قبل أن نفكِّر في تحديد مهر الزواج لعلاج مشكلة العنوسة، علينا أن نفكِّر في حالات الطلاق التي تتزايد في أروقة المحاكم التي وصلت إلى أكثر من 25 % وفقاً لبعض الإحصاءات، والوقوف على أسبابها وعلاجها، فكثير من الشباب لم ينضج بعد في فهم متطلبات الحياة الزوجية وإدراك حجم المسؤوليات حتى يزف إلى عش الزوجية، وكثير من الفتيات مازلن منغمسات في الشكليات دون أن يدركن ما معنى ارتباط وشراكة. ومازال هناك أولياء أمور هم من يرسمون ويخطّطون رغبات أبنائهم، وهم من يحدِّدون لهم خياراتهم ، ليس من المهم لديهم أن يكون الأبناء مستشعرين لحجم المسؤولية بقدر ماهو تحقيق رغبة الوالدين لرؤية أحفادهم كما يزعمون، فتجدهم منذ اليوم الأول من الزواج يتفقدون حمل عروسة الابن ؟! ، الأمر لا يتوقف على مهر حتى نستطيع السيطرة عليه، وإنما يتشعب إلى ثقافة مشوهة بفعل العادات والتقاليد. المشكلة تكمن فيما بعد المهر من تكاليف باهظة تستنزف جيب العريس وتحمِّله أعباء الدّيْن التي هى بوابة الخلافات التي عادة ما تنتهي بطلاق، فنحن نحتاج إلى ثقافة توعوية مضادة لبعض المفاهيم والممارسات الخطأ التي خلّفت لنا هذا العزوف الحاد. بنك التسليف يقدِّم قروض إعانة الشباب على الزواج، لماذا لا يضع ضمن شروطه الحصول على دورة تأهيلية للمقبلين على الزواج حتى نضمن أن ذلك الدعم يقدِّم لشباب يستحق ومؤهل.