خواطر من عاد إلى عاد

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كم عدد البحوث والدراسات التي تناولت اللغات العربية القديمة؟ لعلّه رقم يكاد لا يذكر أصلاً، قياساً على الجهود التي درست اللغة والآداب العربية منذ الجاهلية إلى يومنا هذا. ابحث عن لغة عاد، في المكتبات وفي غوغل، فهل ترى الكثير من الدراسات المتخصصة، غير كتاب لغة عاد للباحث العماني علي بن أحمد الشحري؟ ثمة فصول قيّمة فريدة في نوعها، كتلك التي حفل بها الكتاب العظيم الفريد المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للدكتور العراقي جواد علي، وإشارات وتعريجات متناثرة في متون البحوث التي درست اللغات السامية وجذورها في مواطن عدة من الجزيرة العربية. ولكن الدراسات المتخصصة التي تطبق المنهجيات الأكاديمية الحديثة، ليست بالروافد الزاخرة. لا شك في أن الجزيرة العربية، وخصوصاً مناطقها الجنوبية، لا تزال على الأرجح، تخفي في باطنها مناجم من أسرار التاريخ القديم وما قبل التاريخ. ولا شك في أن العكوف على اكتشاف كنوزها، متعة معرفية لا نظير لها، فهي في حاجة إلى كوكتيل من العلوم والمعارف: الآثار والأنثروبولوجيا وتشابكات الأواصر بين اللغات السامية. نحن لا نرى غير قمة الجبل، الذي تغمره مياه العصور الغابرة. ولهذا لا يستبعدن الأدباء واللغويون العرب، أن يكون ما نعلمه، لا يساوي أكثر من حبة من طامور جذور لغتنا. لقد وصلت إلينا اللغة العربية مكتملة، غنية، حافلة بالعجائب في تكوينها اللغوي وبنيتها البيانية. في لغتنا تقانة فائقة، تكنولوجيا بنيوية خارقة. كل ما نعرفه مرتبط بشكلها بعد اكتمالها، وقيام نظام قواعدها في العصر الإسلامي. نريد أن نعرف مراحل تطوّر تلك التقانة. مثلاً: تذهلنا أعداد المرادفات، التي تبلغ المئات أحياناً. ويكتفي بعضنا بفرحة الثراء، بينما نعزو ذلك أحياناً إلى تعدد المصادر القبلية. وابسط سؤال استفهامي هو: هل كانت المسافات بين تلك القبائل كالتي بين الصين والسويد، حتى تباينت مفرداتها إلى حد وضع أكثر من خمسمئة اسم للأسد وألف للسيف؟ وهذه قطرة من بحر الأسئلة. نحن في حاجة إلى مراكز بحوث لمعرفة علاقة الضاد باللغات العربية القديمة، عاد وثمود وغيرهما. لزوم ما يلزم: النتيجة العلمية: الإحاطة بالجذور البعيدة تحتاج إلى تأسيس مراكز علمية متخصصة تبني جهودها أولاً على ما نهبته الدول الأوروبية من الآثار. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :