تحل اليوم الذكرى الـتاسعة على رحيل الكاتب الكبير إبراهيم أصلان والذي رحل عن عالمنا في السابع من يناير عام 2012 عن عمر يناهز الـ 77 عامًا. وقد خلد إبراهيم أصلان بأحد أهم رواياته الإبداعية "مالك الحزين، والتي ظهرت منها طبعة لمكتبة الأسرة. يُعد أصلان أحد أبرز كتاب جيل الستينيات، والتي كانت أولها المجموعة القصصية "بحيرة المساء"، ثم توالت أعماله الإبداعية فيما بعد ومنها وردية ليل، ومالك الحزين، وعصافير النيل، وحجرتان وصالة، وصديق قديم، وخلوة الغلبان، وحكايات من فضل الله عثمان، وشيء من هذا القبيل.أما عن روايته الأشهر مالك الحزين، والتي استغرق في كتابه قرابة الـ 9 سنوات، وتحولت فيما بعد إلى فيلم "الكيت كات" من بطولة الفنان الكبير محمود عبد العزيز، وإخراج داود عبد السيد عام 1991، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا لعرضه تفاصيل الحي الكيت كات بكل ما فيه، وكيف لا يحدق ذلك فصاحب الرواية قد نشا وتربي في حي إمبابة والكيت كات وتأثير بتلك البيئة والتي ظهرت جوانبها وتفاصيلها من خلال مجموعته القصصية الأولى بحيرة المساء وروايته مالك الحزين وحتى أخر كتاباته "كحكايات فضل الله عثمان، وروايته عصافير النيل. وتبدأ روايه "مالك الحزين" بأثر الأمطار على ذلك الحي الشعبي، ويكيف تغرق بيوت تلك المنطقة فيقول " كانت بالأمس قد أمطرت مطرًا كثيرًا ابتلت منه حتى عتبات البيوت، في الحواري الضيقة. أما اليوم فإنها كفت. لم تمطر ولا مرة واحدة. ومع أن الشمس لم تطلع، وظلت طول النهار وهي غائبة، فإن الجو كان أكثر دفئًا. ومنذ قليل، جاء المساء مبكرًا" ويظل يسرد أحداث الرواية في قالب بديع مليئ بالتفاصيل حيث يبهرنا في الجزء الخاص بصائد العمان، وعن الاتفاق السري بين الشيخ حسني وصبي القهوة:"كان عبد الله القهوجي قد وافق، من باب توسيع الرزق والانبساط، أن يعمل "ناضورجيًّا" لحساب الشيخ حسني، لم يكن عليه، عندما يرى أحد العميان، إلا أن يخبر الشيخ بما رأي، ومع الوقت، صار عبد الله يعرف عمله جيدًا ويجيب وحده بعض الأسئلة الضرورية مثل سن الزبون وثيابه، أو ما قد يكون هناك علامات بارزة، كان يفعل ذلك ثم يبتعد إلى حين تاركًا كل شيء للشيخ حسني الذي يتجه إلى الأعمى ويضع نفسه في طريقه، يساله عن مقصده أو يأخذ بيده ويعاونه على نزول الرصيف، ويتركه أثناء ذلك يعتقد أنه بصحبه رجل يرى، وفي كل المرات تقريبًا، لم تكن تمر إلا بضع لحظات وتكون العلاقة قد بدأت بينهما، ويكون الشيخ قد سحبه إلى المقهى، ومهما كانت الظروف المادية لهذا الصديق فغن القرش كان يجري في يد الشيخ حسني، ويعاود التعامل مع الهرم بائع الحشيش" وعلى الرغم من الثراء الفكري في أعمال إبراهيم أصلان إلا أنه لم يحقق تعليما منتظما منذ الصغر، فقد التحق بالكتّاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى استقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية.التحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصه للبريد وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصيه "ورديه ليل". ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الأعمال في مجلة "المجلة" التي كان حقي رئيس تحريرها في ذلك الوقت. لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء، التحق في أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبي بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاستة لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أنه استقال منها إثر ضجة رواية وليمة لأعشاب البحر للروائي السوري حيدر حيدر.
مشاركة :