من المنتظر أن يخلق قطاع التجارة الإلكترونية في السعودية أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة ومساندة خلال السنوات الخمس القادمة، وذلك في ظل التوجه القوي نحو التحول الرقمي وسياسة الاقتصاد الرقمي التي تبنته المملكة بحسب مختصين. وأوضح المتخصص والمستثمر في قطاع التجارة الإلكترونية د. صادق الوادعي، أن المملكة من شأنها أن تصبح مصنعاً لتخريج الآلاف من رواد الأعمال السعوديين الراغبين في بدء مشروعاتهم الخاصة في الفترة المقبلة، مبينا أن تطور التقنية وانتشار شبكة الجيل الخامس وتغير ثقافة الناس بسبب جائحة كورونا جعلت التجارة الإلكترونية المحرك الرئيس للنمو للقطاع التجاري بشكل عام.وتوقع الوادعي أن تكون التجارة الإلكترونية المحرك الرئيس لنمو الوظائف خلال السنوات الخمس القادمة، مرجعاً ذلك إلى أن "هنالك توجهاً قوياً لدى المملكة للقضاء على التستر التجاري في قطاع التجزئة ودعم التحول الرقمي، كما تعمل السعودية لتكون مركزاً لوجستياً عالمياً، وأصبحت التجارة الإلكترونية حاجة ملحة وليست مجرد مفهوم". وتابع "ما زالت التجارة الإلكترونية في معدلات نمو كبيرة، وحتى اليوم لم تحصل سوى على قدر بسيط جدا من حجم السوق التقليدي، لكن مع تطور التقنية وشبكة الجيل الخامس وتغير ثقافة الناس بسبب كورونا ستصبح المحرك الرئيس للنمو القطاع التجاري بشكل عام". ولفت الدكتور الوادعي إلى أن قطاع التجارة الإلكترونية أصبح من أفضل المجالات أمام الشباب السعودي بعد أن وجهوا العديد من الصعوبات في قطاع التجزئة الذي يسيطر عليه الأجانب إلى حد كبير، وقال إن قطاع "التجارة الإلكترونية يسمح أن تستحوذ على حجم كبير من سوق التجزئة ويخلق مئات الآلاف من فرص العمل نتيجة التحول الرقمي، وما يدعم هذا التوجه أكثر معرفة الشركات بأن طرق التسويق القديمة اندثرت، كما أن الشباب السعودي هم من يقود الدفة اليوم ولديهم دراية كبيرة بالتقنية الحديثة لإدارة أعمالهم". وبحسب الدكتور صادق الذي يدير شبكة قنوات السعودية الإلكترونية أن الشركة تخدم أصحاب المتاجر الإلكترونية، حيث تقوم بربط التجار والمصنعين وتوفير منتجاتهم بنظام الدفع الآجل لرواد الأعمال العاملين في قطاع التجارة الإلكترونية وأضاف "المصانع المنتجة محليا والوكلاء يجدون من خلال شركة قنوات شبكة تسويق ضخمة عبر انتشار منتجاتهم في عشرات الآلاف من منافذ البيع الإلكترونية محليا وأكثر من 100 ألف منفذ بيع أونلاين عالمياً خصوصا في قارة إفريقيا وآسيا، في الجانب الآخر رائد الأعمال يحصل على كل منتجات السوق بأسعار الجملة دون الحاجة لرأس مال ويختار المنتجات التي تناسبه ويقوم ببيعها دون مخاطرة مع توفير خدمة التوصيل مباشرة من التاجر لعميل رائد الأعمال، وقد أثبتنا نجاحنا خارج السعودية حيث نخدم اليوم أكثر من 115 ألف رائد أعمال وشركة في 81 دولة ونشحن أكثر من مليون منتج شهرياً". وتستهدف قنوات خلال العامين المقبلة خدمة 60 ألف رائد أعمال من السعوديين والسعوديات وفقاً للوادعي، وقال "نحاول أن نكون مصنعاً لتخريج رواد الأعمال الراغبين في بدء مشروعاتهم الخاصة كما نحاول أن ندعم المتاجر الإلكترونية الموجودة حاليا عبر زيادة المنتجات لديها لتتمكن من تغطية احتياجات عملاء أكثر وبالتالي أرباح أكبر ونمو أفضل".ويرى الوادعي أن قطاع التجارة الإلكترونية يساهم أيضاً في تسويق وتصدير المنتجات السعودية في الخارج، وفي هذا الصدد يقول "برنامج صنع في السعودية يحظى بدعم كبير، وجودة المنتجات السعودية عالية لكن هناك ضعف في التسويق لها، قمنا بدراسة بسيطة وجدنا أن الكثير من المنتجات السعودية معروفة في إفريقيا واليمن وبعض دول الشرق الأوسط أكثر من السعودية نفسها". كما تساهم التجارة الإلكترونية بتوفير فرص عمل للنساء والأشخاص في المحافظات الطرفية وإمكانية العمل من المنزل بحسب الدكتور صادق الوادعي. وكشف الوادعي عن التنسيق لإطلاق مشروع يستهدف تدريب ودعم نحو 10 آلاف رائد أعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية خلال العام المقبل، وشرح ذلك بقوله "نستهدف في السنة الأولى توفير كافة أدوات التجارة الإلكترونية لعدد 10 آلاف رائد أعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع تدريبهم على استخداماتها وبدأنا فعلياً الاتفاق مع إحدى الجهات الكبرى المهتمة بتوظيفهم، على تدريبهم وتوفير كل الأدوات لهم ما يمكنهم من إطلاق مشروعاتهم الخاصة ويصبحوا رواد أعمال منتجين". وتابع "سوف يحصلون على دورات تسويق إلكترونية، ثم يحصلون على موقع وتطبيق خاص بهم، ونوفر لهم المنتجات المصنعة في السعودية والمنتجات العالمية بأسعار الجملة والدفع الآجل ليتمكنوا من بيعها. صادق الوادعي
مشاركة :