في مدينة القيصومة.. المدينة الجميلة والهادئة، والمختلفة في كافة تفاصيلها الصغيرة منها والكبيرة.. والقابعة في قلب التاريخ والثقافة والصحراء، في الشمال الشرقي من المملكة العربية السعودية. كانت المدينة الصغيرة نموذجا يحتذى به بين مدن شمال المملكة.. حتى أصبحت في تلك العقود الذهبية التي مرت بها «عروسا» يتغزل بها أهل الشمال والبادية في تاريخهم وذكرياتهم وقصائدهم المرتبطة بالأجواء الجميلة والممطرة في فصل الربيع.. والقارسة إلى حد البرودة خلال فصل الشتاء.. بل إنها أصبحت موقعا يقصدة السعوديون من كافة أقطار المملكة بشكل خاص، والخليجيون بشكل عام، كأحد خياراتهم المهمة، للاستمتاع بأجوائها «الملهمة».. ولأن أغلب السعوديين والخليجيين تحديدا لا يهوون كثيرا الارتباط، وإهدار أوقات سفرهم في زيارة المتاحف والمواقع السياحية، وإني أعتقد أن «فنجال قهوة وشبة نار في القيصومة» كانا يعنيان لهم الكثير والكثير.وعلى الرغم من أني مدرك أن هناك من كان في القيصومة يردد في ذلك الوقت رائعة العندليب المصري الراحل عبدالحليم حافظ «سواح.. وماشي في البلاد سواح»، التي لحنها بليغ حمدي في أحد أشهر أعمالهما الفنية.. وهنا أقصد أن ثقافة سكان تلك المدينة الجميلة تشكلت منذ وقت مبكر خلال تلك الحقبة الزمنية السابقة، وهذا الأمر لم يكن وليد الصدفة، بل إن للشماليين في تلك المنطقة تاريخا كبيرا وحافلا مع «التطور، الثقافة، والموسيقى ودور عرض السينما»، بعد أن كانت مدينتهم الفاتنة إحدى محطات خط أنابيب البترول التابلاين، الذي تم إنشاؤه خلال عام 1948م، واستمر لما يقرب من ثلاثة عقود.تلك المدينة الحالمة والصغيرة لي معها ذكريات عديدة تخطف القلب، في كل مرة أسترجع فيها شريط ذكريات الطفولة والشباب والأصدقاء، وسرني كثيرا فرحة أبنائها لاختيار مدينتهم للسباق الضخم والشهير «رالي داكار»، كواحدة من محطات السباق الشهير خلال المرحلة الخامسة من عمر الكرنفال العالمي الضخم، الذي يصل إلى 7600 كلم في ربوع الوطن الكبير، كواحد من أهم الفعاليات الضخمة التي نجحت وزارة الرياضة ممثلة في الأمير الشاب عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة في استضافتها وخطف أنظار العالم والمهتمين في السباقات إلى المملكة وما تتمتع به من مقومات كبيرة تستحق من خلالها استضافة أكبر الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية.
مشاركة :