واجهت مهمة لبعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتحقيق في مصدر فيروس كورونا المستجد حالة من الإرباك الأربعاء بعد أن رفضت بكين السماح للفريق بدخول أراضيها في اللحظة الأخيرة رغم أشهر من المفاوضات الشاقة. وكان من المتوقع أن يصل عشرة خبراء إلى الصين هذا الأسبوع، في مهمة مسيسة وبالغة الحساسية لمعرفة كيف انتقل الفيروس من الحيوان إلى البشر. لكن فيما كان عدد من أعضاء الفريق خلال الترانزيت، امتنعت الصين عن منحهم تأشيرات دخول ما دفع بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لإبداء "خيبة أمل كبيرة".سياسة التكتم الصيني مع الفيروس والمعلومات حوله وتصمم الصين على روايتها الأصلية للفيروس الذي أودى بأكثر من 1,8 مليون شخص في أنحاء العالم، ودمّر اقتصادات عالمية. وكانت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد تم تسجيلها في مدينة ووهان بوسط الصين أواخر 2019، ما أثار اتهامات للسلطات الصينية بالتعامل بطريقة اتسمت بالفوضى والتكتم مع الفيروس الأمر الذي أدى لانتشاره خارج الصين. فيما يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الوباء اسم "فيروس الصين". ورغم وابل الانتقادات قاومت بكين حتى الآن الضغوط لإجراء تحقيق مستقل، بل زرعت الشكوك حول ما إذا كان الوباء نشأ أساسا داخل حدودها."مسألة تتبع منشأ الفيروس بالغة التعقيد" وأكدت هوا شونيينغ، الناطقة باسم وزارة الخارجية عدم إعطاء فريق منظمة الصحة العالمية الضوء الأخضر للدخول كما كان مقررا مضيفة "ليست مجرد مسألة تأشيرة". وقالت شونيينغ في إيجاز صحفي روتيني إن "مسألة تتبع المنشأ (للفيروس) بالغة التعقيد". وأضافت "لضمان سلاسة عمل فريق الخبراء الدوليين في الصين، يتعين علينا القيام بالإجراءات الضرورية والترتيبات اللازمة". لكن المحادثات مستمرة بشأن "الموعد المحدد لزيارة مجموعة الخبراء والترتيبات المخصصة لها"، وفق ما أوضحت الناطقة، وبعد أشهر من المفاوضات التي أجريت للترتيب للزيارة.شاهد: الصين تتحول إلى أكبر مورد للكافيار في العالمبسبب كوفيد- 19...الصين ستتفوق على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول العام 2028 القضاء الصيني يحكم بالسجن على ناشطَين من هونغ كونغ حاولا الهروب بحراًالصين تسجن طبيبة من أقلية الإيغور المسلمة بعد إدانتها بالإرهاب مهمة بالغة الأهمية لا تزال مسألة تحديد منشأ كوفيد-19 تثير الجدل، وقد ضاعت في متاهات الاتهامات والتخمينات من المجتمع الدولي، وكذلك التعتيم من السلطات الصينية العازمة على تجنب تحميلها المسؤولية. وقال رئيس قسم الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل راين الثلاثاء "نعمل على أساس أن الفريق سيبدأ في الانتشار اليوم". وشدد على "الطبيعة البالغة الأهمية" للبعثة معتبرا أن الوضع "يثير الاستياء ... والخيبة". في بداية الأزمة أعرب العلماء عن الاعتقاد بأن الفيروس انتقل للبشر في سوق لبيع الحيوانات الحية في ووهان. لكنهم يعتقدون الآن أن السوق ربما لم يكن منشأ الفيروس بل المكان الذي اتسع فيه الوباء. وبشكل عام، يعتقد العلماء أن المضيف الأصلي للفيروس هو خفاش، لكن الحيوان الوسيط الذي سمح بانتقال العدوى إلى البشر ما زال غير معروفا. ويقول الخبراء إن التوترات الجيوسياسية أفرغت التعاون الدولي الضروري لمكافحة الفيروس في مراحله المبكرة، من مضمونه."التوترات الجيوسياسية ... قادت العالم إلى هذا الوضع" وقالت إيلونا كيكبوش، المؤسسة ورئيسة مركز الصحة العالمي في جنيف إنه لولا الحروب التجارية والتوترات في 2019 "ما كان ينبغي لكانون الثاني/يناير 2020 أن يكون سيئا لهذا الحد". وأضافت كيكبوش "التوترات الجيوسياسية ... قادت العالم إلى هذا الوضع". داخل الصين حولت السلطات الأزمة الصحية إلى دليل على الصمود والقيادة القوية للسلطات الشيوعية. وتمكنت الصين من احتواء الوباء على نطاق واسع بل سجلت انتعاشا اقتصاديا. لكن المبلّغين تم إسكاتهم والمواطنين الصحفيين أودعوا السجن، من بينهم امرأة عمرها 37 عاما حكم عليها الأسبوع الماضي بالسجن أربع سنوات على خلفية تقارير مصورة من ووهان خلال فترة العزل المطولة. كان وزير الخارجية وانغ يي قد طرح، من دون أدلة فرضية تقول إن "الوباء نشأ على الأرجح في أماكن متعددة في أنحاء العالم".
مشاركة :