حائط البراق وليس حائط المبكى

  • 12/29/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بالقوة الناعمة وأداتها «الإعلام المُسيّس» بكل وسائله القديمة والحديثة، يمكن تضليل المتلقي وإخفاء الحقائق عنه وإشاعة التزييف ردحا من الزمن، وهذا ما نجح فيه إعلام الحركة الصهيونية الممثلة في الوكالة اليهودية، منذ تبني الانتداب البريطاني المُؤيد من عُصبة الأمم 1339 – 1920 المُحْتل لفلسطين لهذه الحركة العنصرية، وتهيئة كل الظروف لها في قضم الأرض الفلسطينية بما عليها، بما في ذلك الادعاء بوجود «هيكل سليمان» تحت حرم المسجد الأقصى في القدس الشريف، وتخصيص حائط المسجد الأقصى الغربي «حائط البراق» مكانا للصهاينة للتعبد بالتلمود والنواح الصوري، وتغيير اسمه الإسلامي «حائط البراق» إلى «حائط المبكى اليهودي»والحقيقة المُغَيّبة عن الكثيرين داخل فلسطين المحتلة اليوم وخارجها، أن حائط البراق وقفٌ إسلامي صدر به وثيقة مصدقة من عُصبة الأمم 1348- 1930 اسمها «الحق العربي الإسلامي في حائط البراق»وجاء ذلك إثر ثورة البراق في القدس الشريف 1347-1929 احتجاجا على تعدي اليهود الصهاينة على الرموز الإسلامية، ومنها حائط البراق، ثم شخوص اللجنة الدولية المشكلة من ثلاثة من القانونيين كمحايدين هم «أليل لوفيغرن سويدي، وشالرلس بارد سويسري، وس فان كمبن هولندي» إلى فلسطين للتحقيق في أسباب ثورة البراق.فقدّم الثلاثة تقريرا مفصلا وعادلا بعد الاستماع لوجهتي نظر العرب واليهود لعصبة الأمم، كان فحواه: أن حائط البراق تعود ملكيته للمسلمين وحدهم، وهو جزء من حرم القدس الشريف، ويتبع له كامل الرصيف الملاصق له، الذي كان اليهود يستغلوه للتجمهر فيه، بتأييد رسمي وحماية من حكومة الانتداب مع منع اليهود من جلب طاولات وكراسي للتجمع عنده والسماح لهم بالتعبد.وقد أُودع قرار اللجنة الدولية هذا في مجلس الأمن الدولي في 23 فبراير 1968، وهو القرار الوحيد الذي صدر في صالح عرب فلسطين حتى اليوم، وإن ظل هذا القرار حبرا على ورق.وهو وثيقة يمكن للسلطة الفلسطينية الإفادة منها في تحرير الأقصى، في مرحلة التفاوض النهائية مع المحتل الصهيوني، لحل القضية الفلسطينية إن تخلت الدول المؤيدة لدولة الكيان الصهيوني عن دعمها اللا محدود، وآمنت بحق فلسطين في الاستقلال.وعطفا على ذلك، يتوجب على جميع وسائل الإعلام -والعربية منها على وجه الخصوص- عدم التماهي مع وسائل إعلام الكيان الصهيوني والإعلام الدائر في فلكه، في إشاعة مسمى «حائط المبكى» حتى لا تصبح الأجيال العربية الحالية والمستقبلية تعتقد صحة هذا المسمى الاستعماري، وألا يكون لخطوات التطبيع بين بعض الدول العربية ودولة الكيان الصهيوني تأثير في حجب حقيقة أثر عربي إسلامي خالد، مرتبط بمعراج نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- وفي قبلة المسلمين الأولى وثالث المساجد التي تشد لها الرحال.

مشاركة :