سياسيون وإعلاميون عراقيون يدينون ما تعرضت له «الشرق الأوسط» من انتهاكات في بغداد

  • 8/26/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عبر سياسيون وإعلاميون عراقيون أمس عن غضبهم وانزعاجهم مما تعرضت له الطبعة العراقية من «الشرق الأوسط» السبت الماضي على يد جهات خارجة عن القانون، الأمر الذي أدى إلى إيقاف الطبعة العراقية بعد 12 عاما من الصدور. وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الدستور العراقي كفل حرية الرأي والتعبير والنشر وهي من الأمور الأساسية التي تحرص الحكومة على إدامتها وتعزيزها، وبالتالي فإننا نرفض ونشجب بشدة أي محاولة لحرف حرية الإعلام عن المسار الصحيح ونعده أمرًا مرفوضًا تمامًا»، مشيرًا إلى أنه «يتوجب على الأجهزة الأمنية المعنية توفير الحماية الكافية والبيئة الآمنة لحرية الإعلام دون مضايقات من أحد لا سيما أن نهج الحكومة الحالية يقوم على الانفتاح وعدم مضايقة أية وسيلة إعلامية حتى لو كان لديها رأي مختلف كما أن رئيس الوزراء قام بحسم دعاوى قضائية ضد إعلاميين من قبل الحكومة السابقة وإنه يعتبر الإعلام شريكا أساسيا في العملية الديمقراطية وأن الملاحظات والآراء إنما هي عامل مساعد للعمل الحكومي من أجل تلافي الأخطاء وتصحيحها وبالتالي فإنه لا يمكن القبول بأي تجاوز من أي نوع». من جهته، أكد القيادي في تحالف القوى العراقية عصام العبيدي لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الإعلام الحر والنزيه إلى انتكاسة في العراق، حيث إنه في الوقت الذي يكفل الدستور حرية الرأي والتعبير لكن يبدو أن من يتولى تطبيق هذه الحرية جماعات خارجة على القانون»، مشيرًا إلى أنه «لا يكفي الإدانة والشجب لمثل هذه الممارسات، بل يتوجب على الحكومة اتخاذ الإجراءات المناسبة والقوية من أجل وضع حد لمثل هذه الجماعات والميليشيات التي تعبث بأمن البلد بحجة أنها خارجة عن القانون وإلا فما فائدة جهات رسمية لا تستطيع حماية الناس وإخضاع الجميع لسلطة القانون». أما رئيس تحرير جريدة «الصباح» شبه الرسمية، عبد المنعم الأعسم، فقد أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أقول باسمي وباسم العاملين في صحيفة الصباح إننا لا ننظر بارتياح لغلق أي منفذ إعلامي تحت أية ذريعة خاصة لجريدة لها ثقلها وتأثيرها مثل (الشرق الأوسط)، حيث إنه بصرف النظر عن اختلاف وجهات النظر فإن المطلوب تذليل كل الصعوبات أمامها من قبل الجهات الرسمية العراقية». في السياق نفسه، أكد رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج، وهو قيادي في ائتلاف دولة القانون في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك بلا شك جهات لا يروق لها كشف الحقائق وتبادل الأفكار حتى لو كانت مختلفة وبالتالي تسعى إلى تكميم الأفواه وتشويه صورة العراق الذي يريد أن يقدم صورة جادة له في مجال حرية التعبير والرأي»، مشيرًا إلى أن «الشرق الأوسط» هي «جريدة مرموقة ولها ثقلها الكبير في ساحة الإعلام العربي دوليًا ولذلك فإنني أرى أن ما حصل لهذه الصحيفة الكبيرة إنما هو جرس إنذار لما يمكن أن يحصل في المستقبل، وبالتالي فإننا نحذر من مغبة أن يخضع العمل الإعلامي إلى أمزجة هذا الطرف أو ذاك أو لأحزاب وكتل». وأوضح السراج أن «الشرق الأوسط» ساهمت «بشكل كبير وفاعل في استقطاب كل الجهات العراقية ومن مختلف الكتل والتوجهات وبالتالي فإنه لا ينبغي أن يمر هذا الموضوع مرور الكرام والمطلوب هو إجراء تحقيق عالي المستوى في هذه الحادثة». وفي السياق نفسه، عبر جاسم الحلفي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وأحد أبرز منظمي التظاهرات في العراق، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «حديثي عن (الشرق الأوسط) ستختلط فيه المشاعر الخاصة بالعامة فمن حيث الخاص فإن (الشرق الأوسط) كانت وعلى مدى السنوات الماضية بمثابة زادنا اليومي من حيث الأخبار والمعلومات والتحليلات لا سيما أنها مدرسة متكاملة على صعيد ما هو مهني وبالتالي فإن غلق طبعتها على خلفية مثل هذه الانتهاكات تعد خسارة كبيرة»، مشيرًا إلى أن «الشرق الأوسط» كان لها «دور كبير في نقل الحقيقة وفي متابعة الحراك الجماهيري وإن هذه الجهات الخارجة عن القانون والمنفلتة لا يروق لها ما تقدمه هذه الجريدة من خدمة إعلامية تعد بحق رافدا مهما لنا وبالتالي فإنهم وكجزء من التفافهم على التظاهرات يحاولون إسكات الأصوات الشريفة التي لها ثقلها وتأثيرها ولا تخضع للابتزاز». أما المركز العراقي للحريات الصحافية فقد دعا من خلال رئيسه هادي جلو مرعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى أن «يفتح تحقيقًا عادلاً ونزيهًا فيما حصل وأن يصدر بيانا يشجب فيه مثل هذا السلوك الشائن للجهات الخارجة عن القانون». وعد مرعي غلق «الشرق الأوسط» طبعتها العراقية «خسارة كبيرة لأنها هي مفتاح الصحافة العراقية إلى الخارج من خلال كونها صحيفة عربية مشهورة لها مكانتها الكبيرة في الإعلام الحديث ولها مكاتبها في معظم بلدان العالم، وبالتالي فإن خسارتنا بغلقها أكبر من خسارة الجريدة»، مشيرًا إلى «أننا كنا نأمل أن تفتح صحف عربية أخرى مكاتب لها في العراق وتصدر طبعات عراقية لا أن تغادرنا صحيفة بوزن (الشرق الأوسط) لأن هناك من يريد أن يعبث لأغراضه الخاصة». ودعا مرعي الحكومة العراقية «إلى توفير الحماية الكاملة للجريدة والعاملين فيها وإنهاء كل مظاهر الضغط من أي نوع».

مشاركة :