قمة «لم الشمل الخليجي» تقطع الطريق أمام مستغلي الأزمات

  • 1/5/2021
  • 23:23
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت السعودية، باستضافتها للقمة الخليجية، نهجها الذي بدأته منذ اليوم الأول لتجدد الأزمة الطارئة مع قطر في 2017 وقبلها في 2013، والمتمثل بإيمانها بأهمية الحل السياسي بوصفه السبيل لتجاوز كل المشكلات وتلافي كل التحديات والتغلب على كل المشاغل الأمنية التي تهدد دول المجلس. ويأتي انعقاد القمة الخليجية للمرة الأولى منذ 2017 بتوافق جميع دول المجلس، في رسالة تعكس الدور المحوري الكبير الذي قامت به الرياض في إطار جهود إنهاء الأزمة القائمة، والثقة الكبيرة في قيادتها السياسية وحرصها على لم الشمل وتحييد الخلافات، كما أن استضافة السعودية لقمة لم الشمل الخليجي والعربي تأتي في إطار حرصها على قطع الطريق أمام الدول الإقليمية التي سعت لاستغلال الأزمة الطارئة الحالية لصالحها، وتفويت الفرصة عليها لتنفيذ مخططاتهم التوسعية في المنطقة. استجابة دول مجلس التعاون الخليجي لدعوة خادم الحرمين الشريفين للتضامن ولم الشمل، تعكس ما يتمتع به من مكانة كبيرة لدى إخوته القادة الخليجيين، واستشعارهم لحرصه الشديد في الحفاظ على تماسك المنظومة الخليجية. انعقاد القمة الخليجية على أرض المملكة وتحديدا في محافظة العلا برئاسة ولي العهد، يعكس محورية الدور الذي تضطلع به الرياض، وتأكيدا على مسؤولياتها التاريخية كشقيقة كبرى لدول المنظومة الخليجية. إعلان ولي العهد عن توجيه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق اسم الراحلين السلطان قابوس والشيخ صباح الأحمد على قمة العلا، يأتي تقديرا من المملكة للجهود الكبيرة والأدوار البارزة للراحلين في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك. إشادة الأمير محمد بن سلمان بجهود رأب الصدع التي بذلتها الكويت ومساعيها الحميدة في إعادة الوئام للبيت الخليجي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، تعكس تقدير المملكة الكبير وتعاونها الكامل منذ اليوم الأول وحرصها على تدعيم المنظومة الخليجية وتحصين دولها وإزالة كل ما من شأنه تعكير صفاء الإجماع الخليجي. دعوة ولي العهد الدول الخليجية للنهوض بالتعاون فيما بينها لمواجهة مشاريع التخريب في المنطقة وفي مقدمتها المشروع النووي الإيراني، تعكس استشعار المملكة لأهمية توحيد الجهود كسبيل لتجاوز كل التحديات التي تعصف بالمنطقة. ولي العهد يؤكد على سياسة المملكة الثابتة والمستمرة وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة 2030 التي تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجيا موحدا وقويا، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة. توقيع الدول الخليجية على بيان العلا دون تسجيل أي ملحوظات أو تحفظات، يعكس نجاح قيادة المملكة لجهود عقد هذه القمة في إطار تعزيز التضامن الخليجي ولم الشمل وتوحيد الصف والنهوض بالتعاون إلى مجالات أرحب. حفاوة استقبال ولي العهد لقادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي لحظة وصولهم لأرض المملكة وعند سلم الطائرة، تؤكد تقديره البالغ لهم ولاستجابتهم للجهود الحثيثة التي قادتها السعودية في إطار مسعاها للم الشمل الخليجي وتوحيد الصف ومواجهة التحديات المشتركة. تأكيد ولي العهد في تصريحه الاستباقي للقمة على سياسة المملكة ونهجها الراسخ في تحقيق المصالح العليا للمنظومة الخليجية، يعكس ريادة الدور السعودي التاريخي تجاه مجلس التعاون والحرص الكامل على تعزيز المكتسبات لما فيه خير دول وشعوب المجلس. تكتسب قمة العلا الخليجية أهمية بالغة لكونها تأتي في ظرف دقيق وحساس تواجه فيه المنطقة والعالم العديد من التحديات الطبية والاقتصادية والأمنية، مما يجعل من تعزيز التعاون بين دول منظومة المجلس أمرا بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى. رغم تعقيدات أزمة عام 2017 وتشابكاتها، إلا أن أمن ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي يكبران أمام أي خلافات، وهما المنطلق الذي على أساسه انطلقت الاتصالات والمشاورات المتعلقة بحلها على مدار جولات عدة، بدأت منذ أواخر 2019 وتوجت اليوم بإتمام المصالحة في قمة العلا الخليجية.

مشاركة :