غزة/بغداد - أثار قرار رفع صور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في قطاع غزة والعراق غضب السكان الذين عمدوا إلى إنزالها قبل الدوس عليها وحرقها. وعمدت ميليشيات في العراق إلى تعليق صور سليماني وابومهدي المهندس في الشوارع فيما قامت حركة حماس والفصائل المتحالفة معها بنشر صورة كبيرة لسليماني في قطاع غزة وذلك في الذكرى الأولى لاغتياله بغارة جوية أميركية قبل مطار بغداد. وفي منطقة الإصلاح الزراعي في محافظة نينوى عمد مجهولون الى إنزال صور سليماني والمهندس وحرقها لتقوم ميليشيات الحشد بعد ذلك بساعات بحملة تمشيط في المنطقة لتعقب المتورطين. وأفادت وسائل إعلام عراقية وفق مصادر من شرطة نينوى ان الميليشيات اعتقلت 3 أشخاص شاركوا في إحراق الصور في انتهاك واضح للقانون العراقي.ويتهم العراقيون ميليشيات موالية لايران واشرف عليها سليماني بارتكاب مجازر وانتهاكات في الموصل بحجة محاربة داعش كما اتهم ناشطون عراقيون قاسم سليماني بالتحريض على استهداف الاحتجاجات المناهضة للفساد والمطالبة بالتغيير في بغداد ومحافظات الجنوب. وأظهرت بعض المشاهد في غزة كذلك قيام مجموعة من الشباب الغاضب بإنزال صورة سليماني والدوس عليها ثم تمزيقها. ويتهم الفلسطينيون الغاضبون سليماني والميليشيات التي اشرف عليها بالتورط في قتل الآلاف من الفلسطينيين والعراقيين والسوريين واليمنيين. وذكر عدد ممن شارك في تمزيق صور سليماني بجرائمه بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك حيث عمدت الميليشيات التي اشرف عليها الى دك المخيم الواقع في دمشق بالصواريخ وتهجير اهله بحجة دعم الحكومة السورية والجيش السوري.وكانت مجموعات قيل انها تابعة لحماس قامت برفع صورة كبيرة لسليماني على ساحل غزة وبالتحديد في شارع الرشيد وقد كتب عليها عبارة رددها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بعد اغتيال قاسم سليماني، بأنه "شهيد القدس شهيد القدس شهيد القدس". وكان القيادي في حركة حماس محمود الزهار كشف في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية تفاصيل لم يسبق للحركة الإسلامية الفلسطينية أن تحدثت عنها في ما يتعلق بالدعم المالي الذي كانت تتلقاه من إيران. وقال الزهار في المقابلة التي بثت مساء الأحد إنه تسلم في العام 2006 من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في مطلع العام الحالي في غارة أميركية على موكبه ببغداد، 22 مليون دولار. وأوضح أن الرئيس الإيراني حينها محمود أحمدي نجاد أحاله إلى سليماني لتسلم المبلغ المذكور، مضيفا أنه كان أول وآخر لقاء مع سليماني المكلف بعمليات الحرس الثوري في الخارج والتي يصنفها الغرب ضمن العمليات القذرة وتشمل تصفية المعارضين للنظام وتمويل وكلاء إيران في المنطقة وتدريبهم في معسكرات إيرانية أو في ساحات خارجها (العراق وسوريا ولبنان واليمن). وقال الزهار إنه حين تسلم مهامه كوزير للخارجية في حكومة حماس التي سيطرت في العام 2007 على قطاع غزة وسط انقسامات وخلافات عميقة مع السلطة الفلسطينية، سافر إلى إيران للقاء المسؤولين فيها. وتابع "الاجتماع مع محمود أحمدي نجاد كان إيجابيا. طلبنا منه مجموعة من المطالب وأحالني أحمدي نجاد إلى قاسم سليماني. خلال ذلك الاجتماع، أبلغت سليماني بأن فلسطين محاصرة وأن مشكلتنا الرئيسية هي رواتب الموظفين والمساعدات التي يجب تقديمها للشعب". وأضاف "كانت النتيجة أن القرار كان فوريا. وكنت على موعد للسفر في اليوم التالي. فوجدت في المطار 22 مليون دولار في عدة حقائب. كان اتفاقنا مع سليماني أكثر من هذا المبلغ، لكن كنا 9 أشخاص ولا نستطيع أن نحمل أكثر من ذلك، لأن وزن كل حقيبة كان 40 كيلوغراما"، مثنيا على سليماني بالقول "رجل صادق وعملي وله مسؤوليات كبيرة". وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها حماس بكل وضوح عن تلقيها تمويلات إيرانية على الرغم من أن الحركات الفلسطينية تتحدث باستمرار عن الدعم الإيراني المالي واللوجيستي لكن من دون تقديم تفاصيل أو أرقام. وكانت وكالة الأنباء الصينية قد ذكرت في تقرير نشر في يونيو/حزيران 2019 أن طهران وزعت أموالا قدرت بنحو 651 ألف دولار على أسر فلسطينية في غزة قبل ذكرى يوم القدس.لكن المصالح التي تربط حركة حماس بقادة ايران لا يمكن ان تنسي الفلسطينيين واهالي غزة ما قامت به الميليشيات الايرانية من تنكيل بحقهم في سوريا والعراق.
مشاركة :