قصة داء أسقط أولى ضحاياه بعد اختفاء 35 عامًا: الخفافيش السبب

  • 1/8/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد اكتفائه من حصد الأرواح قبل 35 عامًا، عاد داء الكلب بشكل مفاجئ إلى الساحة مجددًا، وبالتحديد في مدينة ليموج الفرنسية، حيث توفي عجوز جراء إصابته بهذا المرض، وهو ما اكتشفه الأطباء بعد إجراء تحليل جيني لتحديد سبب رحيله. وحسب المنشور بـ «فرنسا 24»، أُصيب العجوز في عام 2019 بالتهاب في الدماغ «غير معروف مصدره»، لكن بعد تبين سبب الوفاة، أظهرت الفحوصات أن منشأه هو داء الكلب، الذي انتقل إليه عن طريق احتكاكه بخفاش. ومن المعروف عن داء الكلب أنه مرض فيروسي منتشر في أكثر من 150 بلدًا وإقليمًا، وتسبب في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص كان معظمهم في آسيا وإفريقيا، فيما تعتبر القارة القطبية، الانتركتيكا، المكان الوحيد الذي لم يطأ فيه المرض. ويُصاب الأشخاص عادة بالعدوى إثر تعرضهم للعض أو الخدش العميق من الكلاب، أو من الحيوانات المصابة بالداء، فيما تعتبر الخفافيش هي الناقل الرئيسي للمرض داخل الأمريكتين، كما تهدد الصحة العامة في أستراليا وغرب أوروبا، فهي، حسب المنشور بالموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، تمثل خطرًا مستجدًا يهدد الصحة العامة. كما ينتقل الداء من خلال ملامسة الأغشية المخاطية للبشر، أو الجروح الجلدية الحديثة على نحو مباشر للعاب الحيوانات المصابة بالعدوى، كما يمكن أن تنتقل عن طريق استنشاق الرذاذ، أو زرع الأعضاء الملوثة، التي تحدث نادرًا، إضافةً إلى تناول اللحوم النيئة او ألبان الحيوانات المصابة. وتأكيدًا على ما سبق، قال الطبيب جيسون هاولاند إن الطريقة الأكثر شيوعًا لنشر داء الكلب هو التعامل مع الخفافيش، وبالتحديد ذات «الشعر الفضي»: «الخفافيش لا تعض دائمًا. في بعض الأحيان، سيسقط اللعاب عليك، وقد يكون لديك جرح بسيط مفتوح. أو في بعض الأحيان سيلعق الخفاش الجلد، ومرة أخرى، ينقل الفيروس بهذه الطريقة». وأشار «هاولاند»، حسب تصريحه لـ «مايوكلينيك»، إلى أنه في حال استيقاظ الشخص من نومه، وعثوره على خفاش في غرفة نومه، فعليه تلقي مجموعة لقاحات داء الكلب مباشرةً، والتي تصل تكلفتها إلى 7 آلاف دولار: «داء الكلب مرض شديد للغاية. لا شفاء منه، ولا علاج له». وتمتد فترة حضانة داء الكلب من شهرين إلى 3 أشهر حسب «الصحة العالمية»، في حين يصل أقصى فترة لها إلى سنة كاملة، وهو ما يتوقف على عدد من العوامل، منها: «دخول الفيروس إلى الجسد والحمل الفيروسي، واشتمال الأعراض الأولية على الحمى المصحوبة بألم، وحدوث التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النخاعي. وللمرض نوعين، الأول هو داء الكلب الهياجي (يؤدي إلى علامات فرط النشاط والسلوك القابل للاستثارة، كرهاب الماء، ورهاب الهواء، وتحدث الوفاة بعد بضعة أيام لتوقف القلب والتنفس)، وداء الكلب الشللي (يشكل نحو 20% من مجموع الحالات البشرية. ولا يتطور هذا الشكل على نحو مفاجئ مثل الشكل الهياجي). ورغم الأعراض القوية التي تبدو على المصاب، لكن في واقع الأمر يصعب تشخيص المرض حسب «الصحة العالمية»، والتي أقرت بأن «أدوات التشخيص الحالية لا تُعد ملائمة للكشف عن عدوى داء الكلب قبل بدء أعراض المرض السريرية، وقد يصعب التشخيص السريري لداء الكلب ما لم توجد علامات رهاب الماء أو رهاب الهواء الخاصة بهذا الداء». وتابعت المنظمة: «يمكن تأكيد الإصابة بداء الكلب البشري في المرضى الأحياء وبعد الوفاة، باستخدام تقنيات التشخيص المختلفة التي تكشف عن الفيروس الكامل، أو مستضدات الفيروس، أو الحمض النووي للفيروس في الأنسجة المصابة في الدماغ أو الجلد أو اللعاب». وتعقيبًا على وفاة عجوز مدينة ليموج، كشف نائب رئيس المركز الوطني لداء الكلب في معهد باستور لوران داشيو، أن آخر حالة توفيت بسبب داء الكلب من هذا النوع كانت قبل 35 عامًا، وتعتبر الأولى داخل فرنسا. وأردف المسؤول، وفق «فرنسا 24»: «ثمة حالة وفاة مماثلة حصلت عام 1985 في روسيا، وحالتا وفاة أخريان بنوع آخر من فيروس الخفافيش لعالمين متخصصين في دراسة الخفافيش، أولاهما عام 1985 في فنلندا والأخرى في إسكتلندا عام 2002.

مشاركة :