صحيفة المرصد-متابعات:سرد مقدم برنامج مرايا على قناة العربية الكاتب السعودي " مشاري الذايدي" قصص تحكي بدايات الطرب والغناء في الجزيرة العربية .وقال الذايدي: الغناء والنشيد مصاحب للإنسان منذ القدم، في مغاني المراعي ومروج الجبال ومحاني الوديان وأزقة القرية وسكك المدينة. واضاف :الفلاح يغني والراعي ينشد والشيال يهزج وعلى أكوار الإبل كان الحداة ينشدون، بأصواتهم المجردة أو بصحبة آلة وترية أو طبلية، استلهموا صوتها من الطبيعة واستعاروا نغمتها من موسيقى التنوع الحياتي المحيط بهم. العرب، قبل وبعد الإسلام، سجلوا صفحات غنية في الموسيقى والطرب، وكان شعرهم نفسه، حتى بدون مصاحبة الآلات، هو أغنية بحد ذاته، ولذا كان الوزن والتقطيع الشعري مراعيا للإيقاع والرتم اللحني. كانوا يسافرون لبلاد ما بين النهرين والشام واليمن وغيرها، فيتأثرون ويأثرون، ويغنون ويشعرون. في التاريخ الإسلامي استمر هذا النسق، فكان وادي العقيق في ظاهر المدينة وعرج الطائف وبطن نعمان في ظواهر مكة، مسرحا للنشيد والغناء والشعر الرفيع الرقيق. من يقرأ كتبا تاريخية مثل الأغاني للأصفهاني والعقد الفريد لابن عبد ربه، يجد مئات الحكايات والأغاني والتطور الكبير، بل إن الأصفهاني في كتابه حين يورد القصيدة يرفق معها كيفية غنائها. كانت اليمن منبعا أساسيا للغناء والفن في الجزيرة العربية مستفيدة من موقعها المطل على التنوع العربي الهندي الإفريقي، وتحولت الشعلة للحجاز ثم للهند ثم للبحرين ثم للكويت، وكان رموز مثل وليد بن ضاحي والفارس والفرج وغيرهم، روادا في القرنين الماضيين لمسيرة الغناء في الجزيرة العربية.
مشاركة :