5 كتب تقرأ العالم

  • 1/2/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جيمس ستافريديس في كل مرة أزور فيها بلداً في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حين كنت قائداً أعلى لقوات التحالف، حاولت قراءة كتاب يمكنه مساعدتي في فهم تاريخ وثقافة وروح هذا البلد. قد يكون الكتاب رواية لكاتب قومي أو تأريخاً أو عملاً أدبياً عن التاريخ. فهل بوسع المرء فهم فرنسا حقاً دون قراءة «ألبير كامو» و«جان بول سارتر»؟ ولفهم روسيا، بما في ذلك عقلية فلاديمير بوتين، أضاءت لي أعمال بوشكين ودستويفسكي وتولستوي، وقبلهم جميعاً جوجول، الطريق أكثر مما فعلت معظم تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. أيه.)، مع كامل الاحترام الواجب للوكالة. 1- «الخريطة الجديدة: الطاقة والمناخ وصدام الأمم» مع انتهاء عام 2020، أود تقديم خمسة كتب ساعدتني على فهم عالم مرتبك في العام الماضي. دعنا نبدأ بنظرة شاملة على بعض من أهم التوجهات العالمية، وهذا يتمثل في كتاب «الخريطة الجديدة: الطاقة والمناخ وصدام الأمم» من تأليف المحلل الفائز بجائزة بوليتزر دانيال يرجين. وكتاب يرجين صادر عام 1990 وهو عن صناعة النفط، وهو نص أساسي لدارسي العلاقات الدولية في الجامعات. ولا أخفي هنا أن «يرجين» زميل لي في شركة كارلايل جروب للأصول الخاصة. وبالمناسبة، مازال العالم يعتمد على النفط والغاز والفحم بواقع 80% من مصادر الطاقة، وهي النسبة نفسها تقريباً حين نشر يرجين كتابه قبل 30 عاماً، لكن هناك أموراً أخرى كثيرة تغيرت. وفي «الخريطة الجديدة»، يغزل «يرجين» التحليل الجيوسياسي بالطاقة والمناخ. ولنأخذ على سبيل المثال دراسته لمطالبات الصين بحقوق في مناطق من بحر الصين الجنوبي. ففي هذه المنطقة البحرية الشاسعة، هناك مخزون هائل من النفط والغاز وما يقرب من 40% من الشحن في العالم ومياه دافئة وصيد جائر ومنافسة عسكرية تتزايد خطورة بين الولايات المتحدة والصين. ويتحدث يرجين عن الحاجة إلى التحول لمصادر خضراء أخرى للطاقة، لكنه يشير إلى مدى صعوبة تحقيق هذا. ويتحدث أيضاً عن الكيفية التي ستلون بها المنافسة، وربما الصراع، بين الصين والولايات المتحدة في العقدين المقبلين. وهذا الكتاب لا بد أن يقرأه فريق الرئيس المنتخب جو بايدن. 2- «المبشرون» الكتاب الثاني القوي هو«المبشرون» وهو رواية عن كولومبيا، من تأليف «فيل كلاي». وفاز «كلاي»، وهو مقاتل مخضرم، بجائزة الكتاب الوطنية، عام 2014، عن كتابه «إعادة نشر القوات»، وهو مجموعة قصص قصيرة عن حرب العراق التي شارك فيها ضمن قوات مشاة البحرية الأميركية. أما في كتاب «المبشرون»، فيقدم الكاتب رؤاه عن التدخل الأميركي الذي يفترض أنه ناجح في كولومبيا على مدار عدة عقود. ويمكنني الإقرار بالدقة القاتلة لوصف «كلاي» لأنني قضيت ثلاثة أعوام قائداً للقيادة الجنوبية، مسؤولاً عن الدعم الأميركي للجيش الكولومبي. وترسم الرواية السنوات الخمسين المريرة من الحرب ضد القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وهي جماعة ماركسية مسلحة. وتتضمن الرواية وجهات نظر راسخة، وإن تكن نوعاً ما ساذجة، لصحفية أميركية ومتعاقد أميركي عمل كواسطة مع الجيش الكولومبي واثنين من متمردي «فارك» وضابط من الجيش الكولومبي. ولا يوجد فائزون واضحون في الحكاية، وفي النهاية يجد القارئ نفسه في شك مريب من التدخل الأميركي. هل كان الهدف هو حشد طائفة من المؤمنين حقاً بفوائد سياسة خارجية تدخلية؟ وهذا سيكون سؤالاً محورياً للإدارة الجديدة، وكتاب «المبشرون» قد يساعد المسؤولين في فهم ما ينطوي عليه الأمر من كلفة. 3- «الأميركيون الهادئون» من الكتب المهمة أيضاً في عام 2020، كتاب سكوت أندرسون عن تأسيس (سي. أي. أيه) وهو بعنوان «الأميركيون الهادئون: أربعة عملاء من سي. أي. أيه. في فجر الحرب الباردة- مأساة في ثلاثة فصول». ففي ظل كفاحنا من أجل العثور على وجهة لمساعي بلادنا في التجسس في هذه الحقبة من المنافسة، من المجدي أن ننظر إلى الخلف بشأن الطريقة التي قمنا بها بالمهام نفسها في أوقات الشيوعية. وهناك أربع شخصيات رائعة، من بينهم شخصية إدوارد لاندسديل الأسطورية. ونطالع في الكتاب نجاحات وإخفاقات الأيام الأولى لوكالة الاستخبارات. وهذا كتاب عن العثور على بوصلة أخلاقية مع النجاح في مهمة حيوية، وهو توازن لم تحققه الولايات المتحدة بعد. من المؤكد أن إدارة بايدن ستصارع هذه التحديات في الشؤون الجيوسياسية والاستخباراتية، وأيضاً في جبهات جديدة مثل العالم السيبراني والفضاء والتكنولوجيا الحيوية. 4- «الحرب: كيف يشكلنا الصراع» ثم هناك النظرة الواسعة للمؤرخة المخضرمة مارجريت ماكميلان على الصراع والروح البشرية في كتاب «الحرب: كيف يشكلنا الصراع». والكتاب يطرح سؤالاً: لماذا مثلت الحرب سمة حاسمة للحياة البشرية على الأرض؟ وتعتمد ماكميلان على التاريخ والنظرية السياسية والأدب والأنثروبولوجي والبيولوجي، وغير ذلك كثير من مجالات الدراسة، في السعي للإجابة على ما يمثل سؤالاً وجودياً للبشرية على عدة أنحاء. فلماذا يفتننا قتل بعضنا البعض على نطاق واسع؟ ماذا يكلفنا الأمر؟ وكتاب مثل هذا قد يعلمنا كيف نغير هندسة ظاهرة الحرب بشكل أساسي ونتفادى الخراب في المستقبل. أو دعنا نتشبث بهذا الأمل. 5- «لنجعل روسيا عظيمة مرة أخرى» أخيراً، لأن كل قائمة كتب تتضمن عادة عملاً تهكمياً، فأنا أقدم لكم كتاب كريستوفر بكلي المضحك «لنجعل روسيا عظيمة مرة أخرى». وبكلي هو المؤلف اللامع لكتاب «شكراً لك على التدخين»، وغيرها من الروايات الأخرى. وبكلي، في كتابه الجديد، يلهب الإدارة الحالية بالنقد التهكمي الشديد. ومن المفترض أن مؤلف الكتاب هو سابع مسؤول يتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة دونالد ترامب (الواقع أن عدد من تولوا المنصب في عهد ترامب قريب من هذا). والمسؤول (المؤلف) ظل موالياً بشكل مستغرب لرئيسه السابق، رغم أنه يكتب من سجن يقضي فيه عقوبة على ما اقترفه أثناء مهمته في البيت الأبيض. وعلى خلاف كتب مذكرات كثيرة غير مرحة نُشرت عن ترامب هذا العام، جعلتني هذه الرواية أضحك كثيراً وأتعجب في النهاية مما أصبحنا نقبله باعتباره أمراً عادياً. ويتضمن هذا الكتاب إجابة على أحد الألغاز القليلة التي مازالت قائمة حول ترامب. فلماذا مازال ترامب يطري على فلاديمير بوتين بشكل ملحوظ؟ وإجابة «بكلي» مضحكة للغاية. لكن بعد عام 2020، نحتاج حقاً إلى الضحك. جيمس ستافريديس: أدميرال أميركي متقاعد والقائد الأعلى السابق للناتو - العميد الفخري لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس الأميركية - يرأس مجلس مستشاري مجموعة «مكلارتي أسوشيتس» للاستشارات الدبلوماسية.

مشاركة :