الأصل في ريادة الأعمال أنها ممارسة، لكن تلك الممارسة مجدولة بالتطبيق دومًا، بل إنه يمكن القول إن الممارسة أسبق على النظرية؛ سوى أن هذه الأخيرة قائمة ومستقاة من تطبيقات عملية وواقعية، ومن هنا تأتي أهمية الإشارة إلى كتب في ريادة الأعمال لا لترسم لك الدرب _ فكل رائد أعمال حقيق بهذا الوصف عليه أن يشق دربًا فريدًا بنفسه ولنفسه_ وإنما لتفصح لك عن مكنون عقول الآخرين ومآلات تجاربهم. ليس هدفنا إذًا من الإشارة إلى بعض الكتب في ريادة الأعمال إلى أن نقول لك هذا هو الطريق فانهجه، بل على العكس، أن نقول: هذا هو الدرب المألوف فلا تسلكه؛ الريادة فرادة؛ هكذا هي وهكذا نفهمها. إن موضوعًا حول كتب في ريادة الأعمال قد يتسع للكثير من الكتاب؛ خاصة إذا علمنا أن ريادة الأعمال يتم تهيئتها لتكون نمطًا اقتصاديًا بديلًا، وفي أحسن الأحوال يتم التعويل في إصلاح وتجاوز أعطاب النظم الاقتصادية السابقة عليها؛ ولهذا فإن هناك ركامًا نظريًا هائلًا في هذا الصدد. ناهيك عن أن أكثر المتصدين لرصد كتب في ريادة الأعمال يوسعون مفهوم الريادة جدًا؛ ما يضطرهم إلى تضمين كتب ليست متعلقة بصميم ريادة الأعمال، غير أننا، سننتقي في «رواد الأعمال» فقط أشهر 4 كتب في ريادة الأعمال، حريصين على أن تكون لصيقة الصلة بجوهر ريادة الأعمال، كما أننا سنحاول أن تكون هذه الكتب من المؤلفات التي أحدثت فرقًا حقيقيًا على صعيد النظرية أو الممارسة. اقرأ أيضًا: كتاب Rich Dad Poor Dad.. خفايا لعبة المالكتب في ريادة الأعمال إن كنت تتلمس طريقك في ريادة الأعمال، ولم تزل لا تعرف فيها يمينًا من شمال، أو إذا كنت شققت دربك وأصابك نوع من العسر أو الأزمات، فإليك 4 كتب في ريادة الأعمال ستكون عونًا لك وستأخذ بيدك في عالم شديد المرونة والتفلت.1) كتاب الشركة الناشئة المرنة “The Lean Startup” يطرح المؤلف والكاتب ورائد الأعمال إريك ريس؛ في كتابه The Lean Startup أو الشركة الناشئة المرنة الصادر عام 2011، مفهوم المرونة، مطبقًا إياه على الشركات الناشئة على نحو مخصوص. ويتمثل هدف مؤلف أحد أشهر كتب في ريادة الأعمال هنا في محاولة تقديم سلسلة من النصائح، والاستراتيجيات التي تقي الشركات الناشئة من الفشل. وتأتي أهمية المرونة في هذا الصدد من كون انعدامها هو السبب الأبرز لفشل الكثير من المشاريع الناشئة. ووفقًا لهذا الطرح يمكن القول إن منهجية المرونة هي منهجية عملية لإنشاء وإدارة المنشآت الصغيرة والناشئة؛ ابتغاء الحصول على المنتج المطلوب، وإيصاله للعملاء بشكل أسرع. ومن بين الفوائد التي يطرحها هذا المنهج (المرونة): إعطاء رائد الأعمال أو صاحب المشروع الناشئ والصغير المعرفة التي تخبره متى يجب عليه متابعة المشروع، ومتى يتعين عليه إجراء تغييرات على الفكرة الأساسية. وعلى كل حال، فإن المرونة هي الطريقة الناجعة حتى تتمكن الشركة الناشئة من الصمود في وجه كل التغيرات المفاجئة، وما يطرحه المستقبل من مستجدات وظروف. اقرأ أيضًا: كتاب Deep Work.. سبل الخلاص من المشتتاتالمنتج الفعال الأساسي MVP إذا كانت الشركة الناشئة، حسب تعريف Eric Ries؛ عبارة عن “مؤسسة بشرية مصممة لإنشاء منتج أو خدمة جديدة في ظل ظروف من عدم اليقين الشديد”، فلكي تتجنب، كرائد أعمال، أضرار انعدام اليقين هذه عليك أن تجرب كثيرًا جدًا، وأن تجري دراسات وافية ومستفيضة قبل أن تطلق منتجك في السوق بشكل فعلي ونهائي. وهنا يأتي مصطلح المنتج الفعال الأساسي Minimum Viable Product وهو عبارة عن منتج مصغّر للمنتج الأصلي، وينطوي على كل المزايا التي يحملها المنتج الأصلي، والهدف من طرحه في السوق هو استخدامه كمؤشر لمعرفة رد فعل العملاء عليه. ومن ثم تأتي سرعة التعديل، وإعادة الإطلاق مرة أخرى. ويركز كتاب «The Lean Startup»، كما هو واضح، على التجربة والتعلم؛ فالتجربة، لا غيرها، هي السبيل الوحيد للتعلم، وما سواها لن يعدو كونه تنظيرات بلهاء لا تمت للواقع بصلة.دورة: بناء ـ قياس ـ تعلّم إن التعلم هو السبيل الوحيد للنجاح، لكن السبيل الوحيد لهذا النجاح هو التجربة والقياس، وهنا يفصح Eric Ries عن أهم أفكاره، وأكثر التصاقًا بمضمون الكتاب؛ حيث يذهب إلى أن التعلم هو الغاية، لكنه تعلم سريع، ولنتذكر أن السرعة أحد العوامل الأساسية في نجاح رواد الأعمال؛ فما لم تفعله أنت قد يسبقك إليه سواك، وهذا التعلم السريع لن يكون سوى عن طريق إجراء تجارب منضبطة وسريعة أيضًا. وهكذا تكمل بناء ـ قياس ـ تعلّم؛ فأنت تبني منتجًا أوليًا أساسيًا MVP ثم تطرحه في السياق، على أن تكون واعيًا بردات أفعال الجمهور عليه، وأن تقيسها بدقة، وفي النهاية تتعلم الدرس، وتعيد إجراء التعديلات اللازمة؛ حتى يصبح المنتج مناسبًا تمامًا للعملاء الذين تستهدفهم به. اقرأ أيضًا: كتاب Rework.. التخطيط محض تخميناستدامة الأعمال: لا تريد الشركة الناشئة التي تعمل بمنهجية المرونة أن تقدم منتجًا ما، ولا أن تثبت لنفسها والقائمين عليها أنه يمكن إنتاج هذه السلع وتلك المنتجات، وإنما أن تضمن أعمالًا مستدامة، وضمان وجود عملاء حقيقيين بشكل مستمر، وتاليًا، جلب الأرباح بشكل مطّرد. إذن، تركز إدارة الشركات الناشئة، وفقًا للمنهجية التي يطرحها إيريك ريس؛ على الاستدامة، وليس مجرد عملية إنتاج قد لا تدوم طويلًا.التعلم من العملاء: واحدة من بين الاستراتيجيات التي يشدد عليها “إيريك ريس”؛ مؤلف أحد أشهر كتب في ريادة الأعمال؛ لوقاية الشركات الناشئة من الفشل، هي العمل الدائم على التعلم من العملاء، والاستفادة من ردود أفعالهم، خاصة حول المنتج الأولي. تقوم الفكرة الأساسية هنا على طرح منتج أولي لشريحة معينة من العملاء (كما بينا ذلك أعلاه)، ومراقبة ردود أفعالهم، وقياس مدى تقبلهم له، ومدى مساهمته في إشباع رغباتهم. بعد هذه المرحلة، تكون الشركة الناشئة أمام مفترق طرق حقيقي؛ إما أن تستمر في إنتاج هذا المنتج أو ذاك بالطريقة المألوفة، أو التغيير فيها قليلًا أو كثيرًا حسب حاجة العملاء. وإما، وهذا في حالة فشل المنتج في تلبية رغبات العملاء، أن تجري تعديلات هيكلية على مسارها، وفكرتها الأصلية. وعلى ذلك، فإن الشركة الناشئة قد لا تنتهي كما بدأت، وهذا مطلوب وضروري، ولكنها ستجد نفسها مطالبة بالتغيير والتطوير الدائمين، وذلك وفقًا لما تمليه عليها معطيات السوق، واحتياجات العملاء. اقرأ أيضًا: كتاب The Five Dysfunctions of a Team.. لماذا لا تنجح فرق العمل؟2) كتاب فكر تصبح غنيًا “Think and Grow Rich” هذا أيضًا أحد أشهر كتب في ريادة الأعمال والفكرة الأساسية التي يطرحها المؤلف نابليون هيل هي أن أفكار المرء مصدر ثروته وربما شقائه؛ فتحصيل الثروة، حسب مؤلف كتاب «فكر تصبح غنيًا»، لا يتطلب تعليمًا عاليًا، وإنما «إنارة أعمق الحجرات في العقل» والاستفادة منها. ينصحك نابليون هيل، إذًا، بالاشتغال على أفكارك، وتعديلها لتكون مناسبة للنجاح. إن أفكارك مصدر نجاحك وليس مصدر ثروتك فحسب، إذا كنت تريد أن تصبح ناجحًا فغيّر من أفكارك إذًا. ليس الأمر سهلًا كما تظن، إنه يتطلب إعادة هيكلة الدماغ من جديد إن جاز الوصف. فمن العسير أن يغير المرء أفكاره، أو يستبدل العين التي ينظر بها إلى العالم، إن تغيير الأفكار ذاك أشبه ما يكون باقتلاع العين وتركيب عين أخرى جديدة مكانها؛ حتى نتمكن من رؤية العالم من زاوية مختلفة. لا يتعلق الأمر بحالة خداع للنفس، وإنما بالثقة في القدرة على النجاح. حين تسمح لفكرة ما بالسيطرة عليك فالمؤكد أن حياتك كلها ستكون انعكاسًا لهذه الفكرة، ومن هنا تأتي أهمية إعادة النظر في الأفكار المسيطرة على عقولنا: يقول مؤلف كتاب «فكر تصبح غنيًا»: «كل إنسان هو ما هو عليه بسبب الأفكار المهيمنة التي يسمح لها باحتلال عقله». اقرأ أيضًا: كتاب The Power of Now.. التنوير الروحي والمساعدة الذاتيةالرغبة نقطة البداية أو الأهداف التزام يشدد مؤلف أحد أشهر كتب في ريادة الأعمال على أهمية الرغبات والآمال، لكنه يقول، في الوقت ذاته، إن هذه الرغبة ليست سوى نقطة البداية، هي الشرارة الأولى التي من دونها لا يمكن أن يحدث شيء، لكن هي وحدها لا يمكنها أن تفعل شيئًا. المسألة إذًا عند نابليون هيل ذات شقين هما: الشغف والانضباط، فإذا أردت أن تكون ثريًا على سبيل المثال، فإن هذه الإرادة وحدها لن تفيدك في شيء، ولكن ينبغي أن ينتج عن هذه الرغبة انضباط صارم بتحقيقها. الهدف بدون التزام لا جدوى منه، ولن يمكن تحقيقه أبدًا. يقول نابليون هيل: «أنا أؤمن بقوة الرغبة التي يدعمها الإيمان؛ لأنني رأيت هذه القوة تنقل الرجال من الأماكن المتواضعة إلى مواضع القوة والثروة». تغلب الحالمون على عقبات كبيرة. فقام بيتهوفن، مثلًا، بتأليف مقطوعات خالدة رغم إصابته بالصمم، وكان الكاتب ميلتون أعمى، وكانت الكاتبة هيلين كيلر عمياء وصماء. لكنهم أضاءوا بنار الرغبة، وعملوا على أهدافهم وحققوا نجاحًا ملحميًا. اقرأ أيضًا: كتاب «أغنى رجل في بابل».. الثراء على طريقة «أركاد»الإيمان كسلاح ذاتي ماذا تجدي الرغبة إذا لم تكن مؤمنًا بأنك قادر على تحقيقها؟! حين تكون راغبًا في تحقيق الثروة، على سبيل المثال، فأنت بحاجة إلى إيمان جازم بقدرتك على تحقيق أهدافك، هذا الإيمان وحده هو من يستطيع إعانتك على تخطي شتى الصعاب التي ستعترض طريقك. «الإيمان هو نقطة البداية لكل تراكم للثروات». والإيمان، كذلك، سلاح ذاتي سيظل معك على الدوام، طالما أن الفشل محتمل على الدوام، وطالما أن طريق النجاح لا يخلو من العقبات. أول ما تحتاجه لتحقيق الثروة وتحصيل النجاح أن تؤمن بأنك قادر على فعل ذلك. في هذا السياق ينصح «نابليون هيل» بـ «الإيحاء الذاتي»؛ أي أن توحي لعقلك _خاصة أنه يصدق كل شيء_ بأنك قادر على النجاح، وأن لديك من المهارات والقدرات ما يمكّنك من فعل ذلك. إنني أدرك أن كتاب نابليون هيل يبدو نصائحيًا إلى أبعد حد، ومع ذلك لم أستطع إسقاطه من قائمة «أشهر 4 كتب في ريادة الأعمال» لسبب بسيط جدًا، وهو أن المؤلف عليم ومجرب، وأنعم بالنصيحة إذا أتت من مجرب، ناهيك عن أن الذي يبحر في عالم ريادة الأعمال لا بد أن يتسلح بدرع ما تقيه من موج هذا البحر العالي، تلك الدرع هي بالضبط ما يطرحها المؤلف من أفكار. اقرأ أيضًا: كتاب «قواعد السطوة».. أسس السيطرة الناعمة3) كتاب متعة الإنجاز Finish: Give Yourself the Gift of Done الآن أتينا إلى أحب أشهر الـ كتب في ريادة الأعمال إلى قلبي؛ إنه معينك حين لا تجد معينًا. إنه صديق المجتهدين المجدين في عالم مفعم بالكسالى والخاملين؛ فالفكرة التي يطرحها Jon Acuff في كتابه “Finish: Give Yourself the Gift of Done” _أحد أشهر كتب في ريادة الأعمال_ أن العمل الكثيف والجاد، وبالأحرى إنجازه محفز في حد ذاته. إذًا، حين تغادر مكتبك نهاية اليوم، وقد ركبك التعب وتملكك الإعياء، فإن ما أنجزته من أعمال ومهام كثيرة، خلال هذا اليوم، ستمنحك، في المقام الأول، متعة ونوعًا من الفرح بأنك أنجزت كل هذه الأعمال في هذا الوقت القصير، كما أن كثافة الإنجاز تلك ستكون هي الدافع والوقود الذي يدفعك إلى العمل الجاد في اليوم الموالي، وتقديم نتائج أكثر وأعلى كفاءة. اقرأ أيضًا: كتاب Nudge.. ثالوث التحيز والخطأ والاختيارالبدء من النهاية هناك طريقة معينة، أو بالأحرى هناك استراتيجية يقترحها Jon Acuff؛ صاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، لإنجاز الأهداف الكبار، وهي تلك التي تدعونا إلى النظر للنهاية وأن نحصّل من هذه النهايات ومن تلك النتائج التي سنتوصل إليها طاقة كبيرة تدفعنا إلى العمل وتحثنا عليه. من بين أهم الأشياء الأكثر استبصارًا، التي يطرحها Jon Acuff؛ هو أنه لا مانع من تقبل الفشل بل الاستمتاع به أحيانًا طالما كان فشلنا الحالي بمثابة محطة نتزود منها للسير إلى الأمام، وإلى إنجاز ما علينا من مهام. البداية ليست كل شيء، والخطوة الأولى حتى وإن كانت مهمة لكنها ليست الأكثر أهمية، وإنما الأهم من هذه البداية هو أن نتابع عملنا، أن نستمر، فالاستمرار هو معيار النجاح، وهو الآلية المثلى للوصول إلى الأهداف والمهام، وطالما أننا نسير وفق خط زمني معين فالمؤكد أننا سنصل إل أهدافنا. لا تفكر في النهايات الكبرى، فعلى صخرة الكمال تتحطم الكثير من الطموحات والآمال الكبيرة، بل، وهذا ما يوصيك به Jon Acuff، عليك أن تُقسّم مهامك الكبيرة إلى مجموعة صغيرة من المهام، والتي من السهل إنجازها، حتى إذا أنجزتها استطعت الحصول على متعة الإنجاز التي يتحدث عنها Jon Acuff في كتابه “Finish: Give Yourself the Gift of Done”. اقرأ أيضًا: كتاب Creative Living.. دربك نحو السعادةلا مانع من الفشل إذا كان الرجل يتحدث عن إنجاز الكثير من الأهداف والطموحات الكبار، ويحاول أن يمدك بتلك الدافعية الكبرى التي ينطوي عليها فعل الإنجاز ذاته، فإنه لم ينس، بطبيعة الحال، أنك لن تنجح منذ المرة الأولى، وإنما ستفشل مرة ومرات، لا مانع في هذا طالما أنك على الدرب تحاول. وهو يحذرك _أنت الراغب في الإنجاز والقيام بالكثير من المهام_ من نشدان الكمال، لا يسعى إلى الكمال إلا الواهمون، الكمال وهم لا ينتمي إلى الواقع، ولا يمكن إدراكه. يقول Jon Acuff: “سيبذل الكمال قصارى جهده لإزعاجك عندما تعمل على تحقيق هدف”. تلك هي واحدة من بين حقائق علم النفس التي باتت مستقرة الآن، وهي تلك المتعلقة بفكرة أن الرغبة في الكمال دون السعي المنهجي والمخطط إليه سيعطلك، ويثبط همتك. يعني هذا أن طلب الكمال لن يدفعك إلى تحقيقه أو الوصول إليه وإنما سيصدك عنه، وبالتالي لا تعلق نفسك ولا تشغل ذهنك بالأهداف الكبرى والطموحات الخارقة، بل اسع إلى كل هذا وفق خطط زمنية وإجراءات منهجية محددة وواضحة. ومن بين الحمولات الدلالية لهذه الفكرة المشار إليها هي أنه ليس من الواجب أن تخشى الفشل ولا أن ترتعب منه، وإنما أن تقبله وكأنه حدث عادي وطبيعي ومألوف بالنسبة للجميع، ومن ثم اعتبره بمثابة فترة راحة وفرصة لالتقاط الأنفاس؛ حتى تتمكن من معاودة السير والسعي من جديد وحتى تشعر بـ “متعة الإنجاز”. ولكي نتغلب على وهم الكمال هذا يقترح Jon Acuff أن نتخير 50% فقط من أعمالنا وأن ننجزها على النحو الأمثل وبشكل كامل لا لبس فيه، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تبدو غريبة إلا أنها عملية إلى حد كبير، فبدلًا من استنزاف وقتك وجهدك في السعي خلف كمال لن يُدرك، فسوف تركز على مجموعة معينة ومختارة بدقة ثم ننجزها على النحو الأمثل وبشكل كامل. اقرأ أيضًا: كتاب «خرافة ريادة الأعمال».. مراحل نضج الشركات4) لماذا يفوز البسيط ؟ Why Simple Wins تربط خبيرة الابتكار Lisa Bodell؛ في كتابها Why Simple Wins، بين البساطة والقدرة على الإبداع، ليس هذا فحسب، بل إنها تذهب إلى أن انتهاج استراتيجية التبسيط سيجعل الشركات أكثر إنتاجية، وستكون معدلات الرضا الوظيفي أعلى كذلك. من الواضح، على ما يبدو، أن علم الإدارة خاضع لعمليات تغيير وتطوير راديكالية، فمنذ الوقت الذي تم فيه جلب “الأجايل” من البرمجيات إلى إدارة الشركات، وهناك الكثير من الرؤى والاستراتيجيات التي تُطرح من وقت لآخر؛ ابتغاء الوصول إلى نمط إداري مختلف عما كان عليه الحال في السابق، ويكون أكثر قدرة على التأقلم والتجاوب مع معطيات عصر السرعة الراهن. اقرأ أيضًا: كتاب How to Win Friends and Influence People.. قواعد النجاح والتأثيرلا جدوى التعقيد وكُلفته قبل عدة سنوات، كان عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران اقترح “المنهج التركيبي” من أجل محاولة فهم ظواهر العالم المحيطة بنا، إيمانًا منه بأن التداخل بين المعارف والعلوم هو السبيل الوحيد للحصول على فهم أعمل وأشمل لعالمنا المحيط. وإن كان كلام “موران” بعيدًا، من زاوية نظر ما، عن طرحنا الحالي، إلا أنه يكشف عن بنية عقلية ما، تؤمن بالتركيب، وتحب الجمع والإضافة، أكثر من الطرح والحذف. إن التعقيد فخ، وكثير من الناس، بمن فيهم مدراء الشركات وقادة الفرق المختلفة، يتصورون أنهم في الأمان وفي المياه الدافئة عندما يُعقّدون أعمالهم، وأطروحاتهم. تقول Lisa Bodell مشيرة إلى هذا الفخ: “إن الخوف من اتخاذ منعطف خاطئ يحفز المديرين على تعقيد حياة من هم تحتها، كما أن طوفان المعلومات يمكن أن يمنعهم من الانقسام الحدسي بأفضل خيار من بين أولئك الذين هم في متناول اليد”. على الرغم من أن كُلفة هذا التعقيد كبيرة جدًا، ليس أقلها: إهدار الوقت، واستنزاف الجهد، وإرهاق العملاء.. إلخ، تأتي استراتيجية التبسيط لا لتعفينا أو تنجينا من فخ التعقيد، وإنما لكي تُمكّنا من الظفر بالكثير من الفرص والمكاسب التي كانت غائبة عنا بسبب إغراقنا في التعقيد، وانهماكنا فيه. اقرأ أيضًا: كتاب «فكر تصبح غنيًا».. المصدر السري للثروةفن التبسيط إننا لن نتوصل إلى إتقان فن البساطة، والتخلص من كل ما هو زائد عنا، وما ليس له جدوى ولا ضرورة، هكذا دفعة واحدة، أو من تلقاء أنفسنا، بل يحتاج الأمر إلى تدريب طويل، وبذل جهد، ولنلاحظ أننا، بانتهاجنا استراتيجية التبسيط، نخالف التيار العام الذي يهوى التعقيد ويُفتن به. يستلزم الأمر، إذًا، طالما نحن نتحدث عن الشركات والمؤسسات، أن يؤمن القادة ورؤساء مجالس الإدارات والمدراء بأهمية البساطة، وبضرورة اختزال واختصار الخطوات؛ أي تحويل البساطة إلى استراتيجية، وهو أمر ستخسر الشركة كثيرًا إن لم تتوجه إليه، ويمكن، للتأكد من ذلك، دراسة معدلات رضا العملاء في الشركات التي تُسرف في التعقيد، وإطالة الإجراءات. ولعل أبرز ما يميز القادة ذوي العقلية البسيطة أنهم يمتلكون جرأة قول “لا”، لكل ما هو معقد، وغير ضروري، ولا طائل من ورائه، إنهم شجعان في اتخاذ قرارات جذرية. ويمتلكون، كذلك، القدرة على الحذف، الطرح، والتخلي عن الزوائد والمعرقلات. تلك هي أشهر 4 كتب في ريادة الأعمال _وهي طبعًا خاضعة لاختيار شخصي_ لكنك وعلى الرغم من ذلك ستجد أن هناك إجماعًا عليها، ناهيك عن أنك أنت نفسك ستجد متعة كبيرة في مطالعتها، كما أنها ستأخذ بيدك إلى عالم ريادة الأعمال وبحاره الواسعة. اقرأ أيضًا: كتاب «أدوات العظماء».. التعلم من تجارب الآخرين كتاب «ارسم مستقبلك بنفسك».. مبادئ للنجاح كتاب «Better, Stronger, Faster».. دليل رواد الأعمال للنجاح
مشاركة :