اصدرت الدار المصرية اللبنانية حديثا كتابا جديدا تحت عنوان"الرواية.. في الزمان والمكان" للدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية. كتاب "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، يقدم السيرة الذاتية للدكتور مصطفى الفقي، يزيح خلالها الكاتب الستار عن عديد الكواليس الهامة وليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهداً عليها تارة وشريكاً في صنعها مرات. يقدم الفقي كل ما عاش دون أقنعة، مستعيناً بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".الكتاب عبارة عن عشرون فصلاً، تشمل مقدمةً ضافيةً وخاتمةً بالخُلاصات والدروس المستفيد. يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ اشكالية. يقدم وثيقة تاريخية حقيقية مدعومةً بصور نادرة تمثل "ألبوم" حياته من السنوات المبكرة إلى اليوم.يستعيد الفقي في هذا الكتاب حياته، بادئاً من مناخات الطفولة وتأثيراتها المبكرة، وصولاً لسنوات الحلم في الجامعة، كيف أصبح دبلوماسياً بقرار جمهوري، كواليس حياته في لندن، عاصمة الضباب أو "أم المدائن" كما يحلو له أن يسميها، وصولاً لقصر الرئاسة في حقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حيث عمل لثماني سنوات كسكرتير الرئيس للمعلومات ، تمثل مرحلة شديدة الخطورة والحساسية في تاريخ مصر الحديث. يناقش الفقي العديد من الإشكاليات في المشهد السياسي المصري، تشمل عدداً من المؤسسات والكيانات الحساسة كالأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والقضاء، وأدوارها في المشهد المصري خلال لحظات استثنائية. كذلك يدلي بشهادة في منتهى الخطورة حول السياسة الدولية المصرية ودورها في محاولة الحفاظ على مكانة مصر الدولية مع هبوب تغيرات عالمية جذرية كالأمواج العاتية، ومدى نجاح هذه السياسة من عدمه في منح مصر صيغة جديدة بعد أن انتهى عصر الزعامة. ويكشف الفقي كواليس خروجه من قصر الرئاسة، وهي الكواليس التي شابها من الغموض والتقوّل أكثر بكثير مما أحاط بها من الحقائق، والتي ظلت قابعة في الصندوق الأسود للفقي لسنوات طويلة. ويراجع الفقي في الكتاب مرحلته كنائب برلماني وما صحبها من خبايا مثيرة في لحظات صعود إخواني وسم السنوات الأخيرة من حكم مبارك وطالت زوابعه معركة الفقي البرلمانية الشهيرة في دمنهور، ثم كواليس ترشحه في الجامعة العربية وما حاق بها من مؤامرات لإسقاطه، ومن بعدها تفاصيل تجربته كرئيس لمكتبة الإسكندرية. وبين كل تلك المحطات الاستثنائية، يولي الفقي مساحات كبيرة لتحليل وتأمل ثورتي الخامس والعشرين من يناير 2011، و30 يونيو.
مشاركة :