عندما تلحظها عيناك الطفلة نور تجد وجهها يشع حيوية وبهجة، وعندما تسمع كلماتها وهى تتحدث باللهجة البدوية تطرب آذانك بمفرداتها اللغوية الرقيقة، وعندما تشاهدها في تدريباتها تجدها ترفع شعار الصبر والإصرار على مواصلة مسيرتها الرياضية، فمنذ نعومة أظافرها، وصغر سنها، كانت متميزة بين أقرانها، وتحلُم بأن تكون بطلة في لعبة الكاراتيه وتحقق ذاتها.اتسمت بالتحدى والمثابرة وأيقنت أنهما سبل بناء أى عمل ناجح، وحرصت على الانتظام في التدريبات وتنفيذ التعليمات والإرشادات التى يوجهها لها مدربها العالمى، الذى اكتشف فيها مهارات وسمات أخذ في تنميتها وصقل موهبتها التى أخذت تنمو يومًا بعد يوم، وبالفعل تمكنت من بلوغ الهدف وتحقيق أولى طموحاتها وأحلامها في مضمار الحياة الرياضية، واعتلت منذ أيام قليلة ماضية منصة التتويج شامخة فخورة بنفسها وسط كوكبة من أبطال الجمهورية وقيادات الاتحاد المصرى للكاراتيه، وحصلت على الميدالية الذهبية في رياضة الكاراتيه كوميتية فردى بنات في نهائيات بطولة الجمهورية تحت 11 سنة وزن 32 كيلو، بعد أن فازت في 6 مباريات بدون خسارة نقطة واحدة حتى المباراة النهائية والتى تغلبت فيها على لاعبة نادى سموحة الرياضى بالإسكندرية.هى الطفلة المعجزة نور عبد القادر مصطفى، من أبناء مدينة مرسى مطروح، من مواليد 2009، بالصف الخامس الابتدائى، والدها من مدينة طنطا محافظة الغربية، ووالدتها موظفة بشركة المياه والصرف الصحى، وتنتمى لقبيلة العشيبات من قبائل على الأحمر، ومقيمة في مطروح، نور هى أكبر أخواتها الأربعة، توفى والدها منذ بضعة أشهر ولكن حلمه بأن تصبح ابنته بطلة للجمهورية في لعبة الكاراتيه لم يمت. تقول «نور» إنه رغم حزنها على فقد والدها وسندها الأول في الحياة بعد الله سبحانه وتعالى، إلا أنها تمسكت بحلمها وحلم والدها وصممت على مواصلة التدريبات التأهيلية لبلوغ الهدف، وبتشجيع ومساندة مدربها الكابتن تامر عبد الرءوف بطل العالم، ومدرب منتخب مصر السابق، ومنتخب العراق السابق، تمكنت من الوصول لمنصة التتويج وحصلت على الميدالية الذهبية في بطولة الجمهورية الأخيرة، فقد كان سندًا قويًا وداعمًا وموجهًا لى ولجميع أقرانى في نادى أندلسية الرياضى. وتؤكد أن موهبتها لم تؤثر مطلقًا على دراستها، فهى تعمل على تحقيق الموازنة بين دراستها وتفوقها الدراسي وبين الرياضة التى تفضلها وتحاول أن تحقق أحلامها وتتوج بطلة للعالم في المستقبل، مشيرة إلى دعم والدها المتوفى وحرصة على انتظامها في التدريب حتى تحقيق الحلم وبلوغ الهدف، وتحملت والدها المسئولية عقب وفاة الوالد واستكملت مسيرة ابنتها الرياضية التى لم تخيب آمالها وأمل والدها الراحل، وبعد عدة شهور من الحزن والأسى على رحيل رب الأسرة أدخلت نور الفرح والسعادة على أسرتها.تحلُم الفتاة الصغيرة، بتمثيل محافظة مطروح في كافة البطولات واللعب باسم المحافظة، وأن تصبح في المستقبل القريب بطلة العرب والعالم، وتكون مشهورة مثل اللاعب محمد صلاح، والبطل بيج رامى، وغيرهما من أبطال مصر وفخرها.ومن جانبه أكد تامر عبد الرءوف مدربها، أن بنت مطروح أبهرت المشاركين في بطولة الجمهورية وجميع المدربين عرضو عليها اللعب في أندية كبير بالقاهرة والإسكندرية، وذلك لتفوقها في جميع المباريات بدون خسارة نقطة واحدة، ولكنها رفضت بسبب تمسكها باللعب باسم محافظتها.
مشاركة :