أدانت القاهرة، اليوم (الخميس)، تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي التي تطرق فيها للشأن الداخلي المصري، واعتبرتها "تجاوزا سافرا". وقالت الخارجية المصرية، في بيان إنه "تعقيبا على ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، والذي تطرق للشأن الداخلي المصري، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ على إدانة هذه التصريحات التي تعد تجاوزا سافرا، وغير مقبولة جملة وتفصيلا". وأضاف المتحدث المصري، أن هذه التصريحات "تمثل خروجا فجا عن الالتزامات الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، الذي ينص بوضوح في مادته الرابعة على التزام الدول الأعضاء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وتعد خروجا عن القيم الأفريقية العريقة التي تزكي الإخاء واحترام الآخر". وشدد حافظ، على أن "مثل هذا التهجم على الدولة المصرية والتجني في تناول شؤونها الداخلية لا يمثل سوى استمرار لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخليا وخارجيا، في حين أن مصر آثرت الامتناع دوماً عن التطرق بأي شكل للأوضاع والتطورات الداخلية في أثيوبيا". ورأى أنه "كان من الأجدر على المتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية في بلاده، التي تشهد الكثير من النزاعات والمآسي الإنسانية.. فضلا عن الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي، بما في ذلك ما يشهده الشريط الحدودي مع السودان مؤخرا من أعمال عسكرية وتوتر متصاعد". وكانت الخارجية المصرية، قد استدعت أمس الأربعاء القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، لتقديم توضيحات بشأن هذه التصريحات. ووجه المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، في مؤتمر صحفي أخيرا انتقادات شديدة لمصر في ملف سد النهضة، وتطرق للشأن الداخلي المصري. وجاءت تصريحات المسؤول الإثيوبي قبل أيام من اجتماع الأحد القادم بين بلاده ومصر والسودان حول السد، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. وسيكون هذا الاجتماع الأول بعد توقف المفاوضات لمدة شهر كامل إثر مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض. وتتمثل النقاط الأساسية العالقة في الجانب الفني للمفاوضات في "تعريف منحنى التشغيل المستمر لسد النهضة"، و"إعادة ملء سد النهضة في فترات الجفاف في المستقبل، والتصريفات في سنوات الجفاف الممتد". وفيما يتعلق بالنقاط العالقة في الجوانب القانونية، فتتمثل في "مدى إلزامية الاتفاقية.. وآلية فض النزاعات". وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا. وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا. وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب. ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.
مشاركة :