ربما لا يكون أسلوب اختبار “الكتاب المفتوح” قد طرق أبواب اختباراتنا من قبل، الا انه اقتحمها من نوافذها الافتراضية من بعد، ذلك مع اكتساح نفوذ جائحة فيروس كورونا المستجد Covid-19 لمختلف المجالات الحياتية، والتي كان أثر نفوذها على مجال التعليم تحديداً استثنائي، حيث أن عطل عجلة التعليم يمثل تهديداً صريحاً على سير المنظومة الحياتية المتكاملة، فالتعليم العجلة الديناميكية ذات التأثير ثنائي الحدين على استمراريتها بكفاءة وفاعلية أو تأخرها؛ ومع الجاهزية المسبقة والماثلة للعيان لمثل هذه الطوارئ في المملكة العربية السعودية ذات الرؤية الاستباقية 2030 والتي مهدت الطريق لحياة آمنة بإذن الله تعالى أمام أي طارئ دون فاقد أو هدر، جاءت استجابة الجهاز التعليمي تلقائياً بإطلاق فصول التعلم الافتراضية دون أدنى تردد، من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية والتزامها الوطني، ذلك لضمان استمرارية سير العملية التعليمية بما يحقق التكامل مع المجالات الأخرى لدفع عجلة التقدم الحضاري إلى أقصى طموحات الوطن، وقد ظهر من خلال تطبيق نظام التعليم عن بعد أنه لم يكن ظاهرة استثنائية بحد ذاته، فقد تفاعل معه الطلبة والمدرسين بشكل إيجابي إِثر تجارب سابقة خضعت لها كثير من المنظمات التعليمية من قبل حلول الجائحة إلا أن الإختبارات عن بعد هي التي مثلت الظاهرة الحرجة في هذه الظروف الإستثنائية، إذ لم يكن يقتنع بها كثير من الخبراء والأكاديميين لما يرون فيها أنها فرصة لإتاحة الغش باستخدام “الكتاب المفتوح” أثناء تأدية الطلاب الاختبار، وبالتالي ستؤدي إلى عدم تكافؤ النتائج مع الجهود متفاوتة الحجم بينهم، إلا أن تفاوت النتائج بعد ظهورها والفرق الظاهر في تقدم مستوى التعلم، أثبت خلاف ذلك، فاختبار “الكتاب المفتوح” بحد ذاته مهارة عميقة لا يتقنها إلا الطلاب الأكثر اجتهاداً، فهو وسيلة لحث الطلاب وتمكينهم من اكتساب مهارات جديدة لم تكن ذات أولوية مسبقة، لعل من أهم تلك المهارات التي اكتسبها الطلاب استعداداً لاختبار “الكتاب المفتوح” الذي فرض نفسه خلال الفترة الآنية وإن لم يكن رسمياً، مهارة (القراءة، البحث، التحليل، القدرة على استنباط المعلومات الهامة، وفي ظل ربط الإختبار بفترة زمنية محددة نشأت كذلك مهارة إدارة الوقت من خلال القدرة على الحل السريع عند محاولة الطالب استخراج الإجابة من بين السطور، وهي مهارة تقيس مدى استيعاب الطالب للسؤال وقدرته على ربطه بعناصر المحتوى، إضافة إلى أنه اسلوب يحرر الطالب الذي لا يمتلك ملكة الحفظ من قلق الإختبار، كما أنه لا يخفى على من تتبع فترة الإختبارات النهائية حالة التنافسية العالية بين الطلاب في الحصول على الدرجاتفي الحصول على الدرجات الكاملة. مسك الختام : الإختبار أداة قياس وتقويم للتعلم فحسب، وإختبار “الكتاب المفتوح” جاء بمثابة وسيلة للطلاب لتحقيق غاياتهم وطموحاتهم من خلال المعدلات المرتفعة التي تساهم في حصولهم على القبول في المراحل اللاحقة، وذلك هو جل ما نطمح إليه، لذلك … نرجو أن تكون هذه التجربة فرصة لإعادة النظر في اتخاذ قرار اعتماد أسلوب إختبار (الكتاب المفتوح) حتى مع عودة التعليم المباشر لما فيه من فوائد وإيجابيات قد تتجاوز سلبياته إن وجد. كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :