أوقفت عناصر الأمن الفرنسية مساء اليوم الخميس 27 غشت/أغسطس 2015 صحافييْن فرنسيين بتهمة "ابتزاز الملك المغربي محمد السادس"، إذ نقلت وسائل إعلام فرنسية أن الصحافيين طالبا القصر الملكي بثلاثة ملايين أورو كي لا يعملا على نشر كتاب ألفاه حول المؤسسة الملكية بالمغرب. وأشار موقع قناة RTL إلى أن الأمر يتعلق بالصحافي المعروف، إيريك لورنت، والصحافية كاثرين غراسيي، وقد سبقا لهما أن ألفا كتابًا مثيرًا للجدل حول الملك محمد السادس بعنوان "الملك المفترس"، كما أن الأول، أي لورنت، معروف جدًا في الأوساط المغربية، خاصة لكتاباته الكثيرة عن الحياة السياسية، ومنها حواره المطوّل للملك الراحل في كتاب "ذاكرة ملك". وتحدث الموقع الفرنسي كيف أن إيريك لورنت، البالغ من العمر 68 سنة، سبق له أن أعلن عن كتاب جديد حول المملكة المغربية، إلّا أنه اتصل بالقصر الملكي عارضًا صفقة كي لا يتم نشر هذا الكتاب، وقد طالب عند لقائه الأوّل يوم 11 غشت/أغسطس بممثل للملك المغربي، بثلاثة ملايين أورو بعدما اتصل بالديوان الملكي طالبًا ترتيب لقاء يخصّ كتابه القادم، وهو ما شجع القصر على رفع شكاية قضائية ضد هذا الصحافي بباريس. وكرّر إيريك عرضه في اللقاء الثاني يوم 21 أغسطس الذي راقبته الشرطة بشكل سري بعد الشكاية المغربية، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق قضائي حول ما يجري، ليكون اللقاء الثالث اليوم الخميس، عندما خفّض الصحافي من ثمن شراء صمته إلى مليوني أورو، مطالبًا بـ80 ألف أورو، لتعمل الشرطة على توقيفه، رفقة كاثرين غراسيي، التي كانت ترافقه في اللقاء، والتي يظهر أنها كانت تعمل معه كذلك في الكتاب المنتظر. ويعدّ إيريك لورنت من أشهر الصحافيين الفرنسيين أصحاب المؤلفات الاستقصائية، إذ نشر كتب " الملف السري لحرب الخليج"، "مجانين السلام: القصة السرية أوسلو"، "حرب كوسوفو" "الكذبة الكبرى"، "حرب بوش"، "العالم السري لبوش". بينما عُرفت كاثرين غراسييي بتأليفها كتاب "حاكمة قرطاج" إلى جانب نيكولا بو، عن ليلى الطرابلسي، زوجة زين العابدين بن علي.
مشاركة :