لايبزغ الألمانية تفرض نفسها عاصمة صناعية وتجارية

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تبرز مدينة لايبزغ، العاصمة الصناعية والتجارية والأدبية التقليدية لولاية ساكسن الشرقية في ألمانيا، إلا في السنوات التي تلت الوحدة الألمانية عام 1990، خصوصاً أن الباحثين كانوا على حافة اعتبارها رسمياً تحت خط الفقر المحدد رسمياً بعد وضع 25 في المئة من سكانها في خانة الفقراء. ولم تكن الدراسات عن تطوّر المدن الألمانية بعد الوحدة في العقدين الماضيين تنوه بهذه المدينة التي ازدهرت وذاع صيتها في القرون الماضية، وشبهّها الأديب والشاعر الألماني فولفغانغ غوته بباريس. واشتهرت المدينة بـ «معرض لايبزغ الدولي» و «معرض الكتاب الدولي» وبطباعة الكتب والصناعات الأخرى، وكان التجار يأتون إليها من كل مكان. وبعد سنواتها العجاف، عادت المدينة في السنوات الأخيرة لتطل بين مدن الصف الثاني في البلد وتخط لنفسها طريقاً ثابتاً إلى الأمام يؤهلها، وفقاً لخبراء، لأن تصبح في الفترة المقبلة أحدى أبرز المدن الألمانية الناهضة. وأشارت النشرة الاقتصادية الصادرة أخيراً عن «غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية» في برلين، إلى أن «الخبراء ينتظرون أن تنمو المدينة، التي تضم نحو نصف مليون شخص، بمعدل 10 في المئة سنوياً، وتتجاوز بذلك معدل النمو الذي تسجله العاصمة برلين التي تضم 3.5 مليون شخص، وتجذب سنوياً نحو 40 ألفاً». وبلغ عدد الوافدين الجدد إلى لايبزغ العام الماضي 35 ألفاً، ما سيمكّنها في حال استمرار الهجرة إليها بهذا المقدار من تجاوز مستوى الـ600 ألف شخص عام 2023. وعلى عكس كل المدن الألمانية الكبرى الأخرى، فاق عدد الولادات في لايبزغ العام الماضي عدد الوفيات للمرة الأولى منذ العام 1965. وتتميّز المدينة برخص السكن فيها، حيث يبلغ إيجار المتر المربع 5.70 يورو في مقابل 7.10 يورو في هانوفر، وتسعة يورو في برلين، و 13.10 يورو في فرانكفورت و15 يورو في ميونيخ. وأطلق خبير العقارات السكنية عضو مجلس شركة «امبيريكا» للاستشارات راينر براون على لايبزغ اسم «برلين الصغيرة» بسبب التجمعات البشرية المميزة التي تهاجر إليها. ورأى زميله في الشركة هاردو كندشيك أن لايبزغ تتحول إلى مدينة جاذبة، حيث يسكن الكثيرون فيها ويعملون خارجها. ولفت إلى أن لايبزغ كانت تُسمى قبل بضع سنوات «مدينة الفقر في ولاية ساكسن»، خصوصاً أن نسبة البطالة فيها كانت الأعلى، إلا أن الوضع «تغيّر الآن جذرياً بعد نمو معدل التشغيل فيها من سالب 1.58 في المئة عام 2004 إلى 5.27 في المئة عام 2014، فيما يبلغ المعدل العام في الولاية 3.14 في المئة، بينما لا يتجاوز معدل التشغيل في ألمانيا 0.9 في المئة». ومن الأسباب الرئيسة لهذا التطور مجيء شركات كبرى من خارج المدينة إليها، مثل شركتي سيارات «بورشه» و «بي أم دبليو» الألمانيتين، وشركة التوزيع البريدي الدولية «دي أتش أل»، وشركة «أمازون» المتخصصة ببيع البضائع والمشتريات إلى المستهلكين بالبريد الإلكتروني. ولعبت الضرائب المنخفضة في المدينة دوراً مهماً في جذب الشركات الألمانية والأجنبية، وفيما رفعت ولايات مثل زارلاند وبرلين وهسّن وشمال الراين ووستفاليا الضرائب على مبيعات العقارات إلى ستة و 6.5 في المئة، أبقت حكومة ولاية ساكسن الضريبة المذكورة عند 3.5 في المئة، كما الحال في ولاية بافاريا. وتسعى حكومة الولاية إلى تطوير البنية التحتية، وتوسيع المواصلات السريعة من المدينة وإليها، والمؤهلة لأن تلعب دوراً أكبر. ويلعب مطار «هالّه لايبزغ» دوراً متزايداً في هذا الإطار أيضاً لنقل البضائع والركاب، ويُعوّض التراجع في برلين بسبب تأجيل افتتاح المطار الدولي الجديد بضع سنوات. ويعتقد مراقبون أن في حال دمج ولايتي ساكسن وساكسن - أنهالت في المستقبل، ستكون لايبزغ مؤهلة أكثر من غيرها لتصبح العاصمة الجديدة للولاية. إلى ذلك، تحسّنت ثقة الشركات الألمانية هذا الشهر وفقاً لنتائج مسح نُشرت أمس وأوردتها وكالة «رويترز»، ما ينبئ بأن اتفاق الإنقاذ الجديد لليونان والطلب القوي «يشجعان المسؤولين التنفيذيين للشركات في أكبر اقتصادات أوروبا». وارتفع مؤشر مناخ الأعمال الصادر عن «معهد إيفو» الاقتصادي ومقره ميونيخ، في شكل طفيف ليبلغ 108.3 خلال هذا الشهر، في مقابل 108 في تموز (يوليو) الماضي. ويُستقى المؤشر من نتائج مسح شهري يشمل نحو سبعة آلاف شركة. وهذه القراءة هي الأقوى منذ أيار (مايو) الماضي، فيما كان متوسط التوقعات في استطلاع أجرته وكالة «رويترز» 107.7.

مشاركة :