دافع السويسري جوزيف بلاتر، الذي سيترك رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أوائل العام المقبل، عن نزاهته، وشدد على أنه رجل نظيف، مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود فساد ممنهج في السلطة الكروية العليا. ويعتقد بلاتر المستقيل أن منتقديه سيدركون أنهم أخطأوا في حقه، وسيعددون الإنجازات التي تحققت في عهده بعد أن يغادر الفيفا. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، دافع المسؤول السويسري البالغ من العمر 79 عاما عن سجله كرئيس للمؤسسة التي طالتها فضائح فساد، وقال إنه يحظى بالاحترام في مناطق كثيرة حول العالم. وأشار بلاتر إلى أنه تعرض كثيرا لحملات عدائية على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، لكنه قال «أدعوكم إلى الذهاب حول العالم إلى آسيا وإلى أفريقيا وإلى الصين. اسألوهم عن رأيهم في الفيفا وبلاتر. ستجدون إجابة مختلفة». وتابع «على الأقل أحظى باحترام لأنني حققت الكثير من الأشياء. ليس أنا فقط بل الفيفا فعل الكثير. قمت بخدمة هذه المؤسسة. أؤمن بأن جهودي لن تضيع سدى، وسيعرف الناس قيمة العمل الكبير الذي قمت به أنا والفيفا على مدار أكثر من 40 عاما». وأضاف «أثق أن الناس سيدركون أن العمل الذي قمت به في الفيفا كان جيدا. فعلت ما أراه الأنسب لتطوير كرة القدم ونشر اللعبة بين الشبان». واستطرد «إذا كان هناك أشخاص لا يحبون المنظمة أو لا يحبونني أنا شخصيا فإنهم سيدركون بعد فترة كما كانوا مخطئين». وأعيد انتخاب بلاتر لولاية خامسة في 29 مايو (أيار) الماضي، لكن بعد أربعة أيام فقط أعلن أنه سيترك منصبه بعد أسوأ أزمة في تاريخ الفيفا الممتد على مدار 111 عاما. ووجهت السلطات الأميركية في مايو اتهامات لتسعة مسؤولين بارزين في كرة القدم معظمهم شغلوا عدة مناصب في الفيفا، إضافة إلى خمسة من المديرين التنفيذيين في مجال التسويق والإعلام الرياضي، بداعي تورطهم في مزاعم احتيال وغسل أموال وابتزاز. ومن المقرر اختيار خليفة لبلاتر خلال الجمعية العمومية غير العادية في 26 فبراير (شباط) المقبل. وأصر بلاتر خلال المقابلة التي استغرقت 20 دقيقة في مقر الفيفا على القول بأن أفرادا وليس الفيفا هم الذين يخضعون لتحقيقات. وقال «المؤسسة ليست فاسدة.. لا يوجد فساد في كرة القدم. يوجد فساد يتعلق ببعض الأفراد». وسيترك بلاتر منصبه بشكل رسمي في فبراير المقبل بعدما قرر التخلي عن ولايته الخامسة نتيجة فضائح الفساد التي تضرب فيفا وأدت إلى قيام السلطات السويسرية بإيقاف 7 من مسؤوليه الكبار عشية انتخاب السويسري استنادا إلى طلب من القضاء الأميركي. ويواجه فيفا أزمة فساد خطيرة لا سابق لها أدت إلى توجيه التهمة إلى 14 مسؤولا حاليا وسابقا منهم شركاء في شركات للتسويق الرياضي. ودفعت الفضائح المتتالية ببلاتر إلى إعلان مفاجئ عن وضع استقالته تحت تصرف اللجنة التنفيذية للفيفا بعد أربعة أيام فقط من فوزه بولاية خامسة على التوالي. وحددت اللجنة التنفيذية لفيفا السادس والعشرين من فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب خلف لبلاتر، ويبدو الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي المرشح الأوفر حظا لحصوله حتى الآن على دعم اتحادات قارية مهمة منها أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية. كما فتحت السلطات السويسرية والأميركية تحقيقا قضائيا في ظروف منح روسيا وقطر حق استضافة كأس العالم لعامي 2018 و2022 على التوالي. ورغم حجم هذه الفضائح يصر بلاتر، البالغ من العمر 79 عاما، على أنه لم يرتكب أي خطأ، معتبرا أن فيفا وجد نفسه في هذه الأزمة نتيجة تصرف بعض الأفراد، مضيفا «أعلم ما قمت به وما لم أقم به، أنا رجل يتمتع بضمير وأعلم أنني نزيه. أنا نظيف ولست رجلا قلقا». وتابع بلاتر «قمت بذلك (استقال من منصبه) لأنني أردت حماية فيفا. بإمكاني حماية نفسي. أنا قوي بما فيه الكفاية». ورفض بلاتر مقولة إن الفساد مستشرٍ في فيفا، مضيفا «المنظمة ليست فاسدة، ليس هناك فساد في كرة القدم. هناك فساد عند الأفراد، لا يوجد فساد عام منظم»
مشاركة :