يستعد وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم نخبة من أصحاب الأعمال وبتنظيم من المجلس للقيام بجولة ترويجية مكثفة في جمهورية الصين الشعبية خلال شهر (سبتمبر/ أيلول المقبل). وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وإلى الترويج لبيئة الاستثمار في البحرين، وذلك انطلاقاً من استراتيجية مجلس التنمية الاقتصادية في جذب الاستثمارات لمملكة البحرين. وتشهد التجارة بين جمهورية الصين ومملكة البحرين نموّاً متسارعاً، ففي العام 2014 بلغت القيمة الاجمالية للتبادل التجاري بين البلدين (عدا النفط ومشتقاته) 1.98 مليار دولار أميركي بالمقارنة مع 890 مليون دولار أميركي في 2009. وتمثل البحرين المقر الإقليمي لعدد كبير من الشركات الصينية، ومن ضمنها شركة الاتصالات والشبكات العالمية «هواوي». وسيزور الوفدُ أهم المراكز التجارية في الجمهورية الصينية ومن بينها بكين، وشيامن. وسيقوم الوفد في كل مدينة بتعريف المستثمرين الصينيين بمقومات الاقتصاد البحريني التي يمكن لأصحاب الأعمال والشركات الصينية الاستفادة منها مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمملكة البحرين الممتد على طول طريق الحرير الحديث، الممر الاقتصادي الجديد المنبثق من الرؤية الاقتصادية الصينية الرائدة «حزام واحد، طريق واحد» الذي يربط الصين بوسط وغرب آسيا وما بعدها. وسيقوم المجلس تحديداً بالترويج للفرص الاستثمارية في القطاعات النامية التي توفر فرصة مميزة للمستثمرين الصينيين، ومن ضمنها: الخدمات المالية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية وهي القطاعات التي يمكن للبحرين أن توفر فيها مميزات بالغة الأهمية. وستشمل الجولة مشاركة الوفد في معرض «الصين الدولي للاستثمار والتجارة»، حيث تحل مملكة البحرين ضيف شرف، وهي الدولة الشرق أوسطية الأولى التي يتم اختيارها ضيف شرف على هذا الحدث السنوي المهم. وستشارك البحرين بجناح متكامل في المعرض يُدار من قبل مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع شركاء المجلس الاستراتيجيين وعلى رأسهم: تمكين، وشركة مطار البحرين، وألبا، وبتلكو، وبنك السلام، وبيت التمويل الكويتي، وبنك البحرين الوطني. ويشارك في الوفد كذلك كل من تشاينامكس وهواوي الصينيتين. كما سيشارك الوفد في معرض «الصين والدول العربية» الذي يعقد كل عامين بالإضافة إلى تنظيم منتدى «الاستثمار في البحرين» خلال تواجده بالعاصمة بكين. وعن هذه الزيارة، قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي: «تعتبر البحرين موقعاً للتداول التجاري على طول طريق الحرير القديم الذي يربط منطقة الخليج العربي بالعالم منذ آلاف السنين. تاريخ هذه العلاقة التجارية بين مملكة البحرين والصين طويل ودلائله واضحة في العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البحرين». وأضاف الرميحي: «تهدف البحرين اليوم إلى مواصلة هذا التعاون وتدعم بقوة رؤية الصين المتمثلة في (حزام واحد، طريق واحد)، حيث نطمح إلى توفير فرص فريدة من نوعها للشركات الصينية التي تتطلع إلى دخول أسواق دول مجلس التعاون، حيث تتميز البحرين بكونها أحد أكثر الأسواق انفتاحاً في الشرق الأوسط وهي مركز مالي وتجاري رئيسي في المنطقة». من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة تمكين والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة: «يسرنا مشاركة الوفد البحريني من رجال وسيدات الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة الذي سيزور الصين. ولعل أهم ما يميز البحرين على صعيد المنطقة هو بيئة الأعمال الحيوية والقوى العاملة الوطنية الماهرة لديها، ونحن نتطلع إلى استعراض هذه الميزات أمام مجتمع الأعمال في الصين، كما نتطلع أيضاً إلى توفير مدخل لرجال وسيدات الأعمال المميزين والشركات الصغيرة الطموحة إلى إحدى أكبر الاقتصادات في العالم». وعلق رئيس برنامج ترويج الاستثمار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) هاشم حسين، قائلاً: «مما يبعث على الفخر أن تكون مملكة البحرين «الدولة ضيفة الشرف» لمنتدى الصين التاسع عشر للاستثمار والتجارة، والتي تأتي في ضوء الدور الاستراتيجي كبوابة لحفز الاستثمارات الأجنبية وتنمية التجارة بين دول طريق الحرير البحري والقاري». من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) تيم مواري: «إن التسهيلات الاقتصادية لمملكة البحرين ونظامها الضريبي الميسر، إلى جانب تشجيع الاستثمارات من خلال السماح للمستثمرين الأجانب بالتملك حتى 100 في المئة في أغلب القطاعات، فضلاً عن تميزها بأقل التكاليف التشغيلية في المنطقة، ساهمت جميعها في تطوير ونمو قطاع التصنيع في البحرين». وتعزز هذه العلاقات الاقتصادية روابط التجارة بين الشعبين والتي تعود إلى آلاف السنين من خلال طريق الحرير الذي خلال القرن 21 يصنف البحرين كوجهة استثمارية مهمة تمنح سهولة الوصول للسوق الخليجية. وكانت البحرين تتاجر باللؤلؤ، والتمور، والنحاس وتستورد الحرير والمسك من الصين أما اليوم ومع بنية المواصلات التحتية التي تربط المملكة بدول الخليج، باتت البحرين موقعاً هامّاً لإنجاح رؤية طريق الحرير المستقبلي. وتضم البحرين استثمارات ومؤسسات صينية رائدة مثل: «تشاينا هاربور إنجينيرينغ كومباني لمتد»، «تشاينا كوم سيرفس»، «هواوي»، «بنك أوف تشاينا»، «بكين جانغو كورتين وال لمتد»، «دايلي ويلث لمتد»، و»تشاينامكس»، «ووهان لينجيون بلدنغ ديكورايشن انجينيرينغ كو» و «سي بي اي اس». وقد كانت مساعي مجلس التنمية الاقتصادية للترويج لفرص التجارة في البحرين واضحة من خلال إنشاء مكتب له في بكين في الصين وذلك بهدف استعراض المجالات التي توفرها البحرين للشركات الصينية الراغبة في توسعة نطاق أعمالها لتصل إلى منطقة الخليج العربي.
مشاركة :