نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية بفرع ثقافة السويس، ففي بيت ثقافة الزيتيات أقيمت امس محاضرة بعنوان "الهجرة الغير شرعية - تعريفها - وأسببها - وخطورتها" حاضرتها د. حنان الأمير. وتحدثت الأمير أنه يشهد العالم في الوقت الراهن كثيرًا من التطورات والتغيرات المتلاحقة، وذلك في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي أفرز العديد من الظواهر السلبية ذات التأثير على بناء الدولة والمجتمع، والتي تحولت إلى ظواهر جديرة بالدراسة في المجتمع الدولي، وفي ضوء ذلك ظلت ظاهرة الهجرة على امتداد التاريخ الإنساني، تستجيب لتطلعات الأفراد في مناطق مختلفة من العالم، نحو تطوير حياتهم وتغيير ظروفهم لحياة أفضل، وقد تراجعت حدّة الهجرة مع توجّه الدول إلى فرض التأشيرات ومراقبة الحدود، حيث بدأ الحديث عن هجرة قانونية وأخرى غير قانونية خلافًا للمواثيق الدولية الداعمة لحرية التنقل واللجوء، وبرغم التحولات التي شهدها العالم، ويلاحظ أن الهجرة تحوّلت في عصرنا الحالي إلى معضلة، سواء بالنسبة للدول المصدرة أو الدول المستقبلة، وذلك من منطلق تداعياتها وانعكاساتها المختلفة على الطرفين، حيث عرفت ظاهرة الهجرة غير الشرعية في منطقة المتوسط تطورًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفعل الأزمات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا، لذا فإن الهجرة غير الشرعية ظلت نتيجة طبيعية لحالة المنع وغلق الأبواب أمام الهجرات الشرعية باتجاه الدول المتقدمة، فالسياسات التي تتبعها الدول الأوروبية في هذا المجال كان لها آثار عكسية، إذ ساهمت في فتح المجال أمام التهريب عبر الحدود الهجرة غير الشرعية، من خلال أشخاص يتاجرون في البشر من أجل تحقيق مكاسب مادية.وتابعت: إن الهجرة غير الشرعية قد تتعدى حدود الدولة، بل قد يكون لها أطراف كالدولة المصدرة لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، والدولة المستقبلة لهم، ودولة العبور ترانزيت التي يمر المهاجرون فيها بغية الاستقرار في الدولة المقصودة، وتكمن أهمية الموضوع، في الهجرة غير الشرعية باعتبارها ظاهرة جديدة على الساحة الدولية، وذلك لأنها تفرض نفسها كمشكلة ذات أهمية كبيرة، تستدعي أن يكون لها حيزًا كبيرًا في التشريعات الدولية والوطنية، كونها تمس المجتمع الدولي بكاملة، بالإضافة إلى تباين التشريعات الدولية والوطنية المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، باعتبارها شكلًا من أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
مشاركة :