حذر بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية الكاردينال بشارة الراعي اليوم (الجمعة) من "انهيار كامل وإفلاس " في البلاد جراء عرقلة تشكيل الحكومة "لأجل حسابات آنية ومستقبلية". وقال الراعي في عظة ألقاها خلال ترؤسه صلاة بمناسبة السنة الجديدة أنه "لا يحق لأحد أو لأي فريق من الجماعة السياسية، أكانوا معنيين مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، أن يعرقلوا تشكيل الحكومة من أجل حسابات ومصالح آنية أو مستقبلية. وأشار إلى أنه "مضى أكثر من 70 يوما على تكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة، فيما يسير لبنان سريعا نحو الانهيار الكامل والإفلاس". واعتبر أن الفراغ الحكومى له تداعيات مدمرة على البلاد أخطر من فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي الذي هدم نصف العاصمة وتسبب بوقوع مئات الضحايا وتشريد آلاف العائلات المشردة. ورأى أنه "من المعيب أن تبدأ السنة الجديدة من دون أن تكون الحكومة مؤلفة ومنكبة على العمل ، ومعيب أيضا على المعطلين التعاطي بالشأن اللبناني كأنه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى". وأكد أنه "على القوى السياسية أن تتذكر أن تشكيل الحكومة هو واجبها الأول والأساسي ومبرر وجودها". ويستمر ملف تشكيل حكومة جديدة في لبنان متعثرا منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي وبعد اعتذار سفير لبنان في برلين مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة في 26 سبتمبر الماضي. وكان عون كلف سعد الحريري في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة إلا أن الحريري لم يتمكن حتى الأن من تشكيل الحكومة في ظل خلافات بين القوى السياسية على توزيع الحقائب السيادية، إضافة إلى خلافات تتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي. وسلم الحريري الرئيس عون في 9 ديسمبر الجاري تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين لكن عون قدم بالمقابل طرحا مقابلا حول التشكيلة مما دفع بالحريري في 14 ديسمبر الى تحميل عون المسؤولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة بطرح "تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية" وبينها "التيار الوطني الحر" التابع لعون. ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع شح العملة الأجنبية وانهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة. وفاقم الوضع في لبنان تداعيات تفشي مرض (كوفيد-19) وانفجار مرفأ بيروت بسبب 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" المخزنة من دون وقاية مما أوقع نحو 200 ضحية و6500 جريح ، إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار.
مشاركة :