تُعد قرية علقان إحدى قرى منطقة تبوك، وهي محط أنظار أهالي المنطقة في مثل هذه الأوقات، خاصة مع بداية تساقط الثلوج التي تكسو أرضها، حتى بات يطلق عليها “مدينة الثلج”.ويغيب عن بعض أهالي المنطقة أنَّ علقان كانت عبارة عن منفذ جمركي؛ إذ تقع بالقرب من الحدود الشمالية للمملكة، وتقدر المسافة بينها وبين منطقة العقبة الأردنية بما يقارب 90 كلم، وتقع في الشمال الغربي من مدينة تبوك، على بُعد 170 كلم، وضمن حدود محافظة حقل، وترتبط بطريق أسفلتي يربطها مع تبوك وحقل. وسُميت علقان بهذا الاسم نسبة إلى بئر “أبو العلق”، وهو الاسم الأقدم لها كما يقال؛ لأن المياه التي تنبع من البئر بها علق كثير، ونسبة لهذه الكثرة سُميت علقان. وتتميز قرية علقان بمقومات سياحية، تجعل منها مكانًا، يرتاده الكثير من السائحين، سواء من السعودية بشكل عام، أو من منطقة تبوك بشكل خاص؛ وذلك لاعتدال مناخها الصحراوي، وشموخ جبالها، ونقاء رمالها.. وتُعتبر من أشد مناطق السعودية برودة في فصل الشتاء، كما أنَّها معتدلة المناخ صيفاً. وتنتشر بعلقان المخيمات؛ إذ يفضل المتنزهون بناء بيوت الشعر والجلوس في أحضان الطبيعة؛ وهو ما يضيف للمنطقة طبيعة خاصة. البيوت التراثية في القرية:تقع البيوت القديمة في القرية على منطقة مرتفعة، شكلت نسيجاً عمرانياً خاصاً فيها، راعى العوامل المناخية والاجتماعية والثقافية لهذه المنطقة. واستُخدم في البناء المواد المحلية من الحجارة الطبيعية الموجودة في الموقع غير منتظمة الشكل، وسُقفت البيوت بجذوع الأشجار وسعف النخيل. ويعود تاريخ هذه المباني إلى بداية العهد السعودي، وهي تعتبر مساكن خاصة لأوائل موظفي الدولة العاملين بالمركز في ذلك الوقت.تصميم المباني التاريخية في قرية علقان التراثية:تحتوي القرية التراثية على مجموعة من المباني التراثية، التي أثر في تصميمها العوامل المناخية والتضاريس التي نشأت عليها المباني والمواد المتوافرة في الموقع، كالحجارة وجذوع الأشجار وسعف النخيل.. وكذلك أثرت في تصميم الأفنية الخارجية والفتحات وتوزيع الحجرات، وكذلك في توزيع النسيج العمراني، واختلاف المناسيب، والتعامل مع مياه الأمطار، وكيفية معالجتها بتخصيص غرف ذات مناسيب منخفضة ذات فتحات تصريف.رواية أحد أبناء الموظفين في إمارة المركز بين 91 و94هـوقال المواطن يحيى عطا الله الفهيقي: “كان والدي -رحمه الله – أحد الموظفين الذين عملوا في إمارة المركز خلال تلك الفترة بين91 و94هـ، وكُلف بالنيابة بإمارتها على فترات زمنية متفاوتة. وقد كانت الحياة بدائية، وعشنا في مركز علقان، وكان قرية صغيرة، يوجد بها مركز إمارة، وبيوت قليلة من الحجر والطين، وكذلك يحيط بالمركز عدد من بيوت الشعر”.وأضاف: “يوجد بها قلبان، تعد على رؤوس الأصابع؛ وذلك للشرب. وكانت الأجواء في فصل الشتاء باردة جدًّا، يتخللها سقوط ثلوج، تكسو الأرض في علقان وما حولها. وكانت المواصلات في ذلك الوقت لا تتجاوز ثلاث سيارات، جميعها للمركز، تخص الدورية لمراقبة الحدود”، مبيِّنًا أنَّ مركز علقان كان تابعاً لإمارة القريات في تلك الفترة. ‹›××
مشاركة :