دراسة: إصابات كورونا في ووهان قد تكون أكثر بعشر مرات

  • 12/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بلومبرغ - أفادت دراسة أعدّتها سلطات الصحة العامة في الصين بأن حجم تفشي فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان في وقت مبكر من عام 2020، قد يكون نحو 10 أضعاف العدد المسجل، ما يجعل المدينة تتمتّع بأقلّ بكثير من المناعة المطلوبة، لحمايتها من عودة محتملة للجائحة التي انطلقت منها.وأشار "مسح مصلي" أجراه المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، على أكثر من 34 ألف شخص في أبريل الماضي، ونُشرت نتائجه الاثنين، إلى أن لدى نحو 4.4% منهم أجساماً مضادة محددة، يمكنها مكافحة العامل المرضي المسبّب لكورونا، ما يشير إلى أنهم أصيبوا بالفيروس سابقاً.ويقيم في ووهان نحو 11 مليون شخص. وتفيد هذه النسبة بإمكان إصابة نصف مليون من سكانها، أي نحو 10 مرات أكثر من 50 ألف حالة أكيدة أبلغت عنها السلطات الصحية في منتصف أبريل، لدى إجراء المسح.وأفادت وكالة "بلومبرغ" بتعرّض الصين لانتقادات دولية، نتيجة تعاملها الأوّلي مع تفشي كورونا، الذي انتشر في كل أنحاء العالم.وأثارت الولايات المتحدة تساؤلات بشأن سردية الصين لتفشي الفيروس في ووهان، قبل أن يطغى على ذلك تفشٍ أكبر في أوروبا وأميركا الشمالية. كما أن مراجعة بيانات بشأن الإصابات والوفيات، فاقمت شكوكاً بتكتم بكين على أرقامها الحقيقية.المراقبة المصليةوأشارت الوكالة إلى أن البيانات المصلية قد تحيي هذه المزاعم، مستدركة أن إبلاغ السلطات الصحية عن عدد أقلّ من الحالات أثناء تفشٍ حاد هو أمر شائع، نظراً إلى أن قدرات الاختبار يمكن أن تكون محدودة، والمستشفيات مكتظة نتيجة زيادة مفاجئة في أعداد المرضى.كما أن قدرة الفيروس على إصابة الناس بهدوء، من دون التسبّب بمرض بعضهم حتى وقت لاحق، أو حتى طيلة فترة الإصابة، تفاقم المشكلة.واستخدم متخصصون صحيون في كل أنحاء العالم، المراقبة المصلية على نطاق واسع لقياس الحجم الحقيقي للأوبئة، من كورونا إلى الإيدز والتهاب الكبد. ويمكن لانتشار الأمراض، المستمدة من هذه الدراسات، أن توجّه جهود تخفيف حدتها وحملات التطعيم، وفق "بلومبرغ".وأظهر المسح الذي أجراه المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تأثيراً أقلّ بكثير للفيروس خارج ووهان، التي أُغلقت من أجل احتواء تفشي الجائحة. كما أن المعدل الإيجابي للأجسام المضادة انخفض إلى 0.44% في مقاطعة هوبي الكبرى، التي أُغلقت أيضاً لثلاثة أشهر.ورُصِدت أجسام مضادة لدى شخصين فقط، من بين 12 ألف فرد شملهم المسح في 6 مدن ومقاطعات صينية أخرى، بما في ذلك بكين وشنغهاي وغوانغدونغ، ما يشير إلى انتشار منخفض جداً للفيروس في سائر أنحاء البلاد.مناعة القطيعوتعني النتائج المسجّلة في ووهان أن المدينة الأكثر تضرراً في الصين، لا تزال عرضة للفيروس. ويعتبر علماء الأوبئة أن على ما لا يقلّ عن نصف السكان الاحتكاك بالفيروس، لبلوغ حدّ أدنى من مناعة القطيع. لكن المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أفاد بأن معدل الإصابة في المدينة يتماشى بشكل عام مع ذاك المسجّل في بلدان أخرى، بعد الموجة الأولى من كورونا.وأشار المركز إلى أن المعدلات الإيجابية للأجسام المضادة، المسجّلة في إسبانيا وسويسرا الربيع الماضي، مثلاً، بلغت 6.2% و11%.وعلى الرغم مع أن هذه النسبة أعلى من 4.4% المسجّلة في ووهان، وتأتي قبل موجات لاحقة اجتاحت أوروبا، فإنها لا تزال أقلّ من عتبة مناعة القطيع.ومنذ كبح الفيروس في "هوبي"، نجحت الصين في احتوائه إلى حد كبير، مع تسجيل تفشٍ متفرّق منذ أبريل، سيطرت السلطات عليه من خلال تتبع صارم للمصابين المحتملين وإجراء اختبارات سريعة على ملايين الأشخاص في غضون أيام.

مشاركة :