بكين – تنشغل المختبرات العلمية في أنحاء العالم بتطوير لقاحات تقي من فيروس كورونا المستجد كما ينهمك العديد من العلماء بتطوير أدوية تحارب الوباء وتقلل من خطورته.  أظهرت دراسة جديدة أن عقار "برالاتريكسات" المخصص لعلاج السرطان يمكن أن يساعد في شفاء المصابين بفيروس كورونا. و"برالاتريكسات" الحاصل على موافقة إدارة الغذاء يعالج الأورام اللمفاوية التي تظهر في الغدد.  واعتبر الباحثون ان العقار المخصص لمحاربة الأورام الخبيثة يظهر نجاعة أكبر من دواء "ريمديسفير" الذي اكتسب شهرة عالمية في الأشهر الماضية لقدرته على مقاومة الفيروسات وتم استخدامه في العديد من المستشفيات لعلاج مرضى كورونا قبل ان يتم تعليق العمل به. وكانت دراسات سابقة شددت على أهمية استخدام الأدوية المضادة للفيروسات واعتبرت انها تقلل من معدل الوفيات وتساهم في تقليص نسبة الاضطرار الى استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي كما انها تختصر فترة البقاء في المستشفيات والمصحات الخاصة لكنها تعرضت ايضا لانتقادات ولشكوك حول مدى فعاليتها. وشدد الخبراء في الدراسة الصينية الجديدة على نجاعة عقار "برالاتريكسات" في علاج كورونا في حال تم اعادة تصنيعه بطريقة تخلصه من المضاعفات السلبية المصاحبة له مثل الشعور بالاعياء الشديد والغثيان والتهاب الأغشية المخاطية.  واعتبر الباحث هايبينغ تشانغ في معاهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة في الصين والمشارك في الدراسة  "أن البرالاتريكسات يستطيع منع تكرار فيروس كورونا". واستعان الخبراء بتقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الفحص الافتراضي للأدوية الموجودة، وقاموا بوضع تقنيات حسابية متعددة تحاكي تفاعلات الفيروس مع الأدوية، واستخدموا أكثر من 1906 من العقاقير الموجودة. وحدد الخبراء مجموعة من العقاقير الواعدة القادرة على المساعدة في محاربة الأزمة الصحية العالمية وفي مقدمتها دواء "البرالاتريكسات" القادر على لجم انتشار وتكاثر لفيروس المستجد.  وتعرضت العديد من الادوية المستخدمة في علاج كورونا لانتكاسات وخيبات أمل وطالتها انتقادات كثيرة على غرار "هيدروكسي كلوروكين" و"ريمديسيفير". وأظهرت دراسة المسهبة نشرتها "ذي لانسيت" أن لا الكلوروكين ولا هيدروكسي كلوروكين أثبتا فاعلية ضد كوفيد-19 لدى المرضى في المستشفيات، حتى أن هذه المركبات تزيد من خطر الوفاة ومن عدم انتظام ضربات القلب. كما أوصت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بعدم استخدام عقار "ريمديسيفير" الذي تنتجه شركة جيلياد ساينسز في علاج مرضى كوفيد-19 بالمستشفيات بغض النظر عن درجة مرضهم، إذ لا يوجد دليل على أنه يحسن من فرص البقاء على قيد الحياة أو يقلل الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي. قال اللجنة في إرشاداتها "لم تجد اللجنة أدلة كافية على أن "ريمديسيفير" حسن نتائج تهم المرضى مثل انخفاض معدل الوفاة وتراجع الحاجة إلى التنفس الصناعي وتقليص وقت التحسن السريري".