يعتبر الطيار العسكري علي بن أحمد البوعينين ، من الشخصيات الرياضية البارزة في مملكة البحرين التي تعمل بصمت وخلف الكواليس في سبيل نهضة ورفعة كرة القدم وتحقيق حلم عشاق الساحرة المستديرة بالتأهل لنهائيات كأس العالم ، من خلال المناصب التي تدرج فيها بدءاً من رئاسة اللجان وأمانة السر ومن ثم الأمانة العامة للاتحاد وصولاً إلى موقعه الحالي نائباً لرئيس اتحاد الكرة البحريني.استطاع خلال الأعوام الأربعة الماضية مع زميل دربه رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة وبقية الأعضاء في قيادة سفينة الكرة البحرينية والرسو بها على شاطئ الأمان من خلال العمل بروح الفريق الواحد فكان الفوز ببطولة غرب آسيا وكأس الخليج، والمنافسة بجدية الأن من أجل حجز مقعد في كأس العالم القادمة , تعجبك أفكاره , له حضور جميل , واثق من نفسه وخطواته محسوبة بدقة.. استضفناه وكان هذا الحوار حول واقع وأفاق الكرة البحرينية فلنقلب أوراقه..*- في تصنيف الفيفا الأخير، وصلت الكرة البحرينية إلى المرتبة «97» عالمياً، هل هو سقف طموحاتكم؟بداية لابد أن أشيد بالدعم الكبير الذي يحظى به الاتحاد البحريني لكرة القدم من جلالة الملك حفظه الله ورعاه وسمو الشيخ ناصر بن حمد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وكذلك سمو الشيخ خالد بن حمد رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية من خلال النشاطين الرسمي وغير الرسمي , وهذا مايفتح الباب لعصر كروي ناهض في البحرين وماتحقق من بطولات في الفترة الأخيرة ماهي إلا ترجمة لهذا الدعم الذي يلقاه الاتحاد البحريني ,من خلال توفير الإمكانيات ووضع الاستراتيجيات والخطط التي تمكنه من الحضور على المستوى الإقليمي والقاري والدولي , الاتحاد البحريني استطاع في فترة وجيزة أن يترجم هذه الرؤى إلى خطط عمل وتحويلها إلى مشروع يصب في مصلحة المنتخبات الوطنية , أما بالنسبة لسقف الطموح فأعتقد أنّ الطموح ليس له سقف لكن الاتحاد البحريني يعمل من خلال الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة التي تمتلكها مملكة البحرين ,هدفنا حالياً التواجد في نهائيات كأس العالم و أن نصل إلى أفضل عشرة منتخبات في قارة أسيا ومن ثم نكسب التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم إن كان في 2022 أو 2026.المنتخب البحريني حظي في فترات سابقة بفرص المنافسة على مراكز متقدمة في أسيا فكان في 2004 رابع آسيا وكذلك 2006 كنّا على أعتاب التأهل لنهائيات كأس العالم وكذلك 2010 والتجربتان تثريان مفهوم العمل وكيفية التأهل للنهائيات ,ووصولنا في الفترة السابقة إلى هذه المراكز يؤسس الى ثقافة رياضية بإمكانية الوصول إلى نهائيات كأس العالم.*- تعيش الكرة البحرينية أيامها الذهبية في عهد الرئيس الحالي علي بن خليفة آل خليفة بعد سلسلة من النجاحات والإنجازات التي حققتموها.. فما الجديد القادم في بيت الكرة البحرينية ؟الاتحاد البحريني يعمل على محورين في نفس الاتجاه وهو رفع مستوى المنتخبات وكذلك الدوري المحلي, فعلى مستوى المنتخبات الوطنية فالاتحاد يسعى لرفع التصنيف الدولي للمنتخب , قبل أربعة أعوام في بداية الدورة الانتخابية كنّا في المركز 127 وخلال أربعة أعوام وصلنا إلى 97 على لائحة الفيفا والطموح مستمر للحصول على تصنيف أفضل , وهذا لن يأتي إلا بتطوير جوانب أخرى في كرة القدم أهمها تطوير الدوري العام المحلي فخلال العامين الماضيين كان هناك عمل كبير يصب في رفع مستوى الدوري من خلال تنظيم المسابقات ودعمها وزيادة الحوافز والمكافآت لتصل أنديتنا إلى المستوى التنافسي إقليمياً وقارياً ورفع مستوى العمل الفني في الأندية, من خلال تطوير عمل القائمين على كرة القدم بتوفير الدورات والتثقيف الفني , واستطاع الاتحاد أن يقيم الكثير من الدورات التدريبية للأندية وللمدربين والإداريين وهناك دورات على المستوى الآسيوي " A , B , C " وكذلك دورات التخصص في اللياقة وحراس المرمى كما تمّ تنظيم دورتين للمدربين المحترفين بإشراف الاتحاد الدولي للعبة شارك فيها عدد كبير من المدربين المحليين ومن الدول العربية والصديقة إضافة إلى أنه أصبح الآن الاتحاد البحريني أحد المراكز الإقليمية للتدريب التي اختارها الاتحاد الآسيوي وكذلك تطوير المنتخبات العمرية التي عملنا عليها خلال السنوات الأربع الماضية والتي هي عصب المنتخب الوطني في نسق فني ومستوى عال , واتجهت بوصلة العمل نحو دعم هذه المنتخبات بالطواقم الفنية وتكثيف مشاركتهم في الدورات والتجمعات بهدف رفع المستوى والوصول إلى نهائيات آسيا , وفي 2009 تأهل المنتخب الوطني تحت 23 ومنتخب الشباب إلى نهائيات كأس آسيا وهذه بداية الاستمرار إن شاء الله , وحرصنا ضمن أهدافنا في هذه الدورة الانتخابية لاستضافة التجمعات الرياضية والبطولات على أرض المملكة ونسعى لاستضافة نهائيات كأس أسيا تحت ال 17 وتحت 23 وتحت 19 وهذا يصب في مصلحة تطوير المنتخبات.*- كيف يتم الاستعداد للمباريات الثلاث المتبقية في الدور الثاني لتصفيات كأس العالم أمام كمبوديا وإيران وهونج كونغ؟بعد فوزنا بكأس الخليج توقف النشاط الرياضي في شهر أذار 2020 وتمّ الاستئناف في أب واستعداد المنتخب يأتي بناء على استعداد الأندية للمنافسات المحلية وهذا العام بدأنا الدوري بشكل مبكر بحيث فسحنا المجال للأندية استكمال ماتبقى من الموسم السابق ونجح الاتحاد في أن يكمل مسابقاته لموسم 2019/2020 وتمّت إقامة تجمع للمنتخب الوطني في تشرين الثاني بإقامة معسكر في الإمارات لعب ثلاث مباريات أمام الإمارات ولبنان وطاجكستان , واستطاع المدرب أن يقف على جاهزية لاعبي المنتخب وهناك تجمع قادم في شهر شباط سيخوض المنتخب مباراة ودية وكذلك في شهر أذار استعداداً لمباراة كمبوديا وتبقى المرحلة الأهم المتعلقة في التأهل خلال حزيران القادم إذا استمر البرنامج كما هو عليه , ونأمل أن نخطف بطاقة التأهل للمرحلة الثانية , منتخبنا يمتلك حظوظاً كبيرة للتأهل نظراً لتصاعد مستوى المنتخب وأدائه وخوضه لمباريات قوية في فترة سابقة ونتمنى له التوفيق في تحقيق مانطمح إليه.*- هل حقق هيليو دي سوزا طموحات الكرة البحرينية؟ وهل سيتم التجديد له؟طموحات الكرة البحرينية كبيرة اليوم , مازلنا في بداية المشوار ولانريد أن نعطي البطولات التي حصلنا عليها زخماً أكبر من حجمها وستكون إحدى الذخائر التي حصل عليها الاتحاد في زيادة خبرته للعب المباريات الهامة والتنافس للوصول إلى النهائيات , هذه الأمور تثري خبرة اللاعب , فهذه محطات استطاع المنتخب البحريني أن يتجاوزها وهي تعطي مؤشراً بأن المباريات القادمة ستكون قوية وتحتاج الاستعداد لها, اليوم , خضنا في التصفيات مباريات قوية أمام العراق ولم يتغلب علينا وإيران التي فزنا عليها وكلها مؤشرات أن اللاعبين باتوا يلمسون الحس التنافسي مع الفرق الكبيرة , سوزا من المدربين المجتهدين يمتلك رؤية وفكراً ولكن أعتقد من سيحقق طموح البحرين هو فريق عمل مكون من طاقم فني وإداري ولاعبين , المدرب إذا لم يمتلك لاعبين لايستطيع تحقيق النتائج الجيدة واللاعب إن لم يمتلك مدرباً يديره بشكل جيد سوف لن يحقق المردود الفني المطلوب , فأنا أعتقد طموحاتنا مع سوزا كبيرة.*- علي بن أحمد البوعينين.. رجل يعمل بعيداً عن الأضواء وما حققته على مدار سنوات طويلة يشهد له الجميع من عمل بهدوء وصمت في حين أن هناك من يحقق البسيط ويملأ الدنيا بالفوضى على ما حققه؟علاقتي بالإعلام ممتازة و نحن لا ننفصل عن الإعلام الذي هو سلطة مهمة في أي عمل ولدينا شراكات مع جميع وسائل الإعلام لكننا نؤمن بأن الظهور الإعلامي يجب أن يحمل رسالة وقيمة تدعم العمل وليس العكس , كما أنّ التواجد في الإعلام يجب أن يكون لهدف ايصال الصوت والاستراتيجيات وعلى أي مسؤول أن يكون متزناً ويدرس ظهوره الإعلامي , المتابع الرياضي اليوم يهمه الاستماع للمسؤول وكيفية التعاطي مع الأطروحات المختلفة فالإعلام يصبح ذا قيمة إن قدّمت فيه مايثري الطرح وهذه الأمور أعتقد أنّ على المسؤول أن يعطيها حقها , مسؤولية الوصول للإعلام هي مسؤولية الطرفين "الوسائل الإعلامية والشخص المسؤول" ,ولكن التسارع في عجله التطور الإعلامي في ال 10 سنوات الماضية خصوصاً مع انتشار المنصات الإعلامية المختلفة أصبح الكل يعمل للظهور.*- دائرة العلاقات العامة والإعلام في بيت الكرة.. عاشت أجمل أيامها في سنوات مضت وكانت مصدر آلهام للجان الإعلامية في اتحادات المنطقة وكذلك كانت مصدراً مهماً للإعلام الرياضي البحريني.. وكانت تقدم في أحد الفترات مواداً وأخباراً دسمة للصحف.. واليوم نجدها غائبة نوعاً ما وتقتصر على الأخبار الرسمية.. ألا تعتقد أن هذا التقصير لأهم الإدارات سينعكس بالسلب لو عادت الصحافة الرياضية بالمملكة من جديد لنشاطها؟الاتحاد البحريني لكرة القدم يمتلك تاريخاً في إدارة العلاقات العامة والإعلام مكنت الاتحاد من الوصول إلى بناء علاقات قوية على المستوى التنفيذي والمسؤولين وكذلك على المستوى الداخلي , ودور العلاقات العامة والإعلام كبير وهي كانت تقود التواصل مع الشركاء الرياضيين واللجان والاتحادات الأخرى وكان لها الدور في إيصال صوت الاتحاد إلى كافة الجهات وهو دور مهم لايستطيع الاتحاد أن يعمل دونها وكان لنا تواجد كبير في فترات سابقة , اليوم ستبقى هذه الإدارة تحظى بأهميتها في الاتحاد ولكن مع تغير الإعلام والاتجاه من عصر الصحافة الورقية إلى الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الذي حقق السبق , والعالم لم تراهن عليه بداية لكننا نراه اليوم يتفوق على الصحافة التقليدية التي بدأت تأخذ مراكز متأخرة سبقتها وسائل التواصل الاجتماعي بأشواط كبيرة بالسرعة وليس بعدم الكفاءة , أعتقد بأنه على الصحافة التقليدية أن تغير من نمط عملها حتى تواكب المتغيرات المحيطة بها وهنا أشيد بخطوة " أنفو سبورت" في صدورها الإلكتروني وسهولة وصولها للجميع وانتشارها الواسع عربياً وعالمياً, المتابع لها تصله في دقائق معدودة يطلع عليها وهذه السرعة في التحول ونقل الخبر والمعلومة ألقت بظلالها على العمل التقليدي , المركز الإعلامي في الاتحاد يقوم بدور إخباري يتواصل مع الشركاء بحيث نواكب هذه التحولات والفترة الجميلة التي قضيناها مع الإعلام التقليدي لن ننساها بسهولة وهي لها طابعها الخاص ومن يدير الموقف في تلك الفترة مازال في الذاكرة , وأعتقد هو مجتهد وشاطر من يتحول مع المتغيرات التي يشهدها الإعلام العالمي وأعود لأشيد "بأنفو سبورت" والقائمين عليها وهذا العمل لم يأتي بمجهود سهل وإنما بعمل كبير لصناعة الخبر وتقديمه في الوقت المناسب.*- كيف تجد المهمة على عاتقك وأنت تقود الاتحاد حالياً وسط ارتباط الرئيس بظروف عملية والذي كلفكم بقيادة هذه المؤسسة الرياضية وسط عمل كبير وملفات كثيرة تنتظر بيت الكرة في المرحلة المقبلة؟دعني أشيد بإدارة الشيخ علي بن خليفة من خلال وجوده على رأس الهرم في الاتحاد البحريني لكرة القدم وحرصه الكبير على تطوير العمل في الاتحاد, وهو يمتلك القدرات والخبرات الإدارية ماتجعله يحقق طموح الكرة البحرينية وهو مهندس لديه المقدرة على تحويل التوجيهات العليا إلى برامج عمل وثقة الرئيس في شخصي فهي محل فخر و اعتزاز ,الشيخ علي بن خليفة زميل درب منذ دخولنا الاتحاد البحريني والعمل فيه وهذا جعل بيننا تناغماً كبيراً في إدارة هذه المنظومة وجودي كنائب يأتي في إطار واجبي بالقيام بادارة العمل بالتنسيق والتشاور مع باقي أعضاء الاتحاد والعاملين فيه لإدارة هذه المنظومة وهي مسؤولية كبيرة تتطلب إدراك حجم وأهمية ودقة تنفيذ هذه الخطط واالبرامج لتحقيق النجاح والوقوف جنباً إلى جنب مع الإخوان الأعضاء ولجان الاتحاد دعمهم لتنفيذ رؤى الاتحاد , ومسؤوليتنا تمتد اليوم إلى مدّ جسور التعاون مع الأندية الوطنية التي تحتاج وقفتنا بما يمكنها من القيام بواجباتها و احتواء جيل الشباب ورعايتهم فعمل الاتحاد بدون هذه الأندية يبقى ناقصاً والحرص على التعاون مع أعضاء الاتحاد والعاملين فيه بشكل أخوي مبني على الثقة والاحترام هو من يقود نجاحات الاتحاد ,العمل الإداري الآن في الاتحاد بأحسن أحواله , اتحاد الكرة اليوم يمتلك جهازاً تنفيذياً جيداً يقوم بعمله وماتحقق خلال السنوات الأربع الماضية من عمل جيد كان بفضل روح التعاون والجماعة.*- هل ستكون المنامة هي العاصمة التي ستحتضن كأس الخليج المقبلة.. وماهي نسبة الفوز بالاستضافة؟البحرين لم تتقدم لاستضافة كأس الخليج بشكل رسمي وسندعم الملف الأفضل , من عنده القدرة على إقامة بطولة تعود بالنفع المادي والمعنوي والتنظيمي ويرفع من قيمة كأس الخليج فنحن معه , مع تمنياتي بالتوفيق للجميع.*- اتحاد الكرة البحريني يدعم ملف استضافة السعودية لكأس آسيا 2027.. فكيف وجدتم ملف السعودية واستعداداتها لهذا الحدث؟السعودية هي إحدى دعائم تطوير كرة القدم في أسيا ,وهي تمتلك تواجداً دولياً على مستوى أسيا والعالم يفوق أقرانها في المنطقة , السعودية كتبت قصة نجاح في نهائيات كأس آسيا متمثلاً بفوزها ثلاث مرات بالبطولة وهذا يجب أن يشفع لها كتاريخ رياضي في إحراز البطولات الآسيوية ووصولها لنهائيات كأس العالم ,كما أنها تمتلك القدرات البشرية القادرة على تنظيم أي حدث رياضي إضافة إلى الإمكانات المادية والمنشآت والحس التنظيمي الذي سيخرج بطولة كأس آسيا بالشكل اللائق, وسنكون دائماً وأبداً جنباً إلى جنب مع السعودية وكل التوفيق لهم.
مشاركة :