الأحساء.. تتميز بعمقها التاريخي والحضاري والثقافي، كذلك بجذورها الممتدة في عمق التراث الطبيعي، ويوجد بها العديد من مواقع التراث الثقافي التي يزخر بها الوطن.. فعندما ظهرت ينابيع المياه العذبة المتدفقة طبيعيًا في الواحات في المنطقة منذ آلاف السنين شجّع ذلك على السكن البشري والزراعة «خاصة زراعة النخيل» منذ عصور ما قبل التاريخ. وتعد «واحة الأحساء» من المناطق التاريخية التقليدية التي تقع في محافظة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية.. وهي أهم مواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي، وأكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم حيث يوجد بها (2.5) مليون نخلة منتجة للتمور ذات الجودة والأنواع المفضلة، وقد لفتت أنظار العالم بدخولها موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأكبر واحة قائمة بذاتها. ويبلغ عدد الينابيع ومصادر المياه العذبة في واحة الأحساء ما بين (60 و70) ينبوعًا، وهي مياه قادمة من الجهة الغربية والجنوبية الغربية، كما يكمن سبب تجمع المياه في الواحة بالذات بسبب إحاطة صدع الغوار بالواحة بشكل هلالي بحيث يبدأ من الجنوب الغربي ابتداءً من جبل الخرماء جنوب الواحة بنحو 20 كم، ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للشرق ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للغرب إلى أن ينتهي شمالاً عند بالدلاليس على بعد 20 كم من الواحة. أما ينابيع الأحساء الشهيرة فهي تقع في منطقة محدودة وشريط متتابع من الجهة الغربية للواحة حيث يبدأ من الجنوب الشرقي مجموعة عين برابر وتشمل: اللويمي، أم الخيس، بهجة، ثعلبثة، أم الليف، المشيطية، وغيرها ثم يتجه غرباً ليضم: عين الخدود، وأم جمل، والحقل، ثم يتجه شمالاً ليضم: عين باهلة، والجوهرية، ثم يخرج من الواحة بالاتجاه الشمالي الغربي ليحتضن مجموعة: عين الحارة، ومنصور، وأم سبعة، والحويرات. كما يميز «واحة الأحساء» موقعها الجغرافي المحصور بين شاطئ الخليج العربي وصحراء الدهناء والصمان حيث تقع على بعد نحو 60 كم من ساحل الخليج العربي، وتبلغ مساحتها نحو 85.4 كلم مربع (33.0 ميلمتر مربع). وبها أكثر من 2.5 مليون شجرة نخيل بما في ذلك نخيل التمر، التي تتغذى من طبقة مياه جوفية ضخمة ومروية من خلال تدفق أكثر من 280 بئرًا أرتوازية، مما يسمح بالزراعة على مدار السنة في منطقة صحراوية رملية. وقد أصبح موقع الواحة أحد مواقع التراث العالمي في العام 2018.. كما أنها جزء من شبكة المدن الإبداعية لليونسكو منذ ديسمبر 2015.. وتُعدّ خامس موقع سعودي ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي الإنساني لليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي، وذلك يدل على أن هذه الواحة حققت أهداف رؤية 2030، وكذلك على مكانتها التي استحقتها بجدارة حيث يوجد بها مساحات واسعة من واحات النخيل الطبيعية. ويشتمل موقع «واحة الأحساء» على عدّة مواقع مليئة بالآثار والمعالم التي تشهد على أهمية المنطقة، كما حُدد (12) موقعًا على أنه المشهد الثقافي لواحة الأحساء، معالم ومنها: قصر إبراهيم، الواحة الشرقية، الواحة الشمالية، السِيف، سوق القيصرية، قصر خزام، قصر صاهود، قصر إبراهيم، موقع جواثا الأثري، مسجد جواثا، قرية العيون، عين قناص الأثري.
مشاركة :