قال خبراء ومحللون سياسيون من اليمن إن حادث الاعتداء الإرهابي على مطار عدن يشير إلى محاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية إفشال الحكومة اليمنية الجديدة والحيلولة دون استقرار البلاد. حجم المؤامرة وأكد إسماعيل أحمد، المحلل السياسي اليمني، أن حادثة استهداف مطار عدن التي واكبت وصول الحكومة الجديدة تكشف عن حجم العداء ونوع المؤامرة التي تحيط بمحاولات اليمنيين الخروج من المأزق، موضحاً أنها تنم أيضاً عن ضعف استعدادات الحكومة أمنياً وعسكرياً في وقت لم يمض على تعيين مدير أمن عدن الجديد من قبل رئيس الجمهورية سوى ساعات. وأشار في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أنه من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام لطرف بعينه، لكن الجريمة التي راح ضحيتها العشرات من موظفي المطار تحمل بصمات جهات من أعداء اليمن وحكومته، وتتمتع بقدرة عالية على الاختراق. وأوضح أحمد أنه بقدر ما تشكل الحادثة تهديداً للحكومة ومستقبلها في عدن بصفتها مؤشر على حجم التحديات التي ستواجهها، إلا أن فشلها في كشف الجريمة وتعقب مرتكبيها سيمثل المسمار الأول في نعشها، متسائلاً عن المسؤول عن تأمين استقبال الحكومة. نشر الخوف إلى ذلك، وصف فهد العريقي، المحلل السياسي اليمني، الحادث بإنه «إرهابي وجبان» ويهدف لنشر الخوف لدى الحكومة الجديدة، موضحاً أن الشعب اليمني كان متفائلاً بتطمينات تشكيل هذه الحكومة وهو ما أثر بالإيجاب على انخفاض أسعار العملات، لكن هذا الحادث تسبب في تدمير كل هذه التفاؤلات. وأكد لـ «الاتحاد» أن هناك اتهامات لميليشيات الحوثي بارتكاب هذا الحادث الإرهابي، مشيراً إلى أن اختراق الأجهزة والمناطق السياسية مثل المطارات هو تأكيد على أن أجهزة الأمن والمخابرات مخترقة ورسالة لإفشال الحكومة الجديدة. وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن لهذا الحادث تداعيات خطيرة على المستوى الاقتصادي وسعر الصرف وتزايد عمليات التصفيات الأمنية، مشدداً على ضرورة العمل بقوة على الملفين الأمني والاقتصادي خلال الفترة المقبلة. دليل على الإرهاب وفي سياق متصل، قال وضاح عبد القادر، المحلل السياسي اليمني إن التفجير الذي أودى بحياة مواطنين مدنيين في محافظة عدن، لهو خير مثال على مدى إرهابية الجماعات المسلحة الموجودة في اليمن خلال السنوات الأخيرة، مناشدًا المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف هذه الجماعات الإرهابية التي تستهدف المدنيين بشكل رئيسي قبل أن تستهدف العسكريين الذين يدافعون عن الأرض والعرض. وأضاف عبد القادر لـ «الاتحاد» أن الميليشيات المسلحة لم يتوقف إمدادها بالأسلحة داخل اليمن من قبل قوى دولية وإقليمية، في الوقت الذي تحظر قرارات الأمم المتحدة هذه التصرفات، وبينما تحاول الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقف هذه الاعتداءات، مطالبا بضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل أكثر حدة في هذا الصدد، ومنع دخول السلاح إلى اليمن. وأشار المحلل اليمني إلى أن التفجيرات التي تستهدف الشعب اليمني هي جريمة منظمة، تظهر في عدد القتلى على مدار السنوات الماضية من المدنيين العزل، أو الأطفال والشيوخ والذين بدورهم ليس لهم أي ناقة أو جمل في هذه الحروب، ولا يريدون سوى العيش بسلام.
مشاركة :