروبي الذي نرغب فيه». وكانت ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعربا أول من أمس، تأييدهما لإيجاد تفاهم بين دول الاتحاد الأوروبي على قائمة تضم «الأوطان الآمنة» بدعوى أن هذا التصنيف من شأنه أن يسرع من وتيرة إعادة طالبي اللجوء القادمين من هذه الدول إلى أوطانهم لأنهم لا ينظر إليهم باعتبارهم مضطهدين سياسيا. من ناحيتها، تنوي الولايات المتحدة استقبال ما يتراوح بين خمسة إلى ثمانية الآف لاجئ سوري في العام المقبل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أحالت ملفات 15 ألف لاجئ سوري إلى واشنطن، ومن المنتظر أن تستقبل الولايات المتحدة في العام الحالي ما يصل إلى ألفي لاجئ سوري. وأمس، استمر مئات المهاجرين غير الشرعيين في التدفق على الحدود بين صربيا والمجر، بوابة الاتحاد الاوروبي غداة دخول أكثر من الفين منهم اليها، ما يزيد من الضغوط على بلدان غرب البلقان التي تجتمع في فيينا غداً. ويأتي التدفق الهائل للاجئين في المجر قبل أيام من انتهاء اعمال بناء سياج معدني في 31 الشهر الحالي من شأنه ان يمنعهم من عبور الحدود، وبالتالي دخول الاتحاد الاوروبي. وفي الوقت نفسه، عبر 2093 مهاجرا الحدود أول من أمس، قرب بلدة روشكي، وهو العدد الاعلى في يوم واحد، وفقا للشرطة المجرية. وعموما، فقد سجلت المجر وصول أكثر من 100 الف مهاجر غير شرعي منذ بداية العام الحالي، اي اكثر من ضعف المجموع في 2014. وعبر هؤلاء الحدود الصربية المجرية قرب روشكي، احدى النقاط الحدودية مع صربيا التي لم يصلها السياج بعد. وهؤلاء جزء من نحو سبعة الاف مهاجر غير شرعي يحاولون العبور الى اوروبا الغربية من خلال «طريق غرب البلقان». وتمت عرقلة رحلتهم الاسبوع الماضي عندما قررت مقدونيا اعلان حال الطوارئ بسبب تدفقهم من اليونان في شكل فاق طاقتها، فاغلقت الحدود مدة ثلاثة أيام، كما استخدمت شرطتها الهراوات والقنابل الصوتية لردعهم. وفي شمال صربيا، في سوبوتيتسا، وصلت اكثر من عشرين حافلة تقل لاجئين ليل الاثنين - الثلاثاء، ليواصل هؤلاء رحلتهم سيرا الى المجر. وركب معظمهم القطار الذي يعبر الحدود، ووصلوا في مجموعات صغيرة من عشرة الى خمسة عشر شخصا وعبروا الى المجر من دون عوائق. أما بالنسبة لبلغاريا، فانها لا تزال بمنأى حتى الآن عن المهاجرين غير الشرعيين، واعلنت، أمس، انها ارسلت عربات مدرعة إلى المعابر الحدودية الاربعة مع مقدونيا لدعم شرطة الحدود في حال حدوث تدفق ما. من جهتها، اعلنت الحكومة البريطانية، أمس، ان المهاجرين الذين يعملون في انكلترا وويلز في شكل غير شرعي سيحكم عليهم بالسجن في حين سيتعرض ارباب العمل لاغلاق اعمالهم. لكن مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بحقوق المهاجرين فرنسوا كريبو قال انه يتعين على الاتحاد الاوروبي وضع سياسة للمهاجرين «متماسكة وشاملة»، تحترم حقوق الانسان. وفي جنيف، كشفت المنظمة الدولية للهجرة امس، غرق 3573 حالة من المهاجرين وطالبي اللجوء الى اوروبا اثناء محاولتهم عبور البحر الابيض المتوسط، وذلك خلال عام واحد. وفي بروكسيل،أعلنت هيئة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس) امس، انقاذ خمسة الاف و300 مهاجر قبالة الساحل الليبي مطلع الاسبوع الجاري.
مشاركة :