حكم قاض أميركي الأربعاء على جيمس هولمز بالسجن المؤبد من دون الحق في إطلاق سراح مشروط، وذلك بعد إدانته بارتكاب مجزرة في يوليو 2012 حين أطلق النار داخل صالة سينما في مدينة أورورا مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا و70 جريحا. وكان هولمز أفلت في مطلع أغسطس من عقوبة الإعدام بعدما انقسمت هيئة المحلفين حول هذه العقوبة، لتصبح بذلك عقوبته وبشكل تلقائي السجن المؤبد. وأصدر القاضي كارلوس سامور جونيور الذي أمضى اليومين الأخيرين يستمع إلى إفادات ناجين أو عائلات ضحايا المجزرة بحق المدان 12 حكما بالسجن المؤبد من دون الحق في إطلاق سراح مبكر. وإضافة إلى هذه الأحكام أنزل القاضي بهولمز عقوبة السجن لمدة 3318 سنة وذلك عن التهم الـ 141 الأخرى التي دين بها مرتكب المجزرة. وقبل النطق بالحكم أمضى القاضي حوالى الساعة يتكلم عن النظام القضائي لتنفجر بعدها القاعة بالتصفيق لدى إعلانه العقوبة. وكان هولمز قصد في 20 يوليو 2012 سينما سنتشوري 16 في مدينة أورورا بولاية كولورادو مدججا بالسلاح واقتحم الصالة المكتظة أثناء العرض الأول لفيلم الرجل الوطواط «باتمان دارك نايت رايزز» وأطلق وابلا من الرصاص داخل الصالة المعتمة مما أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم طفلة في السادسة وإصابة 70 آخرين بجروح. وما أن انتهى القاضي من تلاوة الحكم حتى خاطب الحراس قائلا لهم «أخرجوا»المدان«من محكمتي»، ليسارع هؤلاء إلى اقتياد هولمز إلى الخارج وقد بدت يداه مكبلتين وقدماه أيضا. وكانت هيئة المحلفين في محكمة سنتنيال خلصت في منتصف يوليو إلى أن المتهم مذنب بالتهم الموجهة إليه بعدما اقتنع أعضاؤها بأنه كان في كامل وعيه حين أطلق النار على المتفرجين داخل صالة السينما. ودانت هيئة المحلفين هولمز بتهمتي «القتل العمد» و«القتل بلامبالاة مفرطة»، وذلك في ما خص ضحاياه الـ 12، في حين دانته بتهمتي «محاولة القتل عن سبق إصرار» و«محاولة القتل بلامبالاة مفرطة» في ما خص الجرحى الـ 70 الذين أصيبوا برصاصاته. وكانت النيابة العامة طلبت إعدام المتهم لأنه حضر لمجزرته بعناية وكان مدججا بالسلاح والذخيرة بما يكفي للإجهاز على كل من كان في صالة السينما التي كانت مكتظة ب400 متفرج. بالمقابل حاول وكلاء الدفاع عن المتهم الدفع بأن موكلهم مجنون وغير مسؤول عن تصرفاته لإصابته بمرض الفصام، ولكن محاولتهم باءت بالفشل. وكان كبير محامي الدفاع دان كينغ أبلغ المحكمة بأنه وفريقه لا يعتزمان استئناف الحكم. وعلق القاضي على قرار فريق الدفاع بالقول إن عدم استئناف الحكم «يعني أن الضحايا لن يضطروا إلى الاستماع مجددا بصورة مستمرة» إلى سرد لوقائع المجزرة وسيكون بإمكانهم تاليا المضي قدما في حياتهم. وأمام سلطات السجون في ولاية كولورادو 60 يوما من تاريخ النطق بالحكم حتى تقرر ما إذا كان المدان سيقضي عقوبته في سجن عادي أم في سجن ذي حراسة مشددة. كما يمكن للمدان، الذي يعاني من أشكال متعددة من مرض الفصام، أن يحتجز في مصحة عقلية سجنية في مدينة بويبلو. وفي هذا الصدد قال القاضي إنه أيا يكن المكان الذي سيقضي فيه هولمز عقوبته فالأكيد أنه «سيموت بين أيدي سلطات السجون». وفي حين أن هولمز لزم الصمت طيلة فترة محاكمته فان والدته ارلين هولمز خرجت عن صمتها الثلاثاء لتعرب عن أسفها لعدم إدراكها قبل فوات الأوان أن إبنها مريض عقليا. وقالت وقد وقف زوجها إلى جانبها «لا يمكننا أن نشعر بمدى ألمكم. لا يمكننا إلا أن نستمع إلى ما تعبرون عنه وأن نصلي من أجلكم، نحن آسفون حقا لهذه المأساة» ولواقع أن أشخاصا كثيرين «عانوا كثيرا من جرائها».
مشاركة :