زينة صيفي وعبير سلمان وأندرو كاري، CNN (CNN)-- صدر قرار بحبس منسقة أغان فلسطينية بارزة 15 يومًا، بعد أن اعتقلتها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، بسبب أدائها حفل في موقع إسلامي مقدس، وسط ردود فعل رسمية وشعبية. واعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية منسقة الأغان البارزة سماء عبدالهادي وعدة أشخاص آخرين، بعد حفل يوم السبت في مسجد ومقام النبي موسى، الموقع الذي يُعتقد أنه دُفن فيه، الذي يقع في الضفة الغربية بين القدس وأريحا. وتم نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للحدث، مما أثار غضب الفلسطينيين. دفعت هذه اللقطات، إلى جانب تقارير عن رواد الحفلات وهم يشربون ويتعاطون المخدرات في الموقع المقدس، مئات الأشخاص إلى النزول إلى الحفلة لتفريقها. كما غضب الكثيرون من السلطة الفلسطينية لأنها سمحت لها بالمضي قدمًا. وقال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، إن التحقيق جار وأن المسؤولين عن الحادث سيقدمون إلى العدالة. وأشار هادي مشعل، المحام الذي يمثل سماء عبد الهادي، لشبكة CNN، إلى أنها مُتهمة بخرق المادة 275 من قانون العقوبات الفلسطيني، التي تجرم "تدنيس" الأماكن المقدسة أو الرموز بقصد إهانة دين أو جماعة معينة. وتساءل مشعل: "هل انتهكت المادة حتى الآن؟ كل ما يمكنني قوله هو؛ لا أفهم كيف. لكن التحقيق لم ينته بعد. ونأمل أن يكتمل في غضون أيام قليلة". وقال والد منسقة الأغاني سعد عبد الهادي، لشبكة CNN، إنه منزعج للغاية من احتجاز ابنته، ورفض المزاعم بأنها دنست مكانًا مقدسًا، قائلاً إن الحفلة أقيمت في جزء آخر من المُجمَع. وأضاف: "ليس صحيحا أن الناس كانوا في حالة سكر أو يتعاطون المخدرات. ليس صحيحًا أيضًا أنها كانت تعزف موسيقى تكنو في المسجد - في الواقع لم يدخل أحد إلى المسجد. كانت كلها موجودة في البازار، حيث يأتي الزوار للتسوق والإقامة في دار الضيافة". وقال سعد عبد الهادي إن السلطة الفلسطينية اختارت ابنته لإخفاء إحراجها من رد الفعل الشعبي تجاه الحفل. وتابع: "يبدو أن السلطة الفلسطينية لم تكن تعرف كيف تسيطر على غضب الشارع، لذلك استخدموا سماء كبش فداء لشيء اعتبره الشارع خطأ". ولفت سعد عبد الهادي أن ابنته كُلفت من قبل شركة إنتاج مقرها باريس لتقديم عروض في عدد من المواقع التاريخية الفلسطينية، وحصلت على إذن من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية المسؤولة عن البازار في منطقة النبي موسى، بخلاف مسجد الموقع الذي تديره وزارة الشؤون الدينية. وحصلت CNN على خطاب من وزارة السياحة يمنح "دي جي" سما وشركة الإنتاج الإذن بالتصوير في المنطقة، طالما أنهم "يلتزمون بإجراءات السلامة اللازمة" و"يحترمون الخصوصية الدينية والثقافية للموقع وخصوصيته". كما تم اتهام منسقة الأغاني بانتهاك إجراءات فيروس كورونا، وفقًا لمحاميها. وتواصلت CNN مع وزارة السياحة للتعليق. ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، هو أيضا وزير الشؤون الدينية. لكن الشخصيات الدينية البارزة سارعت إلى التنديد بحفل موسيقى التكنو، في إشارة إلى مدى شدة هذه الحادثة. وقال محمود الهباش، القاضي الأعلى في السلطة الفلسطينية ومستشار رئيسها للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، في تغريدة: "أشعر بالاشمئزاز والغضب مما حدث في مسجد النبي موسى... وما زلت لا أعرف. ومن المسؤول عن هذا الذنب، ولكن يجب أن ينال المسؤول عنه عقوبة رادعة تتناسب مع فظاعة ما حدث، لأن المسجد هو بيت الله، وقداسته من قداسة ديننا". وفي مقابلة مع إذاعة راديو ناس الفلسطينية، صرح حسام أبو الرب، نائب وزير الشؤون الدينية، أن وزارته هي المسؤولة عن المسجد، ومع ذلك لم يتم الحصول على إذن بعقد أي حدث داخله. وأضاف أبو الرب أن "العمل الذي تم ارتكابه غير مقبول ويخرج عن مبادئنا الدينية". وأضاف: "نحن في وزارة الأوقاف لن نسكت وسنقوم بمتابعة التحقيق". والدي جي سما واحدة من أشهر منسقي الأغاني في المنطقة، ومن أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي اكتسبن شهرة كبيرة في مجتمع الموسيقى الإلكترونية. ونال التماس للإفراج عنها على أكثر من 50 ألف توقيع، وانتشر هاشتاغ FreeSama# على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف المستخدمون احتجازها بأنه هجوم على الحرية الفنية. وحثَ محاميها الناس على النظر في الحقائق. وقال مشعل: "لو لم تحصل على ترخيص لما حدث الحدث.. لذلك، من المسؤول عن عدم التفكير في رد الفعل؟ لا أعلم. هل هذا خطأ سما؟ هذا ما زال يتعين رؤيته". ساهم في التقرير: زينة الصيفي من عمَان، الأردن. وعبير سلمان وأندرو كاري من القدس.
مشاركة :