من تجربته الخاصة في ترك التعليم انطلق الشاب السوري يوسف الرشيد (30 عاماً)، في مبادرته في مخيم الزعتري للاجئين السوريين (نحن نستطيع) «نحن بنقدر» التي من خلالها توجه للأطفال وأهاليهم من أجل إقناعهم بأهمية التعليم والاستمرار به، والآثار السلبية التي تعود على الطفل حين يترك مدرسته ليلتحق بسوق العمل. يقول يوسف: «نتيجة الحرب التي حدثت في سوريا اضطررت إلى ترك جامعتي، وحينها كنت أدرس تخصص هندسة ميكانيك سيارات في السنة الثانية، وعندما توجهنا إلى الأردن في عام 2013، لم أستطع إكمال دراستي أو الالتحاق من جديد نتيجة الأعباء التي تحيط بي لرعاية أسرتي ومن ثم تزوجت وزادت فعلياً المسؤوليات، هذه التجربة التي مررت بها حفزتني للتوجه إلى الأطفال وأوضح لهم أهمية استكمال التعليم وتحقيق الأحلام. مبادرة «نحن بنقدر» انطلقت منذ ما يقارب الشهرين، وبدأ يوسف بالتواصل مع 20 طفلاً لتوضح لهم ضرورة الالتزام والتمسك بالتعليم. ويضيف: «ردود فعل الأهالي وأيضاً الأطفال جيدة، وقد وجدت أطفالاً تركوا المدرسة فعلياً، وحلمي أن أؤثر بهم وأن أراهم عادوا إلى سلك الطريق الصحيح، إنني أستهدف الأطفال ما بين عمر (7 - 12) و(13 - 15)، فالفئة الأولى حين يتركون المدرسة أغلبهم لا يتجهون إلى العمل، أما الفئة الثانية فأغلبهم ينخرط بسوق العمل ومنهم من يذهب إلى المزارع ليعمل بها ويتقاضى على الساعة ديناراً واحداً رغم العمل الشاق والمتعب». آثار سلبية يقول يوسف: «عندما أتواصل مع الأهالي والأطفال ذاتهم، أخبرهم أن الطريق صعب بدون تعليم، وهنالك آثار جسدية ونفسية على الطفل، ومستقبله بالكامل يتأثر بشكل سلبي». ويوضح يوسف أنه يحاول ربط الأطفال مع المنظمات المتخصصة بالتعليم والتسرب المدرسي، ولديهم برامج متعددة لإعادة دمجه في عملية التعليم من جديد. ويختم يوسف حديثه قائلاً: «أتمنى أن تغير مبادرتي من فكر الأطفال الذين يرغبون في ترك الدراسة، وأن تحمسهم إلى العودة إلى المدرسة ومن ثم إلى الجامعات». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :