القضاء البريطاني يرفض تسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة

  • 1/5/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن-(أ ف ب): رفض القضاء البريطاني أمس الاثنين طلب تسليم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة التي تطالب به لنشره مئات آلاف الوثائق السرية، مشيرًا إلى احتمال انتحاره. إلا أن قضية الأسترالي البالغ من العمر 49 عامًا والذي أصبح بالنسبة إلى مؤيديه رمزًا للنضال من أجل حرية الإعلام قد لا تتوقف عند هذا الحد إذ أبلغت السلطات الأمريكية المحكمة بنيتها استئناف حكم القاضية فانيسا باريتسر.  وفيما رفضت القاضية الحجج المتعلقة بالدفاع عن حرية التعبير، اعتبرت أن «الإجراءات التي وصفتها الولايات المتحدة لن تمنعه من الانتحار» لأنه قد يواجه «ظروفا من العزلة شبه الكاملة» في نظام السجون الأمريكي. لذلك، رفضت طلب تسليمه «لأسباب تتعلق بالصحة العقلية». ويبقى أسانج معتقلا في سجن بيلمارش حتى جلسة الأربعاء للنظر في طلب الإفراج. وخارج محكمة أولد بيلي الجنائية، استقبل الحكم بفرح شديد من قبل حوالي 30 شخصا كانوا يصيحون «حرروا جوليان أسانج» و«لقد فزنا!».  وقالت ستيلا موريس، محامية أسانج التي أصبحت شريكته وأنجب منها طفلين عند مغادرتها المحكمة «اليوم يمثل انتصارا لجوليان... إنها خطوة أولى نحو العدالة في هذه القضية» وأضافت «لكننا سنحتفل في اليوم الذي يعود فيه إلى الديار» داعية الحكومة الأمريكية إلى «وضع حد» للملاحقات القانونية في حق أسانج. وأكد كريستين هرافنسون رئيس تحرير موقع ويكيليكس أن «المعركة لم تنته بعد» مضيفا أنه مع ذلك، «تعد هذه لحظة أمل في بداية العام الجديد». وقال إدوارد سنودن الذي كشف للصحافة برامج مراقبة الاتصالات التي تطبقها وكالة الأمن القومي الأمريكية إنه يأمل في أن تمثل هذه الخطوة «نهاية» للقضية. ورحبت منظمة العفو الدولية بهذه الخطوة لكنها حذّرت من أنها «لا تعفي المملكة المتحدة من الشروع في هذه الإجراءات القانونية بدوافع سياسية».  ولا يُعرف ما سيكون عليه موقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تجاه مؤسس ويكيليكس. خضع أسانج للمحاكمة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب. في حين أوقف القضاء الأمريكي ملاحقة مؤسس موقع ويكيليكس في عهد سلفه باراك أوباما، الذي كان بايدن نائبًا له. ولكن قبل 10 سنوات فقط، قارن الشخص الذي سيقيم في البيت الأبيض بعد أقل من شهر أسانج بـ «إرهابي عالي التقنية».  أشارت موريس في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل الألمانية يوم الأحد إلى أن أسانج الذي يقبع حاليًّا في سجن بيلمارش الشديد الحراسة في لندن، «لم يلتق بأي من محاميه منذ مارس». ونددت قائلة إن «فريق الدفاع عن جوليان لم يتمكن من أداء عمله على نحو كبير... الوضع في سجن بيلمارش لا يقارن بظروف الاعتقال التي سيتعرض لها في الولايات المتحدة إذا تم تسليمه»، معتبرة أن أسانج «سيُدفن حيًا».  وأسانج ملاحق من القضاء الأمريكي بتهمة التجسّس خصوصًا، وبسبب نشره اعتبارًا من العام 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سرّية تتعلّق بالأنشطة العسكريّة والدبلوماسيّة الأمريكية، بخاصّة في العراق وأفغانستان. وفي حال إدانته يمكن أن يسجن لمدّة 175 عامًا. وفي حكمها، قالت القاضية البريطانية إن هناك «أدلة غير كافية على ضغوط من إدارة ترامب على المدعين العامين» و«أدلة قليلة أو معدومة على عداء الرئيس ترامب للسيد أسانج وويكيليكس».  وأوضحت أن صفقة جوليان أسانج مع مجموعات قراصنة للحصول على وثائق «جعلته يتجاوز دور الصحافة الاستقصائية». وأعربت منظمة «فريدوم اوف ذي برس» الأمريكية عن «ارتياحها الشديد» للقرار إلا أنها أسفت لأنه لم يكن مدفوعا بحرية الصحافة وقالت «قررت القاضية أن نظام السجون قمعي بحيث لا يمكن تسليمه». 

مشاركة :