أقف على الساحل وتسرقني موجة .. واقفة ثابتة لكني أتسرب مابين مسامات الرمل تحتي.. أغوص .. يهيأ لي أن الساحل بدأ يذهب ويعود مع الموج ويعود لي السؤال القديم : ماذا يقول البحر للساحل ؟ ما الذي يود البوح به فيذهب ويعود ليكرره على مسامع الشواطيء ؟ أي خبر تحمله تلك الموجات ؟ تتدافع حينا بسرعة وترفرف أحيانا بكل نعومة أتراها تتمدد كذراعين على أكتاف السواحل ؟ أم تراها تتنفس رملا ؟؟ أم تراها تجدد عهود الخلود ؟ أم تخبره أنها لن تبقى أبدا ولن تذهب أبدا . علاقة الموج بالساحل هي اللامنتهي .. العناق الذي لا يكتمل اللوح الذي لا يخط ولا يكتب الرسائل التي تمحوها موجة الحب الذي ينتثر أصدافا ويلملم نفسه غريقا بنفسه قدره أن يبقى مبللا وعطشا في آن الصراخ الذي لم يخلق له فم والأنين المتسرب من بين الخطوات ذلك الحديث المنسي على أكتاف الرمال ويكرر المشهد نفسه غروبا وشروقا يتحدث البحر بأقل مما يخفي كل ذلك الهدير ولا زال يكتم شيئا لا زال يطفيء وهج الشمس ويغسل الصبح بالمساء ويرتب نفسه عند كل مد يمتد البحر فينا كيقين .. يتشعب فينا حتى نقتبس منه مده وجزره وصمته يجتاح ثرثراتنا ويغسل آثار مواعيدنا المشؤومة المتروكة على حواف سواحله على مقاعد الخيبة أطلق طائرة خيالي الورقية ! أتراه يشفق عليّ ؟ أتراه الآن يبكي ؟ أم أنه يتسائل كيف لكل هذا الشجن أن يسكن صدرا واحدا ؟! او يحاول اخباري أن لكل موجة تاريخ انتهاء ؟ رحلة تبدأ برقصة وانتشاء وتنتهي بـ لاشيء على أعتاب الرمل! أتراه ينفث في صدري الملح أم أنني اعلمه كيف يكون البكاء سخيا ك بحر ! هل يحاول أن يعانقني ؟ أن يربت على رأس هذه الفوضى فيّ ؟ أم يتولى عني ويتركني للغياب.. للمغيب.. ويهبط عليّ الظلام .. وأسكن الساحل ! وأسكن الساحل ويسكنني البحر وتجرفني الأسئله !
مشاركة :