بعدما تسلمت السعودية أول شحنات فيروس كورونا مؤخرًا وبدأ اجراءات التطعيم الأولى، أعلنت وزارة الصحة في المملكة، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 30 ألف شخص تلقوا لقاح فيروس كورونا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.يأتي ذلك في ظل حالة من وقف الرحلات الجوية من السعودية مع بريطانيا بسبب تفشي سلالة جديدة للوباء في البلد الأوروبي، وهو ما دعا السلطات السعودية إلى تشديد قيود السفر، بغرض احترازي.وبينما تخطت المملكة ذروة الوباء التي كانت قبل أشهر، واصلت البلاد تسجيل حالات إصابة ووفاة وبائية وإن بانخفاض كبير.وسجلت السعودية خلال الساعات الماضية ثماني حالات وفاة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي الوفيات في المملكة جراء الإصابة بكورونا إلى 6204 حالات، بينما يدور معدل الإصابات في دائرة ال300 ألف إصابة فقط.أكد وزير الصحة السعودي د. توفيق بن فوزان الربيعة، أن ما نراه اليوم من مكتسبات تحققت للمملكة منذ بداية الجائحة هو امتداد لإحدى أهم السياسات ضمن رؤية 2030. وهي سياسة الوقاية خير من العلاج، مؤكدًا على أن تلك السياسة تمثلت في تكثيف الإجراءات الاحترازية الاستباقية، وتأكيد أن صحة الإنسان أولًا، وتوفير اللقاح الآمن والمعتمد دوليًا في وقت قياسي وتوفيره للمواطنين والمقيمين، ما جعل المملكة من أفضل دول العالم في مواجهة جائحة كورونا.وتأتي الإجراءات الاحترازية بالسعودية وسط حالة من تحذيرات المختصين الذين دعوا الناس للاحتراس ، ومن ضمنهم ما قالته عبر تويتر، خبيرة الأوبئة السعودية، الدكتورة حنان بلخي، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية.قالت البلخي خبيرة الصحة العالمية، أن الكثير يستغربون من نشوء وانتشار فيروس كورونا المستجد على الرغم من أن علماء الأمراض المعدية المستجدة كانوا دقوا ناقوس الخطر كثيرًا في السابق.أضافت أن ما يشهده العالم اليوم مع تفشي الجائحة ما هو إلا تكرار بشكل أوسع، لما حدث في عام 1918مع انتشار الإنفلونزا الإسبانية، وفي عام 1997و2005 مع ظهور إنفلونزا الطيور، وفي عام 2003 مع السارس، وكذلك 2009 مع إنفلونزا الخنازير، وفي عام 2012 مع الميرس.وأشارت إلى أنه وفي تلك الفترات نبه العلماء إلى إمكانية خروج تلك الأمراض عن السيطرة وإحداث جائحة، وأنها من الممكن لها أن تؤثر سلبا على الصحة و الاقتصاد العالمي.وأكدت إن السبيل الوحيد لتجنب الجائحة هو بالاستجابة السريعة والكاملة ناحية الأوبئة، وكذلك الأهمية القصوى لإلتزام الناس ، لأن عدم التزامها ينذر بعواقب مؤلمة.وأوضحت أنه كلما تعاملنا مع الحيوانات الحاملة للجراثيم بتساهل في الاهتمام بالنظافة يتعرّض الإنسان لإفرازات الحيوانات التنفسية، وغيرها، وبدون علم بما تحملها هذه السوائل من جراثيم وفيروسات يصاب الإنسان بالمرض.وشددت على أن إصابة الإنسان تكون عن طريق التعامل مع الحيوان وهو حي أو أثناء تنظيفه، أو سلخه، أو صيده، أو أكله مع عدم اتباع أسس النظافة العامة، حيث تصل إفرازات الحيوان التنفسية، الدموية، البولية و غيرها إلى عين، أنف، فم، جرح الإنسان.إلى ذلك، أكدت أن الطريقة الصحيحة للحماية هي بالتعامل النظيف مع الحيوانات، عن طريق غسل اليدين بالماء و الصابون عند الانتهاء من لمس أو مسك أو أي تصرّف مع الحيوان، ولبس نظارة واقية وكمامة في حال احتمالية حدوث رذاذ أو تطاير أي من سوائل منه.يشار إلى أنه وفي حين يواصل العالم مكافحته لفيروس كورونا المستجد وسلالاته الجديدة لكشف غموضها وكبح تفشيها، قال جان جاك مويمبي تامفوم، مكتشف فيروس إيبولا في عام 1976، لشبكة "CNN" إن البشرية تواجه فيروسات جديدة مميتة ناشئة من الغابات الاستوائية المطيرة في إفريقيا، مرجحًا أن الأوبئة في المستقبل ستكون أكثر كارثية من الأوبئة التي عرفناها حتى الآن.وتسابق وزارة الصحة السعودية الزمن عبر تنفيذ أكبر حملة تطعيم ضد الفيروس بالتنسيق مع الوزارات والهيئات ذات العلاقة، في حين تحرص القيادة في المملكة على شمولية اللقاح للجميع من دون استثناء ومجانًا، إلى جانب تهيئة المراكز في المناطق والمحافظات، وتسهيل الإجراءات في التسجيل الإلكتروني، وتنفيذ برنامج الحملة عبر تحديد مستويات المستفيد، بحيث يمكن أن يحصل عليها كبار السن ومن هم في حالة الحاجة إليه ثم بقية المستفيدين، وبذلك هيأت الوزارة المراكز لاستقبال أعداد كبيرة تضمن تنفيذ الخدمة باحترافية. واستقبلت مراكز لقاح كورونا في المملكة المواطنين والمقيمين للحصول على جرعات لقاح «فايزر – بيونتيك» مجانًا، لتبدأ معها رحلة الأمل. ويعد مركز تلقي اللقاحات في الرياض أحد أكبر المراكز المتنقلة الذي أنشئ أخيرًا ويخدم أكثر من 10 آلاف مستفيد في اليوم الواحد، ويمكن زيادة العدد عند الحاجة في حالات الطوارئ.
مشاركة :