تنتشر المعلومات المضللة بشأن لقاح كورونا ونظرياتُ المؤامرة المحيطة به عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، رغم التطمينات التي تعلنها الجهات الصحية العالمية عن أهمية ومدى الأمان في اللقاح. الحملات المناهضة ازدادت حدتها مع بدء حملات التطعيم، ما أجبر شركة "تويتر" على التأكيد أن حذف التغريدات الجديدة التي تقدم مزاعم كاذبة أو مضللة حول اللقاح سيكون مطلوبا من المستخدمين. فقبل بلوغه عامه الأول، حمل فيروس كورونا المستجد كنية إضافية وهي "كورونا المتحور".. حيث تملك الخوف العالم من جديد، رغم توصل اجتهاد العلماء إلى لقاحات وصفتها "منظمة الصحة العالمية" بالمأمونة والفعالة. تصريح بث الطمأنينة واستبشر العالم خيرا بإمكانية احتواء الوباء، وبدأت بالفعل حملات التطعيم تتنتشر، لكن سبقتها في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات صحية عن الفيروس واللقاحات وصفها أطباء بالمضللة. فأشارت دراسة لمجلة "رويال سوسايتي أوبن ساينس" Royal Society Open Science البريطانية، أن جزءا لا بأس به من مواطني بعض الدول يؤمنون بنظريات المؤامرة المتعلقة بوباء كورونا. كما كشفت الدراسة أن 22% ممن استطلعت آراؤهم في المكسيك يعتقدون بصحة فكرة خاطئة مفادها إن الوباء "جزء من خطة لفرض التلقيح العالمي". هذا بالإضافة إلى استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي في 15 بلدا، كشف انخفاض نسبة الأشخاص المستعدين لتلقي اللقاح في شهر نوفمبر، مقارنة مع النسبة التي سجلت في شهر أغسطس الماضي. الباحثة رينيه ديريستا، من جامعة ستانفورد، قالت: "بمراقبة الحركات المناهضة للقاحات على الإنترنت، وجدنا أن تلك المجموعات نشطت بشكل ملحوظ منذ بداية جائحة كورونا". ففي الولايات المتحدة وبريطانيا على سبيل المثال، قالت ما نسبته 30% في استطلاعات الرأي الأخيرة إنهم سيترددون في تناول أو رفض القاح، ما جعل باحثون يحاولون تسليط الضوء على الأسباب، فوجدوا أن: *السبب الأول هو الراحة.. هناك أعداد من الاشخاص يتفادون الطوابير الطويلة وكذلك متطلبات الأوراق والعقبات الإدارية. *السبب الثاني هو الرضا عن النفس فيما يتعلق بالأمراض.. حيث يميل الكثير من الناس إلى الاعتقاد بأن مخاطرهم الشخصية الصحية منخفضة وبالذات فئة الشباب. *السبب الثالث يتعلق بمدى ثقة الجمهور في أمان اللقاح وسلامته.. وكذلك في دوافع وكفاءة من يقف وراءه.أما "منظمة الصحة العالمية"، فوضعت مسألة تجاهل الحصول على اللقاحات بين عشرة قضايا تهدد الصحة العالمية في 2021.
مشاركة :