وافق المساهمون في مجموعة "بي. إس. آ" الفرنسية ومنافستها الأمريكية- الإيطالية "فيات كرايسلر" على اندماجهما أمس، ما يؤدي إلى تشكل رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث الحجم تحت اسم "ستيلانتس". وبحسب "الفرنسية"، خلال اجتماع عام عبر الإنترنت، وافق المساهمون على أكثر من 99.8 في المائة من القرارات الثلاثة المتعلقة بعملية الدمج، التي يجب الإعلان عن تاريخ دخولها حيز التنفيذ "بسرعة كبيرة"، وفقا لرئيس مجلس إدارة "بي. إس. آ" والمدير المستقبلي لمجموعة "ستيلانتس" كارلوس تافاريس. ونتيجة تصويت المساهمين كانت متوقعة، إذ تأتي بعد أسبوعين من إعطاء المفوضية الأوروبية موافقة مشروطة على الاندماج الضخم، الذي أعلن في أواخر 2019. وتعد الشراكة بالنصف، التي تأخرت بسبب جائحة كوفيد - 19 حاسمة بالنسبة إلى المجموعتين للقيام بالاستثمارات اللازمة من أجل الانتقال إلى تكنولوجيا السيارات النظيفة. وقال جوليانو نوتشي أستاذ الاستراتيجيات في "ميلان بيزنس سكول" في ميلانو، إن "هذا الاندماج هو مسألة بقاء لمجموعتي (فيات) و(بي. إس. آ)"، مشيرا إلى "التحديات التكنولوجية والاستراتيجية الهائلة" التي يواجهها التحالفان بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية التي أحدثها الوباء. وسيسمح الاندماج لشركة "فيات- كرايسلر" بتعزيز وجودها في أوروبا واستعادة المجموعة الفرنسية موطئ قدم لها في الولايات المتحدة. وستحتل مجموعة "ستيلانتس" المرتبة الرابعة عالميا من حيث الحجم في قطاع صناعة السيارات خلف ثلاث شركات منافسة هي "فولكسفاجن" و"رينو- نيسان- وميتسوبيشي" و"تويوتا"، والمرتبة الثالثة من حيث الإيرادات مع قوة عاملة يزيد حجمها على 400 ألف شخص. وستجمع المجموعة الجديدة مصنعين مثل "بيجو" و"ستروين" و"فيات" و"كرايسلر" و"جيب" و"ألفا روميو" و"مازيراتي" على أن تستمر كل منها تحت أسماء العلامات التجارية الخاصة بها. وتتوقع "بي. إس. آ" و"فيات" أن يسمح الاندماج لهما بتحقيق عائدات بمليارات اليوروهات سنويا. وقال تافاريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إن "الأكثر نشاطا فقط، الذي يتمتع بروح داروينية (القدرة على التحول والتكيف) سيتمكن من البقاء". وكانت المفوضية الأوروبية قلقة من احتمال تأثير الاندماج في المنافسة في سوق الشاحنات الصغيرة في أوروبا بحيث تمثل المجموعتان معا 34 في المائة من حصة السوق. ومن أجل تهدئة تلك المخاوف، قالت المفوضية إن "بي. إس. آ" ستواصل اتفاقها مع "تويوتا" لتصنيع شاحنات من هذا النوع وبيعها تحت العلامة التجارية اليابانية في أوروبا. وأدت الاضطرابات، التي أحدثها كوفيد - 19 ومنها توقف التصنيع لأسابيع عدة في النصف الأول من 2020، إلى إجبار "بي. إس. آ" و"فيات كرايسلر" على تغيير شروط ارتباطهما من أجل ضمان استمرار اندماجهما بطريقة متساوية من ناحية الحصص. وقد وافقت "فيات كرايسلر" على خفض الأرباح الاستثنائية لتوزيعها على مساهميها فيما وافقت "بي. إس. آ" على تقاسم حصتها البالغة 46 في المائة في شركة "فوريسيا" الفرنسية لمعدات السيارات بين جميع المساهمين في المجموعة الجديدة بدلا من تقاسمها بين مساهميها وحدهم، كما كان متفقا عليه في السابق. حتى الآن، أظهرت الشركتان قدرة نسبية على الصمود في مواجهة الوباء. وسجلت "فيات كرايسلر" أرباحا صافية بلغت 1.2 مليار يورو في الربع الثالث من العام، مقارنة بخسائر مقدارها 1.04 مليار يورو في الربع الثاني عندما كان معظم العالم تحت الإغلاق. وتراجعت مبيعات مجموعة "بي. إس. آ" بـ589 ألف سيارة في الربع الثالث من 2020، لكنها باعتها في مقابل أسعار أعلى كجزء من استراتيجية لزيادة الربحية والتدفقات النقدية، التي عززت معدل المبيعات 1.2 في المائة. وفي الوقت، الذي أعلن الاندماج، أكد تافاريس أنه لن يتم إغلاق أي مصنع لكن الشكوك ما زالت تراود النقابات في فرنسا. وقال فرانك دون ممثل نقابة "سي إف تي سي" في "بي. إس. آ": بشكل عام إنها بوليصة تأمين جيدة لمستقبل مجموعتنا، وإن الذين لا يجارون التحول، يخاطرون بأن يجري التخلي عنهم. لكنه تساءل "ما أوجه التآزر التي ستجدها؟ وما النتائج التي ستترتب على المواقع في فرنسا؟". وفي سياق متصل بصانعة السيارات، توقعت شركة هيونداي موتور الكورية الجنوبية ووحدتها التابعة كيا موتورز أمس ارتفاع مبيعاتهما العالمية المجمعة 11.5 في المائة في 2021، لتنتعش من أدنى مستوى في عشرة أعوام في 2020، إذ فوتت الشركتان أهدافهما السنوية للعام السادس على التوالي. وبحسب "رويترز"، قالت الشركتان الكوريتان إنهما تتوقعان مبيعات مجمعة لعام 2021 عند 7.08 مليون سيارة، لتنتعش بعد عام عصف بها إثر جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي. وبالنسبة لعام 2020، أعلنت الشركتان انخفاض مبيعاتهما العالمية المجمعة 13 في المائة إلى 6.35 مليون سيارة وهو أقل مستوى منذ تسجيل 5.74 مليون في 2010 ويقل كثيرا عن الهدف المجمع للشركتين المحدد في كانون الثاني (يناير) الماضي عند 7.54 مليون. وتضررت المبيعات بشدة جراء جائحة فيروس كورونا، على الأخص من فرض سلسلة متجددة من إجراءات البقاء في المنازل في الأشهر الأخيرة في عدة دول في إطار جهود لوقف انتشار كوفيد - 19. وقبل الإعلان، ارتفعت أسهم "هيونداي موتور" 9.9 في المائة إلى 211 ألف وون وهو أعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر)، إذ عزز المستثمرون رهاناتهم على تطوير السيارات الكهربائية هذا العام. إلى ذلك، أكدت متحدثة باسم شركة "نيسان" اليابانية أن أوروبا تظل سوقا مهمة للشركة، نافية صحة تقرير عن تقليص أعمالها فيها. وبحسب "الألمانية"، نقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن المتحدثة القول: "المقال الذي أوردته صحيفة "يوميوري" اليابانية غير دقيق. أوروبا سوق مهمة جدا لشركة نيسان، ونواصل تقديم طرازات جديدة فيها والتركيز على استراتيجيتنا بشأن كهربة السيارات". وكان التقرير قد ذكر أن "نيسان" تخطط لتقليص أعمالها في أوروبا، وأن "رينو" ستتولى أمر المبيعات. وذكرت الصحيفة أن "نيسان" ستخفض قنوات التوزيع في 30 دولة.
مشاركة :