دير جرير الفلسطينية.. مشاهد تعيد للأذهان انتفاضة الحجارة

  • 1/2/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مشاهد الاحتجاجات ضد الاستيطان في بلدة دير جرير وسط الضفة الغربية المحتلة، تعيد للأذهان انتفاضة الحجارة الفلسطينية عام 1987 ** المسن الفلسطيني سعيد عرمة الذي يعمل سائق حافلة للأناضول:ـ نرفض الاحتلال ومحاولاته للاستيلاء على منطقة جبل الشرفة التي يخطط لإقامة بؤرة استيطانية فيهاـ الدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض ولن نقبل بحفنة رعاع من المستوطنين أن ينتزعوا أرضنا مناـ انتفاضة الحجارة تكررت أحداثها اليوم لتصبح من الذكريات الجميلة التي تبعث الأمل بوجود رغبة للمقاومة** رئيس المجلس المحلي لبلدة دير جرير أيمن علوي للأناضول:ـ الأهالي يخرجون كل جمعة رفضا لوجود بؤرة استيطانية على أراضيهم ورسالة المحتجين واضحة للقريب والبعيدـ أهالي دير جرير كبارها وصغارها، يرفضون البؤرة الاستيطانية وسيقاومون حتى إزالتهاـ الأرض المستهدفة بالاستيطان ذات موقع استراتيجي وتقدر بآلاف الأمتار وتم استصلاح أغلبها وكلفت آلاف الدولارات على طريقتها الخاصة، استقبلت بلدة دير جرير الفلسطينية، شمال شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، العام الجديد بمشاهد تعيد إلى الأذهان انتفاضة الحجارة عام 1987. بشيبها وشبانها، خرجت البلدة لمواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن أراضيهم ومزارعهم في منطقة جبل الشرفة، التي يخطط الاحتلال لإقامة بؤرة استيطانية فيها. وقبيل اندلاع المواجهات، كان الفلسطينيون قد احتشدوا لأداء صلاة الجمعة في أراضيهم المهددة، وما أن أنهوا صلاتهم حتى دفعت قوات الاحتلال طائرات مسيرة وجيبات عسكرية لإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، التي أغرقت بها المحتجين والصحفيين. في المقابل، رد الفلسطينيون على الاعتداءات الإسرائيلية بالحجارة، وانتشروا في السهول والأودية، متخذين من الصخور وألواح الحديد سواتر للحماية. وأصيب الجمعة، 16 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات دير جرير، جميعها عولجت ميدانيا. ** شباب وشيوخ وخلال أحداث اليوم، وقعت مشاهد غير معتادة ومختلفة عن المواجهات التي تشهدها الضفة، سواء من حيث المشاركين في الاحتجاجات أو أدوات الاحتلال في قمعها. إذ حضر مقنعون بالكوفية الفلسطينية، يحملون النبال والمقاليع (أدوات توضع بها حجارة لإلقائها إلى أبعد مدى)، بينهم مسن يرتدي الكوفية والعِقال والزي الفلسطيني التقليدي "القمباز"، كان يصوّب حجارته نحو جنود الاحتلال. المسن الفلسطيني الحاج سعيد عرمة "أبو العبد"، الذي يعمل سائق حافلة بإحدى مدارس البلدة، يقول للأناضول، إن "الدافع للمخاطرة بنفسه هو رفض الاحتلال ومحاولاته للاستيلاء على أراضي البلدة". ويضيف أبو العبد (51 عاما): "العمر واللباس لا تأثير لهما على من يريد رفض الاحتلال، الدافع لمشاركتي وطنيٌّ، والدفاع عن الأرض هو دفاع عن العرض، لن نقبل بحفنة رعاع من المستوطنين أن ينتزعوا أرضنا منا ونحن هنا". ** لا تفريط بالأرض ويوضح أبو العبد أنه يرتدي الزي التقليدي باستمرار ويرفض التخلي عنه حتى في المواجهات، مضيفا: "لا أشعر بالخوف على الإطلاق، ولو كنت خائفا لما ذهبت إلى هناك". ويرى أن "الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، تكررت أحداثها اليوم"، لافتا إلى أنه "من الذكريات الجميلة، التي تبعث الأمل بوجود نَفَس (رغبة) للمقاومة". ويشدد على أن "وقفة أهالي البلدة الموحدة ستعيد لهم أرضهم، وسيُفشِلون محاولة إقامة البؤرة الاستيطانية"، مشيرا إلى تجربة سابقة أفشلوا فيها إقامة بؤرة أخرى. ويعرب عن أمله أن "تتوحد الفصائل الفلسطينية، وأن تكون صفا واحدا، وبندقيتها واحدة تجاه عدو واحد". وفي ختام حديثه، لم ينس أبو العبد أن يتوجه برسالة إلى جيل الشباب قائلا: "نشد على أيديكم أن تحافظوا على وطنكم وأرضكم، فالأرض فوق كل شيء، لن نفرط بالأرض نهائيا، قد يكون البعض في حالة سبات، لكنه سيصحو في النهاية". ** شيخ المجاهدين من جهته، يعلق رئيس المجلس المحلي لبلدة دير جرير أيمن علوي، على مشاركة المقاوم المسن بالاحتجاجات: "أبو العبد من جيل الانتفاضة الأولى، ومن الناس الذين لهم باع طويل في مواجهة الاحتلال". ويصف علوي، للأناضول، أبو العبد، بأنه "شيخ المجاهدين، ورمز من رموز المقاومة الفلسطينية". وبحسب علوي، فإن "أهالي البلدة، يخرجون كل جمعة رفضا لوجود بؤرة استيطانية على أراضيهم، وتزامنت هذه الجمعة مع الذكرى الـ56 لانطلاق حركة فتح، التي دعت للمشاركة في الفعالية". ويضيف أن "رسالة المحتجين واضحة للقريب والبعيد، والعدو على وجه الخصوص، وهي أن أهالي دير جرير كبارها وصغارها، شبابها وشيبها، يرفضون البؤرة الاستيطانية وسيقاومون حتى إزالتها". ويشير إلى أن الأرض المستهدفة بالاستيطان "ذات موقع استراتيجي وتقدر بمئات الدونمات (الدونم = 1000 متر)، وتم استصلاح أغلبها، وكلفت مئات آلاف الشواكل (الدولار = 3.21 شواكل إسرائيلية)، ويتردد أهالي البلدة عليها باستمرار". ويُقدر عدد سكان بلدة دي جرير بنحو 6 آلاف نسمة، وتبعد عن مدينة رام الله حوالي 12 كيلومترا. وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، شرع مستوطنون في إقامة بؤرة استيطانية، بمنطقة جبل الشرفة، عبر نصب معدات وخيام على قمة الجبل، بحماية الجيش الإسرائيلي وشرطته. وعادة ما ينظم فلسطينيون كل جمعة، مسيرات مناهضة للاستيطان، في عدد من القرى والبلدات بالضفة الغربية. وتشير إحصاءات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن بمستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :