ونستغفرك على كل نعمة أنعمت بها علينا فتقوينا بها على معصيتك، كلنا مقصرون ومغيبون من منا يتذكر قصة قارون وكلمته الشهيرة. قال الله تعالى: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } صدق الله العظيم. هنا نرى، رد قارون بجملة واحد تحمل كل معاني الفساد والغرور وتجاهل قدرة الله ونعمه (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه، الذي اعطاه اياها واستخدها وتقوي بها علي معصيته. نحن الان في نفس الموقف، دعونا كلنا نرجع بالزمن للخلفكل منا يتذكر في السابق في بداية حياته في بداية مشوار العمل والكفاح والعلم كان في عمل ناجح تربح منه او مكانه اجتماعية وعلمية وصلت إليها. هل في البداية كنت عندما تقع في مشكلة أو أزمة ما ماذا كنت تفعل أو تقول كنت تلجئ إلى الله بدعاء أو صلاة وتفوض أمرك لله حتي لو كنت تمرض بأي مرض الان ماذا انت فاعل وقائل لنفسك تعتمد علي مالك او مكانتك ومعارك. تذكر عندما كان يصيبك دور برد كنت تعتمد على الله واخذ بابسط الأشياء وتعتمد عليه، الان تتواصل مع معارفك واشهر الأطباء واعتمادك علي مالك ومعارفك ظننا منك انك قادر بمالك ومعارفك على تعدي الأزمة. وهكذا في كل شئ في حياتك من أزمات وعكسها من انفراجات ورخاء، هل انت لديك القدرة والمقدره ام الله سبحانه وتعالي وانت تأخذ بالاسباب وتتوكل عليه. لو قارنت تصرفاتك وتفكيرك قبل وبعد تجد أنك قبل ان تؤتي المال والجاه والنفوذ والمعارف كنت تعتمد على جملة واحده ( ربنا موجود - ربنا معايا) اما الآن قارن انت رد فعلك وتصرفك وتفكيرك لمن تلجئ انت لعلمك ونفوذك وقدرتك أم (الله عز وجل). وها نحن الآن في جائحة فيروس كورونا جند من جنود الله الخفيه ماذا انت فاعل امامه هل علمك او منصبك او مالك قادر على ان يحفظك منه هل كل واحد منا حاسب نفسه وسأل نفسه ماهي النعم التي انعم بها الله عليه حتي ولو بسيطه هل انت استخدمتها لصالح نفسك وطاعه الله سبحانه وتعالي ام تقويت وتشجعتبهاع علىمعصيته؟. نعم صحتك وانت قادر بعافيتك هل استخدمتها في طاعته من الحفاظ علي الصلاة او الصيام واعمال الخير مكانتك الاجتماعية وعملك هل استخدمته لمساعده الغير ونصره المظلوم مالك من نقديه وسيارتك و حتي هاتفك المحمول وغيرها من النعم هل استخدمتها كما امرنا الله في كل كتبهالسماوية. وكما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ وهو يَعِظُه : اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك.نجد منا من استخدم هذه النعم واستعان بهاعلى المعصيه وقوتك شجعتك عليهو ومنا من يتذكر الله وخوفه من اللهويتذكر قارون وماذا فعل قضاء الله فيه نسا الله فأنساه نفسه.
مشاركة :