«نجيب الريحاني»

  • 8/28/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

نجيب الريحاني ولد في عام 1890 بحي باب الشعرية بالقاهرة يعتبر من ابرز فناني الكوميديا في مصر والوطن العربي في القرن العشرين بلغ ما قدمه للمسرح الفني الكثير من المسرحيات طوال عمره الفني ــ قدم للسينما عشرة افلام اولها لصاحب السعادة وكشكش بيه وآخرها (غزل البنات) توفي في 8 يونيو من عام 1948م كثير من الموضوعات تطرق لها هذا الفنان الكبير الا انه يبقى هو المصري الطيب وفي نفس الوقت سيئ الحظ، بالاضافة الى موهبته الخاصة في الاضحاك رغم نظرات الشجن في عينه جعلته اهم ممثل كوميدي عرفته السينما المصرية يمتاز هذا الممثل بمواقف كثيرة وحكايات رائعة جعلته يتربع على عرش التمثيل قرابة نصف قرن، في يناير 1974م نشرت له جريدة الجمهورية ما كان يقدمه من اوراقه الخاصة كانت هناك اقاويل عدة بشأن ولادته فمنهم من يقول في سوريا وآخر من يقول في لبنان بل وصل البعض الى انه ولد في العراق، ولكن رده كان يقول ولدت في الغالية في المحروسة في ام الدنيا مصر في حي باب الشعرية، وكان ابوه ابو الياس ريحانا عراقي الجنسية جاء من العراق الى مصر وتزوج من السيدة لطيفة المصرية وقد الحقه والده بمدارس القرير الابتدائية ثم الثانوية ومن خلال هذه المدارس استطاع ان يجيد الفرنسية اجادة تامة نطقا وكتابة وعندما تخرج الحقه والده بوظيفة كاتب في البنك الزراعي لم يستمر في عمله حيث كان الفن يأخذ كل وقته لشدة حبه فيه الى ان فصل من عمله، بعد ذلك التحق بالعمل كموظف في شركة السكر وهناك عمل سكرتيرا وفي هذه الشركة تعرف على ابنة صاحب المصنع الى ان علم ابوها ففصله من عمله ثم عاد ثانية الى نفس العمل السابق في نفس الشركة بعد برهة من الزمن التحق بفرقة (اسكندر فرح) الا انه لم يستمر في هذا العمل طويلا ثم تركها ليكون (فرقة مسرحية خاصة) وقد سمى مسرحه (مسرح الشانزليزيه) وقدم اول مسرحياته (خلي بالك من ايميلي) من اخراج عزيز عيد وشاركته في التمثيل (روز اليوسف) وما لبث ان ترك هذه الفرقة، كان لقاؤه بالكاتب الفنان (امين صدقي) بداية حقيقة لظهوره ولمعانه فقد كتب له عدة مسرحيات منها (كشكش بيه عمدة كفر البلاص) والتحقت هذه الشخصيات به ثم قدم بعد ذلك مسرحية (حمار وحلاوة) التي حققت ايرادات خيالية، مما جعل امين صدقي مطالبة الريحاني بنسبة من الارباح ولكن الريحاني رفض فتركه امين صدقي وكون فرقة اخرى مع (علي الكسار) وفي عام 1918 التقى (ببديع خيري) الذي كان يعمل وقتها مدرسا للجغرافيا كتب للريحاني اول مسرحياته بعنوان (على كيفك) وهناك ضاعف الريحاني راتب بديع عما كان يستلمه بعد ان كان مدرسا ثلاث مرات فاستقال من وظيفته وتفرغ لكتابة المسرحيات للريحاني وقد شارك في ثورة 1919 وقدم معاً اوبريتات وطنية (العشرة الطيبة) و(احمر شفايف) و(الدنيا ماشيه كده) و(الستات ما يعرفوش يكذبو) و(الدلوعة ومشمش والدنيا على كتف عفريت وحسن ومرقص وكوهين والاخمسه) وقد بلغ عدد ما قدمه من مسرحيات مائة مسرحية، وقد قدم للسينما عشرة افلام اولها (صاحب السعادة كشكش بيه وكان ذلك في عام 1930 وهذا الفيلم من اخراج (استفان روستي) ثم حواديت كشكش بيه) ثم (ياقوت افندي وبسلامته عايز يتجوز ثم اخرج نيازي مصطفى له فلمين دفعة واحدة (سن عمر وسلامة في خير) واخيرا قدم اربعة افلام دفعة واحدة هي على التوالي لعبة الست واحمر شفايف وابو ملموس واخيرا غزل البنات من اخراج انور وجدي تمثيل كبار الممثلين يوسف وهبي، نجيب الريحاني، سلمان نجيب، محمد عبدالوهاب، ليلى مراد، فرودس محمد، عبدالوارث عسر وقد عرض هذا الفيلم عام 1949 بدون ان يشاهده الريحاني لانه كان قد توفي وقد هجر السنيما بسبب خلاف مع المخرج نيازي مصطفي بل انه قدم مسرحية باسم (الدجالين) هاجم فيها السينما والسينمائيين ومن الشخصيات التي تأثر بالشيخ محمد رفعت، ويعترف في اوراقه الخاصة بفضل القرآن الكريم على تفكيره، لقد قرأ القرآن مترجماً بالفرنسية ثم اتصل بالامام المراغي شيخ الازهر مسهلاً له قراءته بالعربية ويقول الريحاني تعلمت الكثير من القرآن الكريم (الصبر والجلد والشجاعة والقوة في الحق وحب الفقر والنزعة الى عمل الخير كان له ميلان وحب شديد للشيخ محمد رفعت وكان يستمع اليه في منزل احد اصدقائه الذي قال فيه هذا الصوت جعلني اقدس هذه الحنجرة المرهفة وهي ترسل اجمل المعاني وارقها واحلاها وقد ظل الريحاني في معظم مسرحياته مرتبطا بشخصية الانسان الطيب الشريف الذي لا يتخلى عن شرفه مهما كانت الضغوط والمغريات، وعندما مات الريحاني كان قد قال كلمته بوسيلته التي يجيدها، بالاداء والكلمة المعبرة بالحركة المكملة للتعبير، وفي آخر ايام حياته اصيب بهبوط في القلب الا انه لم يستمع الى ارشادات الاطباء ولما استرد صحته عاد الى عمله ولكنه اصيب بحمى التيفود التي قضت عليه في الثامن من يونيو عام 1948 وهكذا توفي الضاحك الباكي وكان يطلق عليه شارلي شابلن مصر.

مشاركة :