أدان مجلس الأمن الدولي حملة ملاحقة المثليين جنسيًا التي يشنها تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا. ووصفت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدي مجلس الأمن سامانثا باور، الاجتماع الذي عقده المجلس أمس، بأنه تاريخي باعتباره أول اجتماع يخصص لبحث حقوق المثليين. وتابعت باور: "حان الوقت، بعد مرور 70 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، لأن يوضع تحت دائرة الضوء مصير المثليات والمثليين والثنائي الجنس والمتحولين جنسيًا الذين يخشون على حياتهم في العالم أجمع". وعقد الاجتماع بمبادرة الولايات المتحدة، وتشيلي، ودعي جميع أعضاء مجلس الأمن للمشاركة فيه ولكن أنغولا وتشاد لم تلبيا هذه الدعوة، في حين أرسلت كل من الصين وماليزيا ونيجيريا وروسيا مندوبين عنها إلى الاجتماع لكن هؤلاء لم يشاركوا في المداولات. يذكر أن، من أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة هناك أكثر من 75 دولة تجرم قوانينها المثلية الجنسية. وقالت جسيكا شتيرن مديرة اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات جنسيًا، خلال إفادتها خلال الجلسة التي عقدت وراء أبواب مغلقة، إن "داعش" تبنى إعدام ما لا يقل عن 30 شخصًا بتهمة قيامهم بـ"عمل قوم لوط"، بما في ذلك إعدامات رجمًا ورميًا بالرصاص وبقطع الرأس ورميًا من أماكن مرتفعة. وأضافت أن التنظيم، بث عبر الإنترنت ما لا يقل عن 7 تسجيلات مصورة لعمليات إعدام نفذها منذ يوليو 2014 بحق رجال قال إنهم مثليون. وتابعت الناشطة، أن جماعات أخرى حذت حذو "داعش" وانضمت إلى حملة اضطهاد المثليين. كما استمع المجلس، إلى شهادات مروعة عن الفظائع التي يرتكبها "داعش" بحق المثليين. وقال صبحي النحاس من مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، إن: "المثليين في الدولة الإسلامية يلاحقون ويقتلون على الدوام". وأوضح الشاهد السوري، أنه فر من بلده خوفًا من التنكيل ولجأ إلى الولايات المتحدة حيث يعمل في منظمة لمساعدة اللاجئين. وتابع أن التنظيم يعمد إلى رمي المثليين من أعلى مباني شاهقة أو يضعهم في ساحات عامة حيث يرجمون بالحجارة من قبل جموع غفيرة من الناس، بمن فيهم أطفال. وقال شاهد عراقيـ في شهادة أدلى بها عبر الهاتف من مكان في الشرق الأوسط لم يكشف عنه إن عناصر التنظيم الإرهابي، يطاردون المثليين بطريقة احترافية، إنهم يلاحقونهم واحدًا واحدًا. وفي يوليو، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "داعش" رمى رجلين من أعلى مبنى في مدينة تدمر الأثرية السورية بتهمة أنهما مثليان، قبل أن يعمد جمع من الناس إلى رجمهما بالحجارة. ووفقا للموقع، بدأ التنظيم الإرهابي ملاحقة المصابين بمرض الإيدز في صفوفه، علما أنه أعدم مؤخرًا داعشيًا إندونيسيًا مصابًا بالإيدز بعد اتهامه بنقل العدوى لمقاتلين آخرين من خلال التبرع بالدم. وذكرت وسائل إعلام، أن هذا الإندونيسي قد نشر الرعب في صفوف مقاتلي التنظيم في مدينة الشدادي قرب الحسكة بعد انتشار خبر إصابته بالإيدز. وكشفت تحقيقات أجراها التنظيم أن الإندونيسي كان على علم بإصابته بالإيدز قبل انضمامه إلى "داعش" في سبتمبر الماضي، وقام بنقل العدوى عبر التبرع بالدم. ونقلت تقارير إخبارية عن أحد عناصر التنظيم، يحمل لقب أبو قتادة حقيقة الأمر، مؤكدًا وجود إصابتين بمرض الإيدز في صفوف "الجهاديين". من جانب آخر، تحدثت تقارير إخبارية عن تشخيص مرض الإيدز لدي مهاجرتين أجنبيتين إلى صفوف "داعش" في مدينة الرقة السورية.
مشاركة :