سنة جديدة تطل علينا من نافذة الأمل، تدعونا للتفاؤل رغم الجائحة التى أرهقتنا، وأغلقت أبواب العالم في وجوهنا طوال عام مضى ضج بالعديد من المشكلات والأزمات والأحداث والوقائع المريرة.ومع الساعات الأخيرة التى نستعد خلالها لوداع عام واستقبال آخر، علينا أن نرفع شعار التفاؤل بغد أفضل أكثر إشراقا، ونتمسك بالحلم ونواصل معه السعى بكل جد ومثابرة، آملين في براح من الطمأنينة وسكينة الروح.من حقنا أن نتفاءل بتعدد اللقاحات المطروحة لفيروس كورونا المستجد، التى من شأنها أن تعزز من قدرتها وكفاءتها في المستقبل القريب، وتتطور بمرور الوقت لإنهاء الجائحة العالمية ونقل «كوفيد- 19» إلى قائمة الفيروسات التى يمكن للإنسان التعايش معها دون مشكلات أو تداعيات صحية خطيرة.ما يدعو للتفاؤل بالفعل، بعيدا عن كل الأحداث القاتمة التى شهدناها في ٢٠٢٠، هو تحقيق واحد من أعلى معدلات النمو الاقتصادى على مستوى العالم خلال عام 2020، بحسب كافة التصنيفات الاقتصادية الدولية، ما يعنى أننا على موعد خلال العام المقبل مع قفزات جديدة نحو التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الاقتصادى المنشود.استقرار يضمن تعزيز أركانه عدد من المشروعات الواعدة التى ننتظر الانتهاء منها خلال 2021، لتدور عجلة إنتاجها بما يراكم أرصدة جديدة للبنية الاقتصادية كقيمة مضافة للدولة المصرية.ننتظر بنفاذ صبر، الرفاهية المستحقة والرخاء المأمول للشعب المصرى، البطل الحقيقى في معركة البناء والتحدى، الجبل الذى تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادى، وتجرع بشجاعة وثبات مرارة الدواء وما زال على وضع «شد الحزام»، على أمل الخروج من عنق الزجاجة إلى آفاق جديدة تحقق له العيش الذى يحلم به منذ عقود طويلة مضت.نأمل في 2021، أن نعظم من قدراتنا التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية، وأن نعمل على زيادة صادراتنا في مختلف قطاعات الإنتاج، بالتوازى مع تحجيم قوائم الواردات، لا سيما الواردات الاستفزازية التى تستهلك قوانا وتستنزف رصيد البلاد من النقد الأجنبى.نحتاج دائما إلى تجديد الأفكار والرؤى لاستكمال بناء دولتنا الحديثة، والحفاظ على كل إنجاز وتطويره لمواصلة البناء عليه كمًّا وكيفًا.نتطلع جميعا أن نقضى، العام المقبل، على ما تبقى من الفساد والمحسوبية وأن نتخلص من الإهمال والتواكل واللامبالاة وكل الظواهر والسلوكيات السلبية التى تمثل جزءا كبيرا من مشكلات مجتمعنا، وتعرقل مسيرة التقدم نحو مستقبل واعد نابض بالحيوية معافى من الأمراض الاجتماعية.نأمل ونحن على أبواب عام جديد أن نتخلص من الفوضى والغش والنفاق والتنمر والعنف، وأن نقضى على بؤر الجهل والفقر والمرض والأمية والجريمة، وأن نطهر أنفسنا من شوائب التطرف والحقد والكراهية.نتطلع إلى زيادة مساحات الود والتكافل والتسامح وقبول الآخر، وأن نعيد الاعتبار لقيم الصدق والأمانة والمروءة وإنكار الذات.نسأل الله أن تنتهى الحروب الدائرة منذ سنوات وأن تتوقف شلالات الدماء المتدفقة في كل مكان على كوكب الأرض، وأن تتمكن جهود العالم الحر من بتر يد الإرهاب وتجفيف منابعه وقطع الطريق على مموليه أينما كانوا.نتمنى أن نقف جميعا مع ذواتنا ونراجع ضمائرنا ونعلى من شأن المصلحة العامة ليصبح القادم أجمل إن شاء الله.
مشاركة :