مستشفى الملك فيصل التخصصي يطلق برنامجًا علاجيًّا جينيًّا عبر إعادة هندسة الخلايا

  • 12/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، برنامجًا "علاجيًّا جينيًّا مناعيًّا متقدمًا" عبر إعادة هندسة الخلايا التائية "وهي خلايا لمفاوية مناعية في الدم"، وتحويلها إلى خلايا مهاجمة للقضاء على الخلايا السرطانية لبعض الحالات المرضية السرطانية. يأتي ذلك كأسلوب علاجي جديد ومتطور جرى تطبيقه في مراكز عالمية قليلة في أمريكا وأوروبا في غضون العامين الماضيين، ويسمى طبيًّا CAR-T Cells. ويعتمد الأسلوب العلاجي على استخدام الجهاز المناعي للمريض لعلاج بعض حالات السرطان المستعصية التي لم تعد تستجيب للأساليب العلاجية الحالية كالعلاج الكيميائي، والإشعاعي، والمناعي، وزراعة الخلايا الجذعية. وجاء إطلاق باكورة علاج أول حالة مرضية في المستشفى لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا مصاب بمرض سرطان الدم اللمفاوي الحاد، الذي تعذرت استجابته للأساليب العلاجية الحالية. وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد الفياض، أن التحضيرات اللازمة لهذا البرنامج العلاجي المتقدم جرت خلال عامين؛ إثر تطبيق العلاج عالميًّا واعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؛ وذلك من أجل توفير أحدث الأساليب العلاجية لمرضى الحالات السرطانية المستعصية في المملكة؛ وفق أعلى مستويات الجودة التشخيصية والعلاجية عالميًّا؛ لافتًا إلى أن العلاج حصل كذلك على الاعتماد من هيئة الغذاء والدواء في المملكة مقدرًا الجهد والتعاون الوثيق مع الهيئة لاعتماد الدواء. وأكد "الفياض" أن المستشفى يُعد أحد المراكز الطبية القليلة عالميًّا المؤهلة لإعطاء هذا النوع من العلاج المتطور نتيجة تأسيس برنامج علاجي متكامل يضم منظومة ذات كفاءة عالية من مختلف التخصصات الطبية والتمريضية والصيدلانية والمخبرية والاجتماعية مدعومًا ببنية تحتية متكاملة؛ مما يعزز الدور الريادي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المنطقة والعالم كونه المركز الطبي الوحيد في الشرق الأوسط وإفريقيا الذي يبادر بتطبيق هذا العلاج. وأشار إلى أن تطبيق هذا العلاج المتقدم في المملكة، يمثل إضافة نوعية للرعاية الطبية التخصصية، ويقلل من الأعباء المالية والاجتماعية والصحية لإرسال مثل هذه الحالات المرضية إلى الخارج؛ وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها في الرعاية الصحية. من جانبه، ذكر المدير العام للشؤون الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور هايل العبدلي، أن تأسيس هذا البرنامج العلاجي المتقدم يتطلب تجهيزات متقدمة وخدمات لوجستية نوعية عديدة وتطبيق البروتوكولات الطبية بدقة وكفاءة من خلال الفِرَق التشخيصية والعلاجية متعددة التخصصات. وأشار إلى أن تبني وتوطين هذه الأساليب العلاجية المبتكرة، يفتح الأمل لحالات مرضية تعاني من أمراض سرطانية مؤلمة ومميتة، ويحد من فرص تطور المرض في حالات السرطان المستعصية؛ الأمر الذي قد يهدد حياة هؤلاء المرضى أثناء انتظار الحصول على قبول في المستشفيات المتقدمة عالميًّا. إلى ذلك، أوضح استشاري أمراض دم وأورام الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي والمشرف على البرنامج العلاجي الدكتور علي الأحمري، أن الحالات التي يمكنها الاستفادة من هذا النوع العلاجي هم المرضى من الأطفال والبالغين حتى سن 25 عامًا الذين يعانون من سرطان الدم اللمفاوي الحاد المستعصي في حالات الانتكاس بعد زراعة نخاع العظم، وكذلك المرضى المصابين بالأورام اللمفاوية ذوي الخلايا البائية الكبيرة. ولفت إلى أن آلية تصنيع العلاج الذي بات يُعرف باسم CAR-T Cells تمت بواسطة تجميع خلايا لمفاوية مناعية في الدم من نفس المريض، ثم جرى تجميد الخلايا التي تم تجميعها، ومن ثم إرسالها إلى مختبر مختص في الولايات المتحدة، وهناك تم تصنيع مستقبلات بروتينية جديدة عبر تعديل وإعادة هندسة الخلايا اللمفاوية وراثيًّا عن طريق نقل الجينات إلى داخل تلك الخلايا؛ لينتج عن ذلك تغيير جيني للخلايا حتى تستطيع تكوين مستقبلات بروتينية جديدة تسمح لها بالتعرف على الخلايا السرطانية للمريض ومهاجمتها والقضاء عليها. وبيّن "الأحمري" أن تحضير المريض للعلاج يتم على مرحلتين هما، العلاج الانتقالي بحيث يتم إعطاء المريض خلال فترة انتظار التصنيع جرعات بالعلاج الكيميائي متفاوتة الكثافة تهدف إلى منع التفاقم المحتمل للمرض، ومن ثم في المرحلة الثانية يتم إعطاء المريض العلاج الكيميائي التحضيري عبر جرعات معينة؛ بهدف استنفاد الخلايا اللمفاوية قبل فترة قصيرة من حقن المريض بالعلاج الجديد؛ وذلك للمساعدة على انقسامها وتكاثرها في جسم المريض ومن ثم مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. وأكد "الأحمري" أن الطفل المريض الذي تلقى العلاج الحديث يخضع حاليًا لمتابعة دقيقة من فِرَق طبية متعددة التخصصات تم تأهيلها مسبقًا للتعامل مع مثل هذه الحالات؛ مشيرًا إلى أن حالته الصحية مطمئنة.

مشاركة :