زيارة مرتقبة لأمير مكة إلى أحياء جدة الشعبية تمنح الأمل للتطوير

  • 1/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"سأزور الأحياء الشعبية بجدة في القريب العاجل، وسأطلب من أمانة جدة، والمحافظة تقديم مخطط لتطوير تلك الأحياء"، حديث مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل خلال تفقده محافظة جدة، لامس هموم البعض من سكان تلك الأحياء، وبعث الأمل نحو تطوير تلك الأحياء التي تعيش وسط عشوائية مستمرة منذ سنوات. لم يكن حديث الأمير خالد الفيصل عادياً، بل لامس معاناة الكثير من قاطني مدينة جدة، والأحياء العشوائية بشكل خاص، لاسيما في ظل ما تعانيه من عشوائية، وفوضوية في داخل شوارعها وممراتها، وخطورة مبانيها من ناحية السلامة. أعوام مضت، والحديث مستمر عن تطوير الأحياء العشوائية في مدينة جدة التي تصل إلى قرابة الـ50 حياً، إلا أن تلك الأحاديث كانت بطيئة على أرض الواقع، خلال الأعوام الماضية قبل أن تبدأ الجهات المعنية في خطواتها الأولى، والالتفات لتلك الأحياء التي أصبحت تشكل خطراً ليس فقط على سكانها بل على مدينة جدة بشكل عام. الزيارة المرتقبة لأمير منطقة مكة المكرمة عن زيارته تلك الأحياء الشعبية في مدينة جدة منحت أملاً كبيراً لـ"سكان جدة" في أن تصبح تلك الأحياء حاضنة للتطوير، والتنظيم، وإحداث نقلة نوعية فيها. ولم تتوقف الدراسات خلال الفترة الماضية لتطوير تلك الأحياء، حيث تناولت دراسة منطقتي خزام، والرويس، وأحياء السلامة، والنزهة، وقويزة، ومنطقة وسط جدة، وبمساحات تزيد على 10 ملايين، و211 ألف مليون متر مربع، منها 4 ملايين في منطقة قصر خزام، و1.4 مليون في منطقة الرويس و138 ألف متر مربع في حي السلامة، و481 ألفاً في حي النزهة، و1.2 مليون في حي قويزة، وحوالي 5 ملايين متر مربع في منطقة وسط البلد تتضمن مشروعاً للتنظيم، والتطوير يجري العمل عليه حالياً. في جولة لـ"الرياض" على بعض الأحياء الشعبية جنوبي جدة للوقوف على تلك الأحياء ظهر خلو الأحياء من المواطنين باستثناء نسبة قليلة تبقى منهم، في حين خرج الكثير منهم صوب الأحياء الجديدة الأكثر تنظيماً، وملاءمة للعيش فيها بعد ازدحام وعشوائية تلك الأحياء القديمة. في الطريق إلى حي "غليل" جنوبي جدة تكثر المباني المتهالكة، والعشوائية التي لاتزال صامدة أمام متغيرات الحياة حتى الآن في الوقت الذي تحتاج فيه إلى إزالة، وتطوير لتواكب التطور في مدينة جدة. مساكن قديمة، لا يسكن فيها سوى العمالة من جنسيات مختلفة، إضافة إلى عدد قليل من السعوديين الذي لايزالون في منازلهم، في حين غادر الكثير منهم إلى أحياء جديدة بعيداً عن العشوائية التي شكلتها العمالة نتيجة عدم وجود تخطيط جيد في تلك الأحياء. في حين تشهد أحياء "غليل"، و"بترومين" حالياً توسعة لعدد من الشوارع، حيث تمت إزالة 83 عقاراً لتنفيذ ثمانية شوارع رئيسة، وتوسعتها، وإيصال الخدمات لها، إضافة إلى عدد من الأحياء الأخرى التي تشهد إزالات لبعض المباني المتهالكة التي تشكل خطورة على السكان. كما تمت إزالة سوق الأهدل الشعبي القديم، إضافة إلى إزالة ورش صناعية الإسكان التي كانت تشكل عشوائية كبيرة للأحياء المجاورة لها جنوبي جدة، حيث تم هدم "هناقر الورش"، وأصبحت في طريقها للتطوير من خلال استثمارها وفق الخطط المنصوص عليها. وتحدث عدد من المواطنين الذين يسكنون في تلك الأحياء، حيث أكدوا أن تطوير الأحياء الشعبية خطوة في الطريق الصحيح للخروج من المشكلات التي ارتبطت بها خلال أعوام مضت. وقال أبو أحمد والذي يسكن على أطراف حي غليل جنوبي جدة: إن تطوير الأحياء العشوائية سيسهم في الكثير من المشكلات سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية، أو من ناحية سلامة السكان خصوصاً أن بعض المباني قد تسبب مشكلات فيما يتعلق بالسلامة، إضافة إلى النواحي الأمنية، والجرائم التي تحدث في بعض الأوقات. العمل قائم على تطوير الأنظمة وتوفير محفزات لجذب المستثمرين وأضاف أن حي غليل يشهد كثافة من قبل الجاليات الإفريقية والآسيوية، والسبب في ذلك يعود إلى أسعار السكن الرخيصة، وسهولة التخفي عن أنظار الجهات الأمنية، مشيراً إلى أنها أصبحت هذه الأحياء تشكل ملاذًا آمنًا لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل. من جانبه، أوضح محمد الغامدي، أن تنظيم الأحياء العشوائية، وتطويرها أمر منتظر منذ وقت طويل، مشيراً إلى أن زيارة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة للأحياء العشوائية ستشكل منعطفاً مهماً لهذه الأحياء بعد وقوفه عليها شخصياً. فيما أكد أحد المقيمين رفض ذكر اسمه، أنه يسكن في حي غليل منذ سنوات عدة، وعند سؤاله عن سكان الحي من المواطنين، أوضح أنه لم يعد هناك وجود لهم في الحي، مشيراً إلى أنهم توجهوا إلى أحياء جدة، وعملوا على تأجير منازلهم القديمة. وقال: إن معالجة الأحياء العشوائية، ومشاركة الجميع سواء ملاك العقارات، أو الجهات المعنية، والمطورة ستضمن نجاح مشروع تطوير العشوائيات الذي يهدف إلى التجديد الحضري عبر تطوير هذه المناطق التي لازمتها العشوائية منذ سنوات. من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي بجدة الأستاذ عبدالله بن دخيل الله المحمدي في تصريح لـ"الرياض"، أن زيارة سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل التفقدية المرتقبة للأحياء العشوائية بمحافظة جدة تدل على حرص سموه على ملف العشوائيات الذي تبناه منذ توليه الإمارة، ومتابعته المستمرة الهادفة لإيجاد حلول مناسبة لها، وجعل مدينة جدة نموذجاً للتطور والرقي. وأوضح المحمدي أن ملف العشوائيات يعد واحدًا من أهم، وأخطر الملفات التي تواجه المسار الحضري، وحركة التطوير لأي مدينة، وذلك لما يمثله من أخطار أمنية، واقتصادية، وعمرانية، وبيئية، واجتماعية. وقال: "في منطقة مكة المكرمة يمثل هذا الملف الهاجس الأكبر لدى أمير المنطقة والجهات المسؤولة". وبين أن هذا الأمر يعد من أهم الأمور التي يوليها سمو أمير المنطقة اهتماماً خاصاً، ولا غرابة في ذلك لاستشعار سموه أهمية أن تبقى كافة مدن ومحافظات المنطقة مثالاً يحتذى بها في الرقي، وعلى كافة الصعد. وبحسب معلومات متوافرة لـ"الرياض"، فإن العمل قائم على تطوير الكثير من الأنظمة بخصوص العشوائيات من خلال توفير محفزات لجذب المستثمرين، وغيرها من الأنظمة التحديثية الأخرى. وسبق أن اعتمد وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف ماجد بن عبدالله الحقيل خطة متكاملة لمعالجة وضع الأحياء العشوائية "تطوير المناطق العشوائية" في جميع أمانات المناطق، والمحافظات تشمل إنشاء وحدة إدارية بمسمى إدارة تطوير المناطق، وإنشاء وحدة إدارية في كل الأمانات، حيث تقوم وكالة الوزارة لتخطيط المدن بإعداد مهام الإدارات بالأمانات لتحقيق الأهداف المحددة لهذا. بعض سكان العشوائيات ذهب إلى أحياء جديدة (عدسة/ عبدالله عامر) أحد محلات حي غليل أحواش مخالفة جانب من عمليات الإزالة شوارع تحتاج إلى تنظيم تسرب المياه داخل الأحياء العشوائية

مشاركة :