طرابلس - وصل وفد مصري رفيع المستوى الأحد إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء مسؤولين بحكومة الوفاق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2014 لدعم جهود المصالحة بين الليبيين تزامنا مع ارتباك جهود إرساء السلام في ليبيا وتأجج التوتر بين الفرقاء بعد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار السبت.وتأتي زيارة الوفد المصري في إطار دعم القاهرة للجهود العربية لإنجاح المصالحة الليبية وإيجاد أرضية توافق ليبي ليبي وسحب البساط من تحت أقدام تركيا ولكبح نفوذها المنتامب بالمنطقة.وتتفق أغلب الدول العربية وفي مقدمتها مصر أن التواجد التركي في ليبيا ونشرها لمرتزقة بينهم متشددين يمثل تهديدا صريحا لأمن المنطقة، فيما تسعى أنقرة التي دأبت الاستثمار في الصراعات، لشق جهود السلام وخلق أجواء من التوتر بين الليبيين للتغلغل في الأراضي الليبية وتوسيع نفوذها نحو العمق الإفريقي.وانطلق ظهر الأحد لقاء بين وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة في العاصمة طرابلس والوفد المصري الذي يضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات.وقالت مصادر أن الاجتماع "يبحث الملفات الأمنية والسياسية وحركة الملاحة الجوية بين البلدين"، "كما سيتناول الاجتماع أيضا إعادة فتح القنصلية المصرية في طرابلس وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع بين ليبيا ومصر"، دون مزيد من التفاصيل.وتسعى السلطات المصرية من خلال الزيارة إلى تنشيط دبلوماسيتها في الغرب الليبي ودعم الجهود الدولية لإرساء السلام في ليبيا باعتبارها شريك استراتيجي هام بالنظر للعلاقات الراسخة بين البلدين الجارين منذ عقود.وأشارت ذات المصادر إلى أن الوفد المصري سيبحث آخر التطورات في ليبيا بما يحقق سلامة ووحدة أراضيها ومواجهة التنظيمات الإرهابية وما يمكن أن تقدمه مصر في هذا الإطار من خلال دعم الحل السياسي للأزمة الليبية.والتقى الوفد خلال زيارته لليبيا مع عدد من كبار المسؤولين بالمجلس الرئاسى الليبي والحكومة ووزارتى الداخلية والخارجية والمخابرات الليبية.ونقلت وسائل إعلام ليبية أن الوفد يضم مسؤولين دبلوماسيين وأمنيين ويرأسه وكيل عام جهاز المخابرات العامة المصرية، رئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، اللواء أيمن بديع.كما تأتي زيارة الوفد المصري بعد يوم من زيارة وزير الدفاع التركي إلى طرابلس، لإشعال فتيل الحرب بين طرفي الصراع في ليبيا، وقد هدد باستهداف قوات الجيش الليبي إذا ما تم الاعتداء على القوات التركية، وذلك ردا على تلويح حفتر بطرد "الاحتلال التركي" من الأراضي الليبية.وأبرمت ليبيا مع مصر اتفاقية مشتركة متعلقة بالحريات الأربع (التملك والإقامة والعمل والتنقل) في تسعينيات القرن الماضي.والأسبوع الماضي أجرى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل زيارة إلى مدينة بنغازي شرقي ليبيا، عقد خلالها مباحثات مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح.ودفع التدخل التركي العسكري في ليبيا ودعمها لميليشيا الوفاق السلطات المصرية للدخول على خط الأزمة، معتبرة أن الاضطرابات في الأراضي الليبية المجاورة يهدد الأمن القومي لمصر والمنطقة ككل.وحتى عام 2014 كانت هناك وفود مصرية تصل طرابلس وتلتقي مسؤولين ليبيين، ولكن منذ ذلك التاريخ انقطعت الزيارات، وذلك عقب طرد قوات موالية لحفتر من العاصمة، فيما عرف آنذاك بعملية "فجر ليبيا".ودعمت القاهرة الجيش الوطني الليبي في عمليته العسكرية التي أطلقها في أبريل/نيسان 2019 لطرد الميليشيات المسلحة وتطهير العاصمة.وتؤيد مصر دعوات الجيش الليبي بضرورة خروج الإرهابيين والمرتزقة والقوات التركية من جميع الأراضي الليبية لإنجاح المفاوضات السياسية.وتعاني ليبيا منذ سنوات اضطرابات أمنية انقساما في الأجسام التشريعية والتنفيذية، نتج عنه نزاع مسلح، أودى بحياة مدنيين، بجانب دمار مادي هائل ونزوح كبير من السكان.
مشاركة :