حتى مع الشعبية المتزايدة للهواتف والأجهزة اللوحية في الأعوام الأخيرة، كان المستخدمون يميلون أكثر إلى استخدام أجهزة الحاسوب الشخصية للعمل أو الدراسة من المنزل في الأشهر العديدة الماضية بسبب جائحة كوفيد -19، الأمر الذي يعطي مؤشرا للتوقعات حول استمرار نمو الطلب على الحواسيب المحمولة والمكتبية خلال العامين المقبلين على أقل تقدير.وأشارت تقديرات شركات صناعة الأجهزة إلى أن الطلب العالمي على الحواسيب المحمولة والمكتبية في عام 2020 وصل إلى مستوى غير مسبوق للمرة الأولى منذ في عام 2007، ولا يزال المصنعون على بعد أشهر من تلبية الطلبات المعلقة، حيث أدى التعلم والعمل عن بعد إلى قلب سوق أجهزة الحواسيب رأسا على عقب خلال الجائحة التي مر بها العالم.وأدى ذلك إلى زيادة مبيعات الهواتف الذكية مع زيادة الاهتمام بالأجهزة الأكبر حجما، التي أصبحت فكرة لاحقة لأجهزة آيفون وأندرويد على مدار العقد الماضي، و قالت شركة أيسر لتصنيع الأجهزة إن سلاسل التوريد بأكملها تعرضت للتوتر بشكل لم يسبق له مثيل، وتجاوزت الشحنات العالمية السنوية من الحواسيب الشخصية، وهو المصطلح الذي يمثل الحواسيب المحمولة والمكتبية، نحو 300 مليون في عام 2008 وانخفضت أخيرا إلى 250 مليون، ويتوقع بعض المحللين أن ينتهي عام 2020 عند نحو 300 مليون شحنة، بزيادة بنحو 15 في المائة عن العام الماضي.وتشهد الأجهزة اللوحية النمو الأسرع، وقد تصل الحواسيب والأجهزة اللوحية المستخدمة إلى 1.77 مليار بحلول نهاية عام 2021، ارتفاعا من 1.64 مليار في عام 2019، وذلك وفقا لشركة الأبحاث Canalys، وقال المحللون إنه من الصعب الحصول على المكونات، بما في ذلك الشاشات والمعالجات، وذلك في ظل وجود عديد من المصانع التي جرى إغلاقها بسبب الجائحة، الأمر الذي سيجعل بعض الحواسيب التي ستطرح في الأسواق في الأشهر القليلة المقبلة الاحتياجات الجديدة.وتتميز أجهزة الكمبيوتر التي سيتم إطلاقها قريبا بالكاميرات ومكبرات الصوت الأفضل لعقد مؤتمرات الفيديو، وتحتوي مزيدا من النماذج على شريحة الاتصال الخلوي، ما يساعد المستخدمين الذين يمكنهم الوصول إلى شبكات الجيل الرابع والخامس.وقالت شركة ديل إن نهضة الصناعة قد تجلب قريبا أجهزة تتضمن ذكاء اصطناعيا لتبسيط المهام مثل مزايا تسجيل الدخول الذكي وإيقاف تشغيل الكاميرات في حالات الشبهة والخطر.ويذكر أنه خلال الربع الثالث من عام 2020 شحنت شركات صناعة الحواسيب الشخصية نحو 79.2 مليون حاسوب شخصي في الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بزيادة قدرها 12.7 في المائة مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، وهو أسرع نمو منذ نحو عشرة أعوام، وذلك بحسب تقديرات شركة أبحاث السوقCanalys، وكانت شركة أيسر أكبر مستفيد فردي من هذا الاتجاه في الربع الثالث من 2020، إذ شحنت الشركة نحو 5.6 مليون حاسوب شخصي، وذلك بزيادة قدرها 15 في المائة، التي شملت أجهزة Chromebook التي تعمل بنظام التشغيل Chrome OS التابع لشركة جوجل، في حين أتت شركة لينوفو الصينية في المرتبة الأولى من حيث صناعة أجهزة الحاسوب الشخصي في الربع الثالث شحنت نحو 19.3 مليون حاسوب، وذلك بزيادة قدرها 11.4 في المائة، وسجلت شركة HP الأمريكية نموا بنسبة 11.9 في المائة لتضمن المركز الثاني خلف “لينوفو” بشحن 18.7 مليون وحدة، في حين أن شركة Dell جاءت في المرتبة الثالثة، إلا أنها عانت انخفاضا طفيفا بنسبة 0.5 في المائة في الشحنات عن العام الماضي. وبعد “أيسر”، كانت شركة أبل في المرتبة الثانية من حيث النمو، إذ نمت شحناتها بنسبة 13.2 في المائة.وكانت شركة مايكروسوفت التي يعمل نظام التشغيل ويندوز 10 التابع لها في أكثر من مليار جهاز قد قالت في منتصف عام 2020 إن المستخدمين يقضون أكثر من أربعة تريليونات دقيقة شهريا على نظام ويندوز 10، وذلك بزيادة قدرها 75 في المائة على أساس سنوي.
مشاركة :