تستقبل دول العالم العام الجديد في ظل قيود للحد من انتشار فيروس «كورونا» تُرخي بثقلها على احتفالات مليارات الأشخاص المتشوقين لوداع عام 2020 الذي طبعته الجائحة، وسط آمال بأن تضع حداً للوباء. وبعد عام صعب، سجلت فيه وفاة 1,8 مليون شخص على الأقل بوباء «كوفيد- 19»، تسببت طفرات جديدة في إعادة فرض إجراءات عزل، وأجبرت محبي السهر على مواصلة عادة ألفوها في 2020 وهي متابعة الفعاليات من المنزل. ومن جانبه، قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة: إنه يتوقع أن تصل البلاد إلى قدر من المناعة الجماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع من خلال اللقاحات تكفي لعودة «بعض مظاهر الحياة الطبيعية» بحلول خريف 2021، على الرغم من العقبات التي تواجه المراحل الأولى من طرح اللقاح. وأدلى فاوتشي بهذه التصريحات خلال مناقشة عبر الإنترنت للجائحة مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي أعلن في بداية النقاش أن الولاية رصدت سلالة جديد أسرع انتشاراً من فيروس كورونا وهي السلالة التي ظهرت في بريطانيا في البداية، وذلك بعد يوم من توثيق ظهور أول حالة أميركية معروفة بالسلالة الجديدة في كولورادو. وقال: إنه يتوقع أن تصبح التطعيمات متاحة على نطاق واسع لعامة الناس بحلول أبريل المقبل. ومن سيدني إلى روما، تابع المواطنون عروض الأسهم النارية والمفرقعات والحفلات المباشرة على الإنترنت أو التلفزيون، هذا إذا لم يتم إلغاؤها برمتها. وحلت الساعات الأولى من عام 2021 والمرتقبة بشدة في دولتي كيريباتي وساموا بالمحيط الهادئ الساعة 10,00 ت غ، فيما كانت جزيرتا هاولاند وبيكر، غير المأهولتين، آخر المناطق التي تستقبل العام الجديد بعد 26 ساعة على ذلك. ومع أن جزر المحيط الهادئ بقيت بمنأى عن أسوأ تداعيات الوباء، إلا أن القيود المفروضة عند الحدود ومنع التجول وتدابير العزل والإغلاق جعلت ليلة رأس السنة مختلفة هذا العام. ومن فرنسا إلى لاتفيا والبرازيل، انتشر عناصر من الشرطة وفي بعض الأحيان عسكريون، للسهر على احترام حظر التجول أو حظر التجمعات بأعداد كبيرة. وفي لندن التي تعاني من أسوأ الأضرار، أحيت المغنية ومؤلفة الأغاني الأميركية باتي سميث البالغة 74 عاما، حلول العام الجديد بتكريم عمال الخدمات الصحية الوطنية الذين قضوا بوباء «كوفيد- 19»، في عرض يبث على شاشة في ساحة بيكاديلي وبالبث التدفقي على يوتيوب. وتعتبر نيوزيلندا الخالية من الفيروس، من الأماكن التي أمكن فيها للمواطنين الاحتفال من دون الاستعانة بشاشة مع تنظيم الكثير من المدن عروض الأسهم النارية وسط تدابير محدودة. والمخاوف من تداعيات الاحتفالات واسعة النطاق، وتبرز مؤشرات كبيرة عن أن سلالات جديدة من الفيروس يمكن أن تجعل الأشهر المقبلة أكثر صعوبة. وفي تمنياتها بمناسبة العام الجديد نبهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المواطنين إلى أن أزمة فيروس كورونا المستجد «التاريخية» يمكن أن تستمر في 2021 حتى مع الأمل الذي تحمله اللقاحات. وفي البرازيل التي سجلت أكثر من 193 ألف وفاة بكوفيد- 19 ما يجعلها ثاني أكثر الدول المتضررة بالوباء في العالم، تنتظر الفرق الطبية الخائفة موجة جديدة. وفي الأيام الأخيرة امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر أشخاصا من دون كمامات أو أقنعة يستمتعون بقضاء أمسية في الخارج، كما عرضت القنوات التلفزيونية مشاهد لعناصر من الشرطة وهم يغلقون المطاعم المليئة بالرواد. وقال عالم الأحياء الدقيقة في جامعة «ساو باولو لويز» غوستافو دي ألميدا: إن «الوباء بلغ ذروته بين مايو يوليو، حين لم تكن هناك الكثير من التنقلات واعتنينا بأنفسنا أكثر، والآن ثمة الكثير من الحالات والناس يتصرفون كما لو لم تكن هناك جائحة».
مشاركة :